تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[05 - 12 - 08, 05:44 ص]ـ

الحدُ لله.

جئتُ شيخيَ عشيةَ أحد أيام الأسوع الماضي , وهاتفتُهُ ليصفَ لي دارهُ التي انتقل إليها بع طرده من حلقات القرآن , فأعطاني تلميذهُ ليصف لي الدارَ , وامتطى تلميهُ (دباباً) والتقينا , وصعدنا سويةً إلى الشيخِ , فطرقتُ البابَ وفتحَ الشيخُ , فأثَر فيَ ما آل إليه حالُهُ من ضعفِ الجسمِ واقتياتِ المرضِ من قوة الشيخ وبنيته.

سلمتُ عليهِ وقبلتُ رأسَهُ ويدهُ , وجلسناَ سويعةً كادتْ عينا أبي زيدٍ - حينها- أن تفيضَ من الدمع , اعتذرتُ للشيخ عن التقصير في حقه , والتخاذل عن أداء واجبه عليَّ وأن مانعي من ذلك ليس إلا عدم وجودي أيَّ خبر عنه.

قبل الشيخُ العذر بعد مصارحته إيايَ باستغرابه من قطعي للاتصال به , وبعد ذلك أخبرني تلميذ الشيخ بانَّ زوجة شيخنا توفيت قبل عامين أو يزيدان.

عزيتُ الشيخَ فاستعبر حين ذكرها وترحم عليها , وقال إنَّ هذه كانت منيتها , فلم يكن لها هدفٌ أسمى ولا بغيةٌ احب من أن تُوَسَّدَ بقيع الغرقد.

وسأكمل بقية حديثي معهُ فأنا على شغل الآن.

ـ[أم البررة]ــــــــ[05 - 12 - 08, 06:54 ص]ـ

وهل أذن لكم بالإفصاح عن اسمه؟

نتابع

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[05 - 12 - 08, 09:22 ص]ـ

بعد أن أتحفني الشيخُ بضيافته وأصرَّ على تقديمها بنفسه وهو يتوكَّاُ على عصاهُ رغم إلحاحي وتلميذه الآخر على خدمة أنفسنا.!!

أردتُ الاستئذانَ لصلاة الظهر فقال لي: نصلي وإياكَ جماعةٌ , وما حولهُ مسجدٌ قريب منه , فأقام الصلاة واستوقفتني إقامتُه لها حيث قال:

اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ , أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ, أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ, أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، قَدْ قَامَتْ الصَّلَاةُ، قَدْ قَامَتْ الصَّلَاةُ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ.

وتذكرتُ بعدُ أنَّ ذلك مذهب الأحناف رحمهم الله , إذ يجعلونَ الإقامة كالأذانِ.

جلستُ أتحدثُ مع الشيخِ عن تركه للحلقات , فقال إنَّ أحد الموجهين قال له: سنضطرُّ لإعفائكَ من التدريس لأنك لا تجيدُ تعليم القرآن العظيم.!!!

قال لهُ الشيخُ: هو كذلك , جزاك الله خيراً.

قلت: لازمُ ذلك أن القُرّاءَ المشاهير: رحيم بخش وفتح إسماعيل وفيصل آبادي وغيرهم , لا يحسنونَ إجازةَ الحفاظ , إذ أجازوا رجلاً لا يحسنُ تعليم القرآن. (كبرت كلمةً تخرجُ من في المُوجه ’ إن يقول إلا كذباً , وأنا عليه شهيد.

المهم:

قلتُ له ألم تظهر لهم شهاداتك وإجازاتك .. ؟

قال: لم أخرجْ شهاداتي وإجازتي لأحد مذ حصلتُ عليها , إلا لتحديث البيانات قبل سنواتٍ , وسببُ ذلك اعتقادي أني طالبُ علمٍ ينبغي أن لا أخدع النَّاس , خصوصاً أني يومَ تخرجتُ من جامعة خير المدارسِ قال لي الشيخ: (الآنَ حصلتَ على مفتاحِ تحصيل العلم) وما فارقتني جملتُهُ هذه حتى الساعة.!!

الغريبُ في أمر الشيخِ أن تلميذهُ صاحبَ الدَّبّابِ الذي استقبلني ودلني على البيت , خفِيٌّ هو الآخَرُ أيضاً , فمهنتُهُ في الصباحش دراسَةُ النحو والصرفِ وفقه الأحنافِ والحديث على الشيخ حفظه الله , وفي المساءِ يعملُ في محل لتزيين السياراتِ.! (وشبهُ الشيء منجذبٌ إليه)

الشيخُ حفظه الله لا يريدُ الشهرةَ والأتباعَ والأشياعَ , ويؤثرُ إغلاقَ بابِ دارهِ عليه حتى يُحمَلَ منها على أكتافِ مشيعيه لبقيع الغرقد , فقد منعه الأطباءُ بسبب العلل البدنية التي أصابتهُ من صعود الدرج وقيادة السيارة والذهاب للمسجد , نسأل الله أن يطيل عمره على الطاعة ويختم لنا وله بالموت على التوحيد في بلد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.

ومن باب الأمانة وتصحيح المعلومات , فقد أعدت سؤالي له عن حفظه للكتب التسعة , فقال لي: لا أحفظها نصاً لكني أفقهها معنىً ودرستُها ودرَّستُها بحمد الله.

وبالنسبة لمن أراد إعانته , فأبشركم أنه بحمد الله غني عمن سوى الله , وأبناءه مقتدرون مادياً , وناشدوه مساكنتَهم في الهند فأبى إلا المدينةً ليلقى بها الله ربَّه.

ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[09 - 02 - 09, 12:55 ص]ـ

أقول لك يا أبا زيد ما قاله لك أخي المسيطر حفظكما الله تعالى:

بارك الله فيكم يا أبا زيد .... وأعانكم الله على البر بشيخكم .... والوفاء له.

وما ضره إن لم يشتهر ... وقد أدخل نفسه في قوله صلى الله عليه وسلم (خيركم) - نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا -.

أسأل الله أن يكثر من أمثاله فهم نكاد نفقدهم في هذه الأيام ولله المشتكى

أسأل الله أن يختم لنا وله بخير ولجميع المسلمين ...

اللهم آمين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير