تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أن الله سبحانه وتعالى موجود لا حقيقة له ولا ماهية، ولا يعلم الجزئيات بأعيانها ولكنه يعلمها إجماليا، وبالتالي أنكروا خلق أفعال عباده. كما ولا يؤمنون بكتبه حيث إن الله عندهم لا يتكلم ولا يكلم، وأن القرآن فيض فاض من العقل الفعال على قلب بشر زكي النفس طاهر، تعالى الله عن وصفهم علوا كبيرا، ليست ذوات منفصلة تصعد وتنزل وتذهب؛ إنما هي عندهم أمور ذهنية لا وجود لها في الأعيان. والفلاسفة أشد الناس إنكارا لليوم الآخر وأحداثه، وما الجنة والنار عندهم إلا أمثال مضروبة لتفهيم العوام ولا حقيقة لها في الخارج.

ولا زالت للفلسفة اليونانية روافد في كافة الفلسفات والدعوات الغربية القديمة والحديثة، بل وتأثرت بها معظم الفرق الإسلامية الكلامية، ولم يظهر مصطلح الفلسفة الإسلامية كمنهج علمي يدرس ضمن مناهج العلوم الشرعية إلا على يد الشيخ مصطفى عبد الرزاق – شيخ الأزهر- كردة فعل للهجوم الغربي على الإسلام بحجة أنه يخلو من الفلسفة. والحق أن الفلسفة جسم غريب داخل كيان الإسلام، فليس في الإسلام فلسفة، ولا بين المسلمين فلاسفة بهذا المعنى المنحرف، وإنما في الإسلام علم محقق وعلماء محققون، ومن أشهر الفلاسفة المنتسبين للإسلام: الكندي، الفارابي، ابن سينا، وابن رشد " انتهى باختصار.

ثانيا:

صرح جهور الفقهاء بتحريم تعلم الفلسفة، ومن كلامهم في ذلك:

1 - قال ابن نجيم (حنفي) في "الأشباه والنظائر": " تعلم العلم يكون فرض عين , وهو بقدر ما يحتاج إليه لدينه. وفرض كفاية , وهو ما زاد عليه لنفع غيره. ومندوبا , وهو التبحر في الفقه وعلم القلب. وحراما , وهو علم الفلسفة والشعبذة والتنجيم والرمل وعلم الطبيعيين والسحر " انتهى من "الاشباه والنظائر مع شرحها: غمز عيون البصائر للحموي" (4/ 125).

2 - وقال الدردير (مالكي) في "الشرح الكبير" في بيان العلم الذي هو فرض كفاية: ": " (كالقيام بعلوم الشرع) غير العيني , وهي الفقه والتفسير والحديث والعقائد , وما توقفت عليه من نحو وتصريف ومعان وبيان وحساب وأصول، لا فلسفة , وهيئة , ولا منطق على الأصح ".

قال الدسوقي في حاشيته (2/ 174): " (قوله: على الأصح) فقد نهى عن قراءته الباجي وابن العربي وعياض، خلافا لمن قال بوجوب تعلمه لتوقف العقائد عليه وتوقف إقامة الدين عليها. ورد ذلك الغزالي بأنه ليس عند المتكلم من عقائد الدين إلا العقيدة التي يشارك فيها العوام وإنما يتميز عنهم بصفة المجادلة " انتهى.

3 - وقال زكريا الانصاري (شافعي) في "أسنى المطالب" (4/ 182): " (وأما علم) أي تعلم علم (الفلسفة والشعبذة والتنجيم والرمل وعلم الطبائعيين والسحر فحرام) " انتهى.

4 - وقال البهوتي (حنبلي) في "كشاف القناع" (3/ 34): " وعكس العلوم الشرعية علوم محرمة أو مكروهة، فالمحرمة كعلم الكلام) إذا تكلم فيه بالمعقول المحض , أو المخالف للمنقول الصريح الصحيح. فإن تكلم فيه بالنقل فقط , أو بالنقل والعقل الموافق له , فهو أصل الدين وطريقة أهل السنة، وهذا معنى كلام الشيخ تقي الدين , وفي حاشيته: ما فيه كفاية في ذلك. (و) كعلم (الفلسفة والشعبذة والتنجيم , والضرب بالرمل والشعير , وبالحصى , و) كعلم (الكيمياء , وعلوم الطبائعيين) " انتهى.

وينبغي أن يستثنى من التحريم دراستها لأهل الاختصاص؛ لبيان ما فيها من الانحراف، والرد على ما تثيره من الباطل.

ثالثا:

إذا كانت دراسة الفلسفة إلزامية، فينبغي أن تحذر من اعتقاد شيء من باطلها، أو الافتتان برجالاتها، وأن تجدّ في طلب العلم الشرعي، لا سيما ما يتصل بعلم العقيدة، حتى يكون لديك حصانة ومنَعة من الشبهات.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

والله أعلم.

http://www.islam-qa.com/ar/ref/88184

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير