تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويؤخذ من هذا الحديث جواز اشتراط الزوجة على زوجها في العقد ألا يتزوج عليها ويجب عليه الوفاء لها به. والله أعلم وأحكم

ـ[أبو إبراهيم المكي]ــــــــ[04 - 11 - 08, 11:21 م]ـ

جاء في صحيح البخاري قال:

حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني علي بن حسين أن المسور بن مخرمة قال إن عليا خطب بنت أبي جهل فسمعت بذلك فاطمة فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك وهذا علي ناكح بنت أبي جهل فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته حين تشهد يقول أما بعد أنكحت أبا العاص بن الربيع فحدثني وصدقني وإن فاطمة بضعة مني وإني أكره أن يسوءها والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله عند رجل واحد فترك علي الخطبة.

فالذي يفهم من هذا الحديث أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - اعترض على زواج علي رضي الله عنه لأن الزواج بزوجة ثانية مضرة للاولى ولا يرضى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن تضر فاطمة بشيء بدلالة قوله (وإني أكره أن يسوءها فربمالأجل ذلك-والله تعالى أعلم -اعتذر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لأبي وبكر وعم1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - روموضوع الصغر نسبي ويخضع أحيانا للأعراف في كل بلد من البلدان, فعادة التزوج بالصغيرات كانت موجودة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بدلالة تزوجه من عائشة رضي الله تعالى عنها وتزوج الفاروق عمر رضي الله عنه من بنت علي أم كلثوم

هذا الفهم السقيم رده العلامة الشيخ أحمد شاكر في آخر كتابه (كلمة الحق) في مقاله: (في تعدد الزوجات)، حيث قال في معرض رده على أعداء الله المحاربين لمبدأ تعدد الزوجات:

"والقوم أصحاب هوى ركب عقولهم، ولا أصحاب علم ولا أصحاب استدلال، يحرفون الكلم عن مواضعه، ويلعبون بالدلائل الشرعية من الكتاب والسنة ما وسعهم اللعب.

فمن ألاعيبهم: أن يستدلوا بقصة علي بن أبي طالب، حين خطب بنت أبي جهل في حياة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين استؤذن في ذلك قال: (فلا آذن، ثم لا آذن، ثم لا آذن، إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم، فإنها بضعة مني، يريبها ما أرابها، ويؤذيني ما آذاها). ولم يسوقوا لفظ الحديث، وإنما لخصوا القصة تلخيصاً مريباً! ليستدلوا بها على أن النبي صلى الله عليه وسلم يمنع من تعدد الزوجات، بل صرح بعضهم بالاستدلال بهذه القصة على ما يزعم من التحريم! لعباً بالدين، وافتراءً على الله ورسوله.

ثم تركوا باقي القصة، الذي يدمغ افتراءهم ـ ولا أقول استدلالهم ـ وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحادثة نفسها: (وإني لست أحرم حلالاً، ولا أحل حراماً، ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله مكاناً واحداً أبداً).

واللفظان الكريمان رواهما الشيخان: البخاري ومسلم ..

فهذا رسول الله، المبلغ عن الله، والذي كلمته الفصل في بيان الحلال والحرام، يصرح باللفظ العربي المبين ـ في أدق حادث يمس أحب الناس إليه، وهي ابنته الكريمة السيدة الزهراء ـ بأنه لا يحل حراماً ولا يحرم حلالاً، ولكنه يستنكر أن تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله في عصمة رجل واحد.

وعندي وفي فهمي: أنه صلى الله عليه وسلم لم يمنع علياً من الجمع بين بنته وبنت أبي جهل بوصفه رسولاً مبلغاً عن ربه حكماً تشريعياً، بدلالة تصريحه بأنه لا يحرم حلالاً ولا يحل حراماً، وإنما منعه منعاً شخصياً بوصفه رئيس الأسرة التي منها علي ابن عمه وفاطمة ابنته، بدلالة أن أسرة بنت أبي جهل هي التي جاءت تستأذنه فيما طلب إليهم علي رضي الله عنه. وكلمة رئيس الأسرة مطاعة من غير شك، خصوصاً إذا كان ذلك الرئيس هو سيد قريش، وسيد العرب، وسيد الخلق أجمعين، صلى الله عليه وسلم"انتهى من (كلمة الحق): (ص/309 - 310).

ـ[نزيه حرفوش]ــــــــ[04 - 11 - 08, 11:50 م]ـ

سبحان الله الأخ أبو ابراهيم أراك تستدل بكلام الشيخ احمد شاكر على قوم اعلنوا حربهم على سنة النبي صلى الله عليه وسلم يريدون منع تعدد الزوجات وكل الموضوع ليس بهذا الاتجاه وإنما بفارق السن بين الزوجين, وتصف الرأي القائل بأنه فهم سقيم ذكره ابن حجر وغيره كما ذكر الأخ عبد الرشيد في مداخلته وأراك تقول (((وعندي وفي فهمي: أنه صلى الله عليه وسلم لم يمنع علياً من الجمع بين بنته وبنت أبي جهل بوصفه رسولاً مبلغاً عن ربه حكماً تشريعياً، بدلالة تصريحه بأنه لا يحرم حلالاً ولا يحل حراماً، وإنما منعه منعاً شخصياً بوصفه رئيس الأسرة التي منها علي ابن عمه وفاطمة ابنته، بدلالة أن أسرة بنت أبي جهل هي التي جاءت تستأذنه فيما طلب إليهم علي رضي الله عنه. وكلمة رئيس الأسرة مطاعة من غير شك، خصوصاً إذا كان ذلك الرئيس هو سيد قريش، وسيد العرب، وسيد الخلق أجمعين، صلى الله عليه وسلم"انتهى من (كلمة الحق): (ص/309 - 310)))) فمن أتيت بهذا الاستنتاج وكيف استنتجته والنبي صلى الله عليه وسلم يصرح بأن ما يسوء فاطمة يسوؤه والضر مساءة ,ولا أصف رأيك بما وصفت رأي أهل العلم وإنما ادعوك للأخذ بهدي حبيبك وحبيبي محمد صلى الله عليه ويسلم بحسن الدعوة والمناظرة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير