[بيت بلا تلفاز .. تجربة شخصية]
ـ[أبو محمد]ــــــــ[24 - 10 - 08, 03:31 ص]ـ
أعجبني هذا الموضوع الذي قرأته في أحد المواقع فأحببت نقله للفائدة ..
أود أن أجعل كلامي في نقاط
الأمر الأول: بداية أقول: إنني نشأت في بيت فيه تلفاز .. وكنت متعلقا به .. بل كان فيه "فيديو" غير أن الرقابة من الوالدين حفظهما الله منعت من استخدامه بعيدا عن الأفلام المصرية المعتادة! لكن أعتبر أن هذه سلبية أثرت علي من جهة أنني كان يمكن أن أستغل وقتي في مرحلة الطفولة بشكل أفضل .. مهما يكن فالحمد لله على كل حال .. ولا أخفي أني استفدت من ذلك معرفتي بخطر التلفاز ومدى تأثيره على عقلية الطفل
الأمر الثاني: عندما كونت أسرتي وضعت من أهم أولوياتي أن أجعل بيتي خاليا من التلفاز .. وكان طموحي أن أربي أطفالا متميزين .. ينفعون دينهم والمسلمين .. وحرصت أن أقلل دائرة التأثير السلبي عليهم قدر الاستطاعة .. المقصود أن قضية خلو البيت من التلفاز كانت بالنسبة لي قضية لا تقبل النقاش
وأحمد الله كثيرا .. أني وفقت في التربية لحد كبير .. فأبنائي مميزون في أدبهم وثقافتهم ومستواهم الدراسي .. وقد أصبحوا الأفضل .. لا على مستوى المدرسة بل على مستوى أكبر من ذلك .. وأصبحوا مضرب المثل في حدود العائلة والمعارف والأرحام .. والفضل لله وحده، وأسأله مزيد التوفيق
الأمر الثالث: أعترف أن خلو البيت من هذا الجهاز قضية ليست سهلة في مجتمع كمجتمعنا .. لكنها أيضا ليست مستحيلة .. وبشيء من الصبر والثبات في الرأي يمكن أن يتحقق هذا الأمر ولا إشكال
ومن أهم المعينات على ذلك: وجود الزوجة التي تشاطر الزوج هذه الرؤية .. وبدونها يتعسر أو يتعذر تحقيق ذلك
لذا؛ فليبدأ الزوج أولا بعملية إقناع للزوجة قبل كل شيء
الأمر الرابع: البديل! هذه هي القضية المؤرقة للكثير .. فما البديل لهؤلاء الأطفال؟
سأتحدث عما قمت به
أولا: الدعاء الدعاء .. ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما .. وأصلح لي في ذريتي
ثانيا: إشاعة روح المحبة بين الأبناء ووالديهم .. وأعتبر نفسي ناجحا من هذه الناحية .. فأنا صديق لهم قبل أن أكون أبا
ثانيا: إكثار الجلوس معهم .. وملء الوقت بالقصص والأخبار .. وذكر المواقف التي حصلت هذا اليوم من كل أفراد الاسرة .. حتى إنني إذا أردت أن أقوم إلى أشغالي أحيانا يقفون في طريقي! ويمنعوني من الذهاب .. حبا في مجالستي ..
فيا آباء اهتموا بهذا الأمر .. ولا تلهينكم المشغلات
ومن أهم ما حرصت عليه في تربيتهم: أن نناقش كل قضية تمس البيت أو أحد أفراده
وبالتالي صارت وسيلة الإقناع والمناقشة في البيت هي السائدة
حتى لو لم يقتنع الابن أو البنت .. فسيتقبل الأمر .. ويكفيني أني عودته على إبداء رأيه .. وتقبل الرأي المخالف له
في اعتقادي أن من المهم أن يشعر الطفل أنه عضو مؤثر في البيت .. فسيجعله ذلك محبا له .. صادقا في انتمائه إليه
ثالثا: أجهزة الحاسب بديل مناسب جدا للتلفاز .. فهو في يدي لا في يد غيري
وقد حرصت على أن يتوفر لكل ابن من أبنائي جهاز محمول أوثابت خاص به
وبرامج "الفوتوشوب" وأمثالها جيدة جدا في ملء أوقات الفراغ
رابعا: لا أقصر أبدا مع الأبناء في الألعاب .. فلديهم من الألعاب -الخالية من المحاذير الشرعية- ما لذ وطاب .. وبين كل فترة وفترة نذهب لمحل الألعاب ويشترون ما يحبون
خامسا: زيارة المكتبة بين فترة وأخرى لشراء الكتب .. حتى تكونت لديهم مكتبة صغيرة تكبر مع الأيام .. وأروع هواية يمكن أن تُغرس في نفس الطفل: القراءة
سادسا: لدي مدرس يحضر مساء لتحفيظ الأبناء القرآن ومراجعته .. وهل شيء أعظم من أن يحفظ الابن كتاب الله؟
إذا جُمع إلى ما سبق: المذاكرة، الإعداد للمناشط المدرسية اللاصفية: الإذاعة والجمعيات الثقافية وغيرها .. مع النوم المبكر .. أستغرب في الحقيقة ممن يقول: ماذا يفعل الابن في وقت الفراغ؟ وهل يبقى مع هذا الجدول وقت فراغ؟
الأمر الخامس: ماذا أصنع في حال زيارة الأقارب .. وهل الأبناء يصبحون "مشافيح" على التلفاز؟
أراقب أبنائي في هذا الباب .. وتراقبهم أمهم أيضا .. الحمد لله لم نشعر بذلك .. وأنا لا أبدي لهم تشددا في هذا الأمر حتى لا يصبح لديهم ردة فعل .. أتركهم وشأنهم
لاحظت أن حرصهم على اللعب الحركي أكثر
لديهم اقتناع أن التلفاز شيء ليس جيدا حتى لو شاهدوا منه مشهدا أو مشهدين (من التفاز المحلي وليس القنوات) .. ولذا إذا جاءت الموسيقى مثلا بادروا بخفض الصوت
سأكون واقعيا .. المجتمع المحيط سيكون له تأثيره ولا بد .. لكن وظيفتي -أنا الأب- أن أخفف التأثير قدر الاستطاعة .. بالإقناع وتوفير البديل .. إلى أن يشب الابن ويخرج عن الطوق .. وبهذا أكون قد قمت بالواجب علي .. والهداية بيد الله
الأمر السادس: قناة المجد! .. تكرر الكلام من بعض المحبين: لم لا توفر لأبنائك قناة محافظة كقناة المجد حتى لا ينشأ أطفالك "متعقدين"!
وجوابي لهم: من قال لكم أن أطفالي "معقدين"؟ أحمد الله أنهم ليسوا كذلك
ثم أنا لا أطمح أن يتربى أطفالي (أي تربية) بحيث يكون كل همي أن أقتل وقت ابني بالتسلية حتى لا يذهب إلى الفساد والإجرام
طموحي أكبر من ذلك .. أنا باحث عن تربية جادة .. وعن نشء متميز
وفي قناعتي أن من عوفي من دخول التلفاز فلا يدخل المجد ولا غيرها .. والسلامة لا يعدلها شيء
وأما من ابتلي به ولم يجد بدا من وجوده .. فالقنوات المحافظة خير من القنوات السيئة
هذه باختصار تجربتي، وأعتذر عن الإطالة .. وأتمنى أن أكون قدمت شيئا .. وإن كنت أجزم أني لم أقدم جديدا
أخيرا .. نصيحتي للأب والأم أن يتقوا الله عز وجل .. وأن يكون همهم أن ينجوا من الإثم عند الله عز وجل وأن تبرأ ذمتهم .. وإن صدقوا الله فسيصدقهم الله.
منقول
¥