7 - يشتد تحريمها إذا كانت على عوض من أحد اللاعبين؛ لأنها من الميسر الذي أمر الله باجتنابه بقوله سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"، "إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ".
فأي لعبة من الألعاب تشتمل على هذه المحاذير أو بعضها فهي محرمة؛ وهذه اللعبة المسؤول عنها يتحقق فيها كثير من هذه المحاذير؛ لأن الشأن فيها أنها تشغل عن ذكر الله وعن الصلاة، وأنها تفضي غالباً إلى العداوة والبغضاء على مدى الأيام. وكما أن اللاعب فيها يبذل فيها ما هو أنفس من ماله، فينفق فيها عمره وأيامه، ويستهلك فيها طاقته وشبابه بما لا ينفعه، فيضيع عمره على لا شيء.
فقد يستمر اللعب بها أسابيع وشهوراً كثيرة! ويصبح لاعبها مدمناً، ينام ويستيقظ عليها، وهذا من أضر ما يكون على المسلم الذي خُلق في هذه الدنيا لغاية شريفة، وهو عبادة الله تعالى.
والواجب على المسلم استغلال وقته بما ينفعه عند الله، واستغلال أوقات الصحة والفراغ فيما يرضي الله تعالى فهو مسؤول عنهما.
عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ: "اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ". رواه الحاكم (4/ 341)، وصححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (3355).
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ" رواه البخاري (6049). فليحرص المسلم على وقته، وليعلم أن ما يمضي من أيامه إنما يقترب به من قبره، ونهاية حياته، فالسعيد من اغتنم تلك الأيام، والشقي من ضيعها.
هذا بالإضافة إلى ما في تلك اللعبة من العنف، وهو ما يكسب لاعبها من الأخلاق السيئة الشيء الكثير، ولا يخفى تأثير الألعاب على تصرفات وأخلاق اللاعبين، وبخاصة إن علمنا طول الوقت المستغرق في تلك اللعبة، والتي تمتد إلى أشهر كثيرة؛ الأمر الذي يجعل لاعبها يعتاد على هذه الأخلاق التي يمارسها في لعبته، ويعتاد السطو على بلاد الآخرين وأموالهم، بدلا من أن يعتاد أخلاق الإسلام وآدابه.
وأيضاً فإنه يحدث بها من الضغائن بين اللاعبين إذا غبن أحدهم ما هو معلوم، وربما يحصل بها نزاع ومخاصمة أثناء اللعب وشتمٌ وسباب، وربما يحدث بها عوض ليس دراهم، ولكن من نوعٍ آخر.
وعلى كل حال فالإنسان العاقل المؤمن المقدر لثمن الوقت لا ينزل بنفسه إلى اللعب بها والتلهي بها.
والله أعلم.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=165220
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[14 - 10 - 08, 07:46 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخ سامي ..
أتعجبُ كثيرًا ممن يدمن على مثل هذه الألعاب!
وأتعجب أكثر ولا ينقضي العجب إذا علمت أن آباء يدمنون هذه اللعبة!!
فهل وصل بنا الأمر إلى هذا الحد؟!
والمشكلة أن كثيرًا لديهم سوء تصور وفهم؛ فيقول: دعه يلعب خير له من فعل أمور أخرى.
قلتُ: ولم يفترض أن يفعل أمورًا تسيء؟!
أليس الأولى أن يكون المؤمن عالي الهمة؛ يبحث عما ينفعه في شتى المجالات.
والله المستعان.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[14 - 10 - 08, 08:05 ص]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ سامي.
مثل هذا الأمر الذي ذكره أخونا التويجري: دعه يلعب خير من ........
هذا سفه في التفكير، لأنّ ذهن الإنسان كذاكرة الحاسوب إن ملأته بما لا ينفع، لم يعد فيه متسع لما ينفع، ولذا باتفاق العقلاء من ركّز على فن أو أمر أو وظيفة أو هواية إلى آخره أبدع فيه، فالمسلم لا ينبغي له أن يكون تركيزه فيما لا ينفع الإسلام والمسلمين، وهذه المسألة - أعني تركيز المسلم على الأمور التافهة والتسالي وترف العقل هي مما يركز عليه أعداؤنا، فانظر كيف يبتكرون الألعاب الشيطانية لقتل أوقات المسلم، وقتل ذهنه، ولا شك أنها وسيلة خبيثة ومخطط رهيب لتنويم المسلمين عن الهدف النبيل الذي خلقهم الله تعالى من أجله: (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله)، و (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).، ولذا ينبغي أن يكون المسلم عالي الهمة، ينظر كيف يعمل أن تكون العزة لله وللرسول وللمؤمنين.
إذا كان أعداؤنا يخططون ليل نهار للنيل من هذا الدين العظيم، فينبغي أن تكون أعمالنا تفكيرنا تخطيطاتنا هو كيف نعز هذا الدين؟، كيف ننصره؟
والله الموفق.
¥