درّة سيدنا عمر رضي الله عنه، وحاجة الناس اليوم إليها
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[30 - 10 - 08, 06:00 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيّنا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن اتّبع هداه إلى يوم الدين.
أما بعد، فقد قال الشيخ مشهور سلمان حفظه الله في كتابه " قصص لا تثبت " (8 - 148) في الحاشية: ولي مصنّف بعنوان " درّة عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وحاجة الناس اليوم إليها "، حوى عجائب ومخبّآت، يسّر الله إتمامه بخير وعافية. اهـ.
والدرّة، هي السّوط الذي يُؤَدَّبُ به.
فعلاً! ما أحوج الناس اليوم إلى إمام مثل سيّدنا عمر، يرشدهم إلى التمسّك بكتاب الله وسنّة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ويحذِّرهم من البدع ومحدثات الأمور، ويؤَدِّبهم بالدرّة إذا لم يستجيبوا له، وقد وصفته الشفاء بنت عبد الله - كما في ترجمته في تاريخ الطبري - بقولها: كان والله عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - إذا تكلّم أسمع، وإذا مشى أسرع، وإذا ضرب أوجع، هو والله الناسك حقًّا.
وسأقوم بعون الله بتجميع ما وقفتُ عليه من آثار عن تأديب سيّدنا عمر للناس بدرّته، اقتباساً من عنوان الشيخ مشهور حفظه الله، وأنبّه أن عملي أوّلاً هو تجميع الآثار من دون دراسة إسنادها، ثم بعد الانتهاء من تجميعها أنتقل إلى دراسة الإسناد، فيجب تحرّي الصحة في نقل الآثار عن سيّدنا عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، فهو من الخلفاء الراشدين الذي قال عنه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " عليكم بسنّتي وسنة الخلفاء الراشدين، تمسّكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذ، وإيّاكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة " (رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه، وصحّحه الألباني)، وأرجو من الإخوة إفادتي بما وقفوا عليه من الآثار والزيادات في رواياتها ودرجة صحّتها وكلام أهل العلم على فقهها وفوائدها، والله من وراء القصد.
أ - عن زيد بن وهب، أن بطالاً كان بالمدينة، فطلّق امرأته ألفاً، فرُفِع ذلك إلى عمر بن الخطاب، فقال: إنما كنتُ ألعب، فعلاه عمر بالدرّة وقال: إن كان ليكفيك ثلاث. (عزاه في كنز العمال إلى عبد الرزاق وابن شاهين في السنة وسنن البيهقي الكبرى).
ب - عن موسى بن خلف، أن عمر مَرّ برجل يكلِّم امرأة على ظهر الطريق، فعلاه بالدرّة، فقال الرجل: يا أمير المؤمنين! إنها امرأتي، قال: فهلا حيث يراك الناس. (عزاه في كنز العمال إلى مكارم الأخلاق للخرائطي).
ج - عن أبي عمرو الشيباني قال: بلغ عمر أن رجلاً يصوم الدهر، فعلاه بالدرّة وجعل يقول: كُل يا دهر! كُل يا دهر! (مصنف ابن أبي شيبة).
د - عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: قال عمر: لا يدخل رجل على مغيبة، فقال رجل: إن أخاً لي أو ابن عم لي خرج غازياً وأوصاني فأدخل عليهم، فضربه بالدرّة فقال: إذن كذا، إذن دونك، لا تدخل وقُم على الباب فقُل: لكم حاجة؟ أتريدون شيئاً؟ (مصنف عبد الرزاق)
هـ - عن ابن سيرين، أن عمر رأى رجلاً يجر شاة ليذبحها، فضربه بالدرّة وقال: سُقها - لا أم لك - إلى الموت سوقاً جميلاً. (سنن البيهقي الكبرى)
و - عن موسى بن أنس قال: سأل سيرينُ أنساً المكاتبة - وكان كثير المال - فأبى، فانطلق سيرين إلى عمر فدعاه عمر وقال له: كاتِبه. فأبى، فضربه بالدرّة وتلا: {فكاتِبوهم إن علِمتُم فيهم خيراً}، فكاتبه. (رواه البخاري).
ز - عن سليمان بن حنظلة قال: أتينا أبيّ بن كعب لنتحدّث إليه، فلمّا قام قُمنا ونحن نمشي خلفه، فرآنا عمر نتبعه فضربه بالدرّة، قال: فاتقاه بذراعيه، فقال: يا أمير المؤمنين! ما نصنع؟ قال: أوما ترى؟ فتنة للمتبوع، مذلّة للتابع. (سنن الدارمي).
ح -
ح - عن محمد بن عبد الله بن قارب الثقفي عن أبيه، أنه اشترى من رجل جارية بأربعة آلاف قد كانت أسقطت من مولاها سقطاً، فبلغ ذلك عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، فأتاه فعلاه بالدرّة ضرباً وقال: بعدما اختلطت لحومكم بلحومهن ودماؤكم بدمائهن بعتموهن، لعن الله اليهود، حُرِّمَت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها. (مصنف ابن أبي شيبة).
¥