وَهَذَا الْمَسْلَك فِي هَذِهِ الْأَحَادِيث وَأَمْثَالهَا: فِيمَا يَكُون الْمَنْهِيّ عَنْهُ نَوْعًا، وَالْمَأْذُون فِيهِ نَوْعًا آخَر، وَكِلَاهُمَا دَاخِل تَحْت اِسْم وَاحِد مَنْ تَفَطَّنَ لَهُ زَالَ عَنْهُ اِضْطِرَاب كَثِير، يَظُنّهُ مَنْ لَمْ يُحِطْ عِلْمًا بِحَقِيقَةِ الْمَنْهِيّ عَنْهُ مِنْ ذَلِكَ الْجِنْس، وَالْمَأْذُون فِيهِ مُتَعَارِضًا، ثُمَّ يَسْلُك مَسْلَك النَّسْخ، أَوْ تَضْعِيف أَحَد الْأَحَادِيث.
وَأَمَّا هَذِهِ الطَّرِيقَة فَلَا يَحْتَاج صَاحِبهَا إِلَى رُكُوب طَرِيق النَّسْخ، وَلَا تَعَسُّف أَنْوَاع الْعِلَل.
وَقَدْ يَظْهَر فِي كَثِير مِنْ الْمَوَاضِع، مِثْل هَذَا الْمَوْضِع، وَقَدْ يَدِقّ وَيَلْطُف فَيَقَع الِاخْتِلَاف بَيْن أَهْل الْعِلْم، وَاَللَّه يُسْعِد بِإِصَابَةِ الْحَقّ مَنْ يَشَاء، وَذَلِكَ فَضْله يُؤْتِيه مَنْ يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْل الْعَظِيم) ا. هـ
* اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الفتوى رقم (14746)
س: إنني زوجة مسلمة ولله الحمد، متزوجة منذ حوالي ثماني سنوات، ومشكلتي هي الآن أنني أكره المجامعة مع زوجي، وأحاول إرضاءه في كل حين خشية من ارتكاب ذنب، وطول هذه الفترة السابقة لم نرزق إلا بمولود واحد، ولم يحل لي النوم في فراش واحد مع زوجي، حاولت كثيرا ولم أستطع، وتلقيت بعض النصائح من بعض الأقارب أنني أعرض نفسي على بعض المشعوذين والكهنة؛ لذا أرجو من سماحتكم إرشادي إلى الحل الأسلم.
ج: لا يجوز الذهاب إلى الكهنة والمشعوذين والسحرة للعلاج عندهم وتصديقهم بما يقولون؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة» (1) رواه مسلم، وصح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد» (2) - صلى الله عليه وسلم -، ولكن عليك بمعالجة نفسك بالقرآن والأذكار والأدعية الصحيحة، مثل تلاوة سورة الفاتحة وآية الكرسي والإخلاص والمعوذتين، وما صح من الأذكار والأدعية مما هو موجود في كتب الأذكار وفي كتاب (زاد المعاد) لابن القيم، ويجوز لك الذهاب إلى من يرقي بالقرآن والأذكار والأدعية الصحيحة. نسأل الله لك الشفاء العاجل.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
... وأجر الراقي أحل وأطيب من أجر الطبيب، فأجر الراقي أكل منه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ورقى وأخذ أجرا على رقيته، بينما رد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - طبيب المقوقس، وفي الحديث: " الله الطبيب "، وكان هناك رقاة متخصصون في عهده - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أمرهم أن يعرضوا عليه رقاهم وأجاز ما ليس فيه شرك. ويكفي قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله ".
... فتوى مهمة في أخذ الأجرة على الرقية وفتح عيادة لذلك:
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله: نسمع عن بعض المعالجين بالقرآن، يقرؤون قرآنا وأدعية شرعية على ماء أو زيت طيب لعلاج السحر، والعين والمس الشيطاني، ويأخذون على ذلك أجرا، فهل هذا جائز شرعا؟ وهل القراءة على الزيت أو الماء تأخذ حكم قراءة المعالج على المريض نفسه؟
فأجاب:
" لا حرج في أخذ الأجرة على رقية المريض، لما ثبت في الصحيحين (أن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم وفدوا على حي من العرب فلم يقروهم (أي: لم يضيفوهم) ولدغ سيدهم وفعلوا كل شيء؛ لا ينفعه , فأتوا الوفد من الصحابة رضي الله عنهم فقالوا لهم: هل فيكم من راق فإن سيدنا قد لدغ؟ فقالوا: نعم , ولكنكم لم تقرونا فلا نرقيه إلا بجُعْلٍ (أي: أجرة) فاتفقوا معهم على قطيع من الغنم , فرقاه أحد الصحابة بفاتحة الكتاب فشفي فأعطوهم ما جعل لهم فقال الصحابة فيما بينهم: لن نفعل شيئا حتى نخبر النبي صلى الله عليه وسلم فلما قدموا المدينة أخبروه صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: قد أصبتم) رواه البخاري (2115)، ومسلم (4080).
¥