تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مجالس العلماء. (الزمان والمكان). - موضوع تفاعلي -.]

ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[23 - 10 - 08, 02:58 م]ـ

إن الناظر والمتأمل في هدي النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام والأئمة الأعلام مخالطة الناس والجلوس في مجالسهم والسؤال عن أحوالهم والنظر في أوضاعهم والإجابة على أسئلتهم والتعليم لجاهلهم والتوجيه لضالهم والنصيحة لغافلهم ويحدث في هذه الجلسات ما يقرب القلوب ويؤلف الأفئدة ويجمع الكلمة ويصحح المفاهيم ويضبط الأقوال ويوجه الأفعال ويعزز الثقة ويقوى الترابط ويبعث الطمأنينة ويفرح المؤمن ويغيظ الكافر والمنافق وإليكم نماذج وشواهد كتبها المؤرخون وسجلها المدونون لقدوات تعلم منها العامة أمور دينهم وسبل هديهم وطريقة أخلاقهم وأساليب تعاملهم من خلال جلسة أو لقاء في مسجد أو منزل أو طريق أو أي مكان بعيداً عن الرسميات وخالياً من التعقيدات فكان لها الأثر البالغ والتأثير الواضح فاللهم ارزقنا بصيرة بأنفسنا وصلاحاً في قلوبنا وإخلاصاً في أقوالنا وأعمالنا وجميع شؤوننا.

1 - قال كعب بن مالك: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يقدم من سفر إلا بالنهار ضحى ثم يدخل المسجد فيصلي ركعتين ثم يجلس للناس. رواه الدرامي (1520) وأصله في الصحيح.

2 - قال ابن عباس: كان عمر بن الخطاب إذا صلى صلاة جلس للناس فمن كانت له حاجة كلمة وإن لم يكن لأحد حاجة قام فدخل. مسند الحميدي (30)

3 – وقال الذهبي عن (عبد الله بن موسى بن سعيد الأنصاري أبو محمد الطليطلي، ويُعرف بالشارقي سمع بقرطبة من: يونس بن عبد الله، وأبي محمد بن دحّون، وأبي عمر الطلمنكي، وجماعة كثيرة. وحجّ وسمع ورجع إلى وطنه. وكان زاهداً عابداً رافضاً للدنيا يجلس للناس ويذكّرهم ويأمرهم بالمعروف، ويعلّمهم، ويتواضع لهم ويصبر على أخلاقهم، ويقنع باليسير من السترة والقوت. توفي في شوال. تاريخ الإسلام (30/ 397)

4 – وقال أيضاً عن (علي بن الحسين أبو الحسن الأندلسي، النجار، الزاهد المعروف بابن سعدوك من جزيرة شقر. سكن بلنسية. قال الأبّار: كان من أهل الزهد والصلاح التام والعلم، يستظهر كثيراً من صحيح مسلم. وتؤثر عنه كرامات مشهورة ومقالات عجيبة. وكان يخبر بأشياء خفيّة لا تتوانى أن تظهر جليّة. وكان أمّاراً بالمعروف، نهّاءاً عن المنكر. يجلس للناس ويعظ وكانت العامة حزبه. ولما مات ازدحم الخلق على نعشه رحمه الله.) تاريخ الإسلام (40/ 265)

5 – وقال ابن حجر في ترجمة (الحسين بن إسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسين بن داود بن علي بن عيسى بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي النيسابوري يلقب فخر الحرمين ذكره ابن السمعاني وقال كان ذا جاه ومال ومنزلة عالية في العلم وقال بن أبي طي في كتاب الامامية كان إماميا في الأصول والفروع وتعرف الحديث وكان يجلس للعامة ويحدث وقد خرج رجال البخاري ورجال مسلم وكان أهل الحديث في زمانه يهابونه واجتهدوا في تلفه فلم يقدروا إلا على نسبته إلى التشيع فكان يحمد الله على ذلك (2/ 273) لسان الميزان)

5 – قال الشيخ محمد الحمد (كان – الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى - يجلس للناس جلساتِه المعتادةَ بعد مغرب كل يوم إذا لم يكن لديه محاضرة، ويجلس يوم الخميس من الساعة الحادية عشرة أو قبلها إلى قبيل العصر، ويجلس يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة إلى العصر، ويجلس بعد مجيئه من الدوام وتناول الغداء إلى أذان العصر إذا كان في الوقت متسع؛ فهذه_تقريباً_هي جلساته المعتادة للناس عامة، سواء كان في الرياض أو مكة، أو الطائف، أو المدينة.

وإذا جلس للناس ضاق بهم المجلس، والتفوا حوله على اختلاف أجناسهم وحاجاتهم؛ فهذا عالم، أو مسؤول كبير جاء لزيارة سماحته، وهذا آخرُ قَدِمَ للسلام، وهذا قريب لسماحته، وهذا مستفتٍ عن أمر ما، وهذا مطلِّق، وهذا ذو حاجة، وهذا ذو مشكلة، ويريد حَلاً لها، وهذا مريد لشفاعة من سماحة الشيخ في أي أمر من الأمور، وهذا قادم للجلوس ورؤية الشيخ، وكيفية تعامله مع الناس، وهذه وفود أتت من داخل المملكة وخارجها لزيارة سماحته، وهذا فقير أتى؛ لينال ما ينال من بر سماحته وعطفه) جوانب من سيرة الشيخ ابن باز

6 – وجاء في سيرة الشيخ عبد الرزاق عفيفي (كان طوال عمله في الإفتاء، يجلس للناس في المكتب وفي البيت للفتوى والمشورة مشافهة وبواسطة الهاتف) سيرة الشيخ عبد الرزاق (3/ 175)

ولحاجتنا لمثل هذه الجلسات واللقاءات مع أهل العلم والفضل كان هذا الموضوع الذي آمل من الجميع في جميع أقطار العالم الإسلامي وغيره التفاعل معه بكتابة ما يعرفونه ويعلمونه من المجالس لأهل العلم وخاصة في بيوتهم – مع ذكر المكان والزمان والوصف إن أمكن - حيث تكسر الحواجز وتذوب الرسميات وتكون البساطة والأريحية والنكت العلمية والفوائد العابرة هي الحاضرة والسائدة والدافعة والحافزة لحضورها والحرص عليها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير