تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و مما قاله الذهبي عن شيخه: "ابن تيمية الشيخ، الإمام، العالم، المفسر، الفقية، المجتهد، الحافظ، المحدث، شيخ الإسلام، نادرة العصر، ذو التصانيف الباهرة، والذكاء المفرط".

و قال:

"نظر في الرجال و العلل، و صار من أئمة النقد، ومن علماء الأثر مع التدين والنبالة، و مع الذكر والصيانة.

ثم أقبل على الفقه ودقائقه وقواعده وحججه والإجماع والاختلاف، حتى كان يقضي منه العجب إذا ذكر مسألة من مسائل الخلاف، ثم يستدل و يرجح ويجتهد. وحق له ذلك؛ فإن شروط الاجتهاد كانت قد اجتمعت فيه".

و قال: "ما رأيت أسرع انتزاعاً للآيات الدالة على المسألة التي يوردها منه، ولا أشد استحضاراً لمتون الأحاديث و عزوها إلى الصحيح، أو المسند، أو إلى السنن منه. كأن الكتاب و السنن نصب عينيه، وعلى طرف لسانه بعبارة رشيقه، و عين مفتوحة، وإفحام للمخالف".

فلتقارن هذا الكلام بما في تلك الرسالة المزعومة المنسوبة للذهبي، فإن لم تجعل هذا دليلاً على بطلانها، فلتجعله على الأقل ناسخاً لها، لأنه متأخر عنها.


ثم يواصل الذهبي ثناءه على ابن تيمية، و يقول:

"كان آية من آيات الله في التفسير والتوسع فيه، لعله يبقى في تفسير الآية المجلس و المجلسين".

"وأما أصول الديانة ومعرفتها، ومعرفة أحوال الخوارج والروافض، و المعتزلة، و أنواع المبتدعة، فكان لا يشق فيه غباره، ولا يلحق فيه شأوه

و قال:

"كان قوالاً بالحق، نهاءً عن المنكر، لا تأخذه في الله لومة لائم، ذا سطوة و إقدام وعدم مداراة الأغيار".

و قال:

"أصحابه و أعداؤه خاضعة لعلمه، مقرون بسرعة فهمه.

و أنه بحر لا ساحل له، و كنز لا نظير له.

و أن جوده حاتمي، و شجاعته خالدية.

و لكن قد ينقمون عليه أخلاقاً و أفعالاً، منصفهم فيها مأجور، و مقتصدهم فيها معذور، و ظالمهم فيها مأزور، و غاليهم مغرور.

و إلى الله ترجع الأمور".

فهذه نبذ من ثناء الذهبي على شيخه ابن تيمية. .

فهل يمكن أن يتكلم بهذا من صنف تلك الرسالة المزعومة التي يقول فيها عن شيخه: "يا خيبة من اتبعك فإنه معرض للزندقة والانحلال"!!

وهل يمكن أن يتكلم بذاك الثناء من يقول عن الشيخ: "والله في القلب شكوك إن سلم لك إيمانك بالشهادتين فأنت سعيد".

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير