أما أخ الزوج أو زوج الأخت أو أبناء العم وأبناء الخال والخالة ونحوهم فليسوا من المحارم، وليس لهم النظر إلى وجه المرأة، ولا يجوز لها أن ترفع جلبابها عندهم؛ لما في ذلك من افتتانهم بها، فعن عقبة بن عامر أن رسول الله قال: «إياكم والدخول على النساء»، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله: أفرأيت الحمو؟ قال: «الحمو الموت» [متفق عليه]، والمراد بالحمو: أخ الزوج وعمه ونحوهما؛ وذلك لأنهم يدخلون البيت بدون ريبة، ولكنهم ليسوا بمحارم بمجرد قرابتهم لزوجها، وعلى ذلك لا يجوز لها أن تكشف لهم عن زينتها ولو كانوا صالحين موثوقاً بهم؛ لأن الله حصر جواز إبداء الزينة في أناس بيَّنهم في الآية السابقة، وليس أخ الزوج ولا عمه ونحوهم منهم، وقال في الحديث المتفق عليه «لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم»، والمراد بذي المحرم: من يحرم عليه نكاحها على التأبيد لنسب أو مصاهرة أو رضاع، كالأب والابن والأخ والعم ومن يجري مجراهم.
وإنما نهى رسول الله عن ذلك لئلا؛ يرخي لهم الشيطان عنان الغواية، ويمشي بينهم بالفساد، ويوسوس لهم، ويزين لهم المعصية. وقد ثبت عنه أنه قال: «لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما» [رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه].
ومن جرت العادة في بلادهم بخلاف ذلك، بحجة أن ذلك عادة أهلهم، أو أهل بلدهم، فعليهم أن يجاهدوا أنفسهم في إزالة هذه العادة، وأن يتعاونوا في القضاء عليها، والتخلص من شرها؛ محافظة على الأعراض، وتعاوناً على البر والتقوى، وتنفيذاً لأمر الله عز وجل ورسوله، وأن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى مما سلف منها، وأن يجتهدوا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويستمروا عليه، ولا تأخذهم في نصرة الحق وإبطال الباطل لومة لائم، ولا يردهم عن ذلك سخرية أو استهزاء من بعض الناس، فإن الواجب على المسلم اتباع شرع الله برضى وطواعية ورغبة فيما عند الله وخوف عقابه، ولو خالفه في ذلك أقرب الناس وأحب الناس إليه. ولا يجوز اتباع الأهواء والعادات التي لم يشرعها الله سبحانه وتعالى؛ لأن الإسلام هو دين الحق والهدى والعدالة في كل شيء، وفيه الدعوة إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال والنهي عما يخالفها.
والله المسؤول أن يوفقنا وسائر المسلمين لما يرضيه وأن يعيذنا جميعاً من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه جواد كريم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[28 - 10 - 08, 01:33 ص]ـ
من مشاركة للاخ فهد العجمي-في المجلس العلمي:
قال العلامة بن باز: ("قد يتعلق بعض دعاة الاختلاط ببعض ظواهر النصوص الشرعية التي لا يدرك مغزاها ومرماها إلا من نَوَّر الله قلبه وتفقه في دين الله وضم الأدلة الشرعية بعضها إلى بعض، وكانت في تصوره وحدة لا يتجزأ بعضها عن بعض. ومن ذلك خروج بعض النساء مع الرسول صلى الله عليه وسلم في بعض الغزوات. والجواب عن ذلك: أن خروجهن كان مع محارمهن لمصالح كثيرة لا يترتب عليه ما يُخشى عليهن من الفساد، لإيمانهن وتقواهن وإشراف محارمهن عليهن وعنايتهن بالحجاب بعد نزول آيته .. )
وللتوثيق و المزيد في هذا الباب ادخل هذا الرابط
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21639
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[28 - 10 - 08, 02:05 ص]ـ
أخي الحبيب
بل إلى الله المشتكى ممن نشأ في الاستعمار فظن أن هذه من عادات القبائل في بلاد الجزيرة
آخر قلاع الإسلام .... ولكنا وجدنا ذلك في عصرنا ممن نشأ في بلاد تعرضت للاستعمارين الفرنسي والإنجليزي
مهلا أيها الرجل! فقد والله عثرت عثرة لا لعا لها! أتعيرنا الاستعمار؟ أتسبنا ببلاء حاق بنا فاستعنا بالله على دفعه حتى رفعه؟ أنسيت توقيعك (لو أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك)؟
وقد كان ذلك،فكيف كنا؟ لقد عجم العدو عودنا فاستعصى كسره عليه،وغمز قناتنا فما لانت في يديه! ولم نزل نجالده وندافعه حتى انجحر في جحره وضربناه في داره وعقره، فولى مذؤوما مدحورا يجر إاى دياره أذيال الخيبة بعد قرن ونيف على الثلاثين من الغيبة! هذا والأمية ضاربة يومئذ بين الجزائريين أطنابها، والمعرفة بينهم فد صفرت وطابها، والشريعة قد سدت عليهم أبوابها! ولكنهم كانوا حماة الذمار وذادة العار، تهون عليهم أرواحهم حماية لأزواجهم، وما باعوا الأعراض بالعروض، كصنيع غيرهم. وقد ربينا والله على الحمية للحرم، وجبلنا الله على خلق من الغيرة نسأل الله أن يغفرلنا عنفوانه وجموحه، وقد كانت والدتي تستر وجهها كله إلا عيناواحدة لا تكاد تميز بها مواضع قدميها،ثم لا يرضى والدي منها ذلك، فكانت إذا ركبت الى جنبه في السيارة أو الحافلة ألقى جناح برنوسه على رأسها!!
وأما الحديث الذي أشار إليه السائل فليس فيه اختلاط وإنما الرجل مع زوجته في جانب بيته والضيف في مكان الضيافة
لن أعلق على هذا التأويل ــ مهما كان قائله ــ إلا بإيرادي لنص الحديث ليرى المنصف الحصيف إن كان هذا التأويل صحيحا أم سقيما فإليكه: (
جاء رجل إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: إني مَجْهُود، فأرسَل إلى بعض نسائه، فقالت: والذي بعثك بالحق، ما عندي إلا ماء، ثم أرسل إلى أخرى، فقالت: مثل ذلك، وقُلْن كُلُّهُنَّ مثل ذلك، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَن يُضيفه يرحمه الله؟» فقام رجل من الأنصار يقال له: أبو طلحة، فقال: أنا يا رسول الله، فانطلق به إلى رَحْله، فقال لامرأته: هل عندكِ شيء؟ قالت:لا، إلا قوت صبياني، قال: فعَلّليهم بشيء ونَوِّمِيهم، فإذا دخل ضيفنا فأرِيه أنَّا نأكل، فإذا أهْوى بيده ليأكل فقومي إلى السِّراج فأطفئيه ... )
¥