[رد الشيخ عثمان الخميس على الرافضي علي المتروك.]
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[31 - 10 - 08, 09:04 م]ـ
الرد على الرافضي المتروك.
للشيخ عثمان الخميس – حفظه الله تعالى –
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله أما بعد:
ذكرتَ مجموعةً منَ الآياتِ تَدُلُّ على فضلِ آلِ البَيْتِ، وعُلُوِّ مكانتِهم، ووجوبِ تقديمهم واتِّباعِهم، والتَّسليمِ لهم.
ولا أرَى أنَّ الآياتِ تَدُلُّ على مطلوبكَ، بل ذكّرَنِي سردُكَ للآياتِ على هذا الوجهِ؛ بروايةٍ قرأتُها قديمًا في كُتُبِكم!، فيها: (أنَّ القُرآنَ نَزلَ ثلاثةَ أثلاثٍ: ثُلُثٌ فينا!. وثلثٌ في عَدُوِّنَا!. وثُلثٌ أحكامٌ وفرائضُ). تفسير البرهان المقدمة ص158
فلا غرْوَ ـ مع هذه الرواية ـ أنْ تختزلَ كُلَّ هذه الآياتِ في مجموعةٍ قليلةٍ منَ البشرِ، وأنْ تَتكلَّفَ في فهمِ مراد الله تعالى فيها، وتلويَ أعناقَها تبعًا لاعتقادِكَ.
ولعلَّ الذي ذكرتَهُ من الآياتِ؛ غَيضٌ مِن فَيْضٍ منَ الآياتِ النَّازِلةِ في آلِ البيتِ كما يظهر ذلكَ من كُتبِ التفسيرِ عندكم،ومهما يكن من أمرٍ؛ فاقْبَلْ مِنِّي -غيرَ مأمورٍ- تفسيرَ هذه الآياتِ كما جاء عَن سَلَفِ هذهِ الأُمَّةِ في الكُتبِ المعتمدةِ: -
[1]-: آيةُ التطهيرِ:?إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ? [الأَحْزَاب:33]؛روى الإمامُ مُسْلِمٌ في (صحيحهِ) عن أُمِّ المؤْمنينَ عَائِشَةَ بنتِ الصِّدِّيقِ؛ أنها قَالَتْ: خَرَجَ النَّبِيُّ rغَدَاةً، وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ، فَجَاءَ الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَأَدْخَلَهُ، ثُمَّ جَاءَ الحُسَيْنُ فَدَخَلَ مَعَهُ، ثُمَّ جَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَدْخَلَهَا، ثُمَّ جَاءَ عَلِيٌّ فَأَدْخَلَهُ، ثُمَّ قَالَ: (?إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا?).والمرط كساء من صوف.
أيْ: أنَّ النَّبِيَّ r قَرأَ هذه الآيةَ عليهم لاَ أنّها نزَلتْ فيهم خاصةً.
قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيْمِيَّةَ: مضمون هذا الحديثِ: أنَّ النَّبِيَّ r دعَا اللهَ لَهم بأنْ يُذْهِبَ عَنهمُ الرِّجْسَ وَيُطَهِّرَهُمْ تَطْهِيرًا، وغاية ذلك أنْ يكونَ دعَا لَهم بأنْ يكونوا مِنَ المُتَّقِينَ الذين أذْهَبَ اللهُ عَنهمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ، واجْتِنَابُ الرِّجْسِ واجِبٌ على المؤمنينَ، والطَّهَارَةُ مأْمورٌ بها كُلُّ مؤمنٍ).منهاج السنة 5/ 14
· أولاً: هذه الآيةُ ـ وهي تُسَمَّى آيةُ التَّطهيرِ ـ إنّما نزلتْ في نِسَاءِ النَّبِيِّ r كما قال اللهُ تعالى: ? يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ? [الأَحْزَاب: 32 - 34]، فالذي يُراعي سياقَ هذه الآياتِ؛ يُوقِنُ أنّها في نِسَاءِ النَّبِيِّ r خاصةً.
وأما قوله تعالى:?لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ?ولم يَقُلْ: (عَنْكُنَّ)،
وقولِه تعالى:? وَيُطَهِّرَكُمْ?ولم يَقُلْ: (وَيُطَهِّرَكُنَّ)،لأنَّ النِّسَاءِ دخلَ مَعهنَّ النَّبِيُّ (وهو رأسُ أهلِ بيتهِ)،ولهذا نظائرُ في كتابِ الله تعالى منها:
- ما جاءَ عن زَوْجةِ إبراهيمَ r:? قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ? [هُود:73]،والمرادُ هنا بأَهْلِ الْبَيْتِ: (إبراهيمُ وزوجتهُ).
¥