تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كلام مُشكل لابن الجوزي رحمه الله في الصيد

ـ[أبو محمد الأنصاري]ــــــــ[24 - 10 - 08, 08:50 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله المتفضل بمزيد النعم مع قلة الشكر، قابل العذر سبحانه مع اكتمال الغنى، غافر الذنب جل وعلا مع كمال قيوميته، شديد العقاب مع عظيم المغفرة وجميل الستر، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ومصطفاه محمد وعلى وصحبه وكل مقتد وتابع له بإحسان إلى يوم الدين

مشايخنا الأفاضل

أخوتي الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد أُشكِل عليّ كلام لأبي الفرج بن الجوزي في صيد الخاطر فجزى الله خيراً من رام رفعه:

قال رحمه الله في الصيد ص 52 بعنوان زهاد وجهلة (ملاحظة العناوين من وضع المحققين للكتاب فلعلها تختلف من طبعة لأخرى) قال متحدثا ًعن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه دخل الغار وشاور الطبيب وتحت عنوان قوانين الأسباب والمسببات ص 62 قال متحدثاً عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أيضاً "وشاور طبيبين" وهذا مشكل عليّ مع قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للرجل الذي كلمه عن خاتم النبوة "طبيبها الذي خلقها"

وتحت عنوان الإنسان أعلى الخلائق ص 52 - 53 قال متحدثاً عن الملائكة: تالله لو ابتلي أحد المقربين بما ابتلينا به ما قد على التماسك ..........

وبذات العنوان والصفحة قال عن الملائكة أيضاً: وهل ثم إلا عبادة ساذجة ليس فيها مقاومة طبع ولا رد هوى؟ وهل هي إلا عبادة صورية بين ركوع وسجود وتسبيح؟ فأين عبادتهم المعنوية من عبادتنا؟ ....

وبعنوان فوائد العزلة ص 56 قال رحمه الله متحدثاً عن نفسه: وكثر ضجيجي من مرضي، وعجزت عن طب نفسي، فلجأت إلى قبور الصالحين وتوسلت في صلاحي ....

وفي هذه الخاطرة مدح رحمه الله العزلة وفي الخاطرة التي بعدها ص 58 عاد يهدم هذا القول فيقول متحدثاً عن بعض المعتزلين" ......... فيبقى اليومين والثلاثة لا يأكل وهو يظن ذلك من امداد اللطف وإذ به من سوء الهضم، وفيهم من ترقى به الخلط إلى رؤية الأشباح فيظنها الملائكة ......... "

وفي الخاطرة بعنوان الرضا عن الله هو الغنى الأكبر ص 68 قال "كما قالت رابعة - رحمة الله عليها - وقد ذكر عندها رجل من العباد يلتقط من مزبلة فيأكل فقيل: هلا سأل الله تعالى أن يجعل رزقه من غير هذا؟ فقالت: إن الراضي لا يتخير ........ " وللحديث صلة إن شاء الله تعالى

ـ[أبو محمد الأنصاري]ــــــــ[28 - 10 - 08, 06:22 ص]ـ

للرفع

رفع الله قدر من أزال عنا هذه الاشكالات

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - 10 - 08, 03:27 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ابتداء ينبغي أن نعلم أن ابن الجوزي ليس معصوما، فلا يمتنع أن يكون في كلامه خطأ، لا سيما إن خالفه بقية العلماء.

ومع ذلك فيمكن أن نلتمس له وجها لكلامه في هذه المواضع:

- قوله (وشاور طبيبين) لا إشكال فيه، ففي حديث عروة عن عائشة لما سألها عن علمها بالطب ذكرت أن النبي كان يمرض فيقدم عليه وفود العرب فيصفون له الأدوية.

- قوله (تالله لو ابتلي أحد المقربين بما ابتلينا به ما قدر على التماسك) يقصد أن الملائكة لا تتحمل مقاومة الشهوات.

- قوله (وهل ثم إلا عبادة ساذجة) فالساذج في كلام العرب هو الذي نسميه نحن الآن (السادة) يعني غير مختلط بغيره، وهي كلمة معربة ولكن العرب استعملتها في هذا المعنى.

- قوله (ليس فيها مقاومة طبع ولا رد هوى؟) لا إشكال في هذا؛ لأن الملائكة ليس عندهم هوى أصلا.

- قوله (وهل هي إلا عبادة صورية بين ركوع وسجود وتسبيح؟ فأين عبادتهم المعنوية من عبادتنا؟) فهو بسط وتفصيل لما مضى من أنهم لا يجاهدون شيئا جبلت عليه نفوسهم مثل البشر.

- قوله (فيبقى اليومين والثلاثة لا يأكل وهو يظن ذلك من إمداد اللطف وإذا به من سوء الهضم) لا إشكال فيه، فهو يذم هؤلاء الممتنعين عن الأكل بزعم العبادة.

- قوله (وفيهم من ترقى به الخلط إلى رؤية الأشباح فيظنها الملائكة) تكملة أيضا لوصف هؤلاء الذين يعذبون أنفسهم بالجوع حتى تصاب عقولهم بهذا الخلط، وقد تكلم ابن الجوزي في هذا في تلبيس إبليس.

- وأما ما روي عن رابعة فلا إشكال فيه بحسب ما أرى.

وأعتذر من التقدم بين يدي المشايخ الكرام، وأندبهم لتصحيح أخطائي.

والله تعالى أعلم

- تنبيه:

(أَشْكَلَ) مبني للمعلوم لا للمجهول.

ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[28 - 10 - 08, 09:44 م]ـ

ثبت أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يتداوى ويأمر أمته بالتداوي. هذا مما لا خلاف فيه. أما تركه مداواة ما كان بكتفه الشريف،فليس من باب ترك استعمال الأسباب، وإنما هو لأمر آخر أشار اليه أبو عبدالله أحمد بن حنبل

رحمه الله بقوله: و هذا إنما امتنع من مداواته لأنه كان خاتم النبوة و كانت إحدى آياته المذكورة من صفته و الله تعالى أعلم.

ـ[أبو محمد الأنصاري]ــــــــ[30 - 10 - 08, 02:25 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفاضلان: العوضي و الهلالي

جزاكما الله من أهل ومال وعلم خيرا

لكن شيخي الكريمين لي تعقيب لو سمحتما:

فأنا لم أدع (وأصلا لا أعتقد) أن العصمة ثابتة لأحد بعد المعصوم -صلى الله عليه وسلم- غاية الأمر استشكال في كلام ابن الجوزي -وقع في خاطري أنا- فأردت تصحيح فهمي خاصة أن بعض الخواطر يعارض بعضا؛ وبعض الخواطر يعارض كلاما له في تلبيس إبليس كقوله مثلا فلجأت إلى قبور الصالحين وتوسلت في صلاحي .. وكقوله "كما قالت رابعة - رحمة الله عليها - وقد ذكر عندها رجل من العباد يلتقط من مزبلة فيأكل .... أما ما ذكره من عقيدته في الكتاب فهو أيضا محل بحث وسؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير