تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- قول الله تعالى عن مُوسَى r:? فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا ? [القَصَص:29]،وكان معه زوجتُهُ.

وإنّما كان (عَلِيٌّ وفَاطِمَةُ والحَسَنُ والحُسَيْنُ رَضِيَ اللهُ عنهم) مِن أهلِ بَيْتِ النَّبِيِّ r بدليلِ حديثِ الكِسَاءِ، لا بدليلِ الآيةِ وذلك لما أدخلَهُمُ تحتَ الكساءِ وقرأَ: ?إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا?.

ثُمَّ إنَّ قولَه تعالى:?إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا?؛ ليست آيةً مُستقِلَّةً، بل هو جُزْءٌ مِن آيةٍ تتكلَّمُ عن نساءِ النَّبِيِّ r ، وتبِعتْها آيةٌ تتكلَّمُ كذلك عنهنَّ.

وهذا واضِحٌ جدًا لِمَن تأمَّلَ هذه الآيةَ وقرأها قراءةً مُتأنِّيَةُ بتجرُّدٍ وإنصافٍ.

· ثَانيا: إنَّ مفهومَ أهل بيت النَّبِيِّ r يتعدَّى زوجاتِ النَّبِيِّ r ، ويتعدى عَلِيًّا والحَسَنَ والحُسَيْنَ وفَاطِمَةَ إلى غيرهم، كما في حديث زَيْدِ بنِ أَرْقَمَ الذي رواه مُسْلِمٌ في (صحيحهِ)، وفيه قولُه r : أُذَكِّرُكُمُ اللهَ في أَهْلِ بَيْتِي ثلاثًا.

وقال زيد:أَهْلُ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ. هُمْ: آلُ عَليٍّ، وَآلُ عَقِيلٍ، وَآلُ جَعْفَرٍ، وَآلُ عَبَّاسٍ.

وجميعُ بني هَاشِمٍ مِنْ آلِ البَيْتِ، وهم كُلُّ مَن حُرِمَ الصَّدَقَةَ؛ بدليلِ الحديثِ الذي رواهُ الإمامُ مُسْلِمٌ في (صحيحِه) وفيه: اجْتَمَعَ رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ بن عبد المُطَّلِب وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، فَقَالاَ: واللهِ لَوْ بَعَثْنَا هَذَيْنِ الْغُلاَمَيْنِ يعنيان عبدالمطلب بن ربيعة والْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ إِلَى رَسُولِ الله فَكَلَّمَاهُ؛ فَأَمَّرَهُمَا عَلَى هَذِهِ الصَّدَقَاتِ؛ فقال: (إِنَّ الصَّدَقَةَ لاَ تَنْبَغِي لآلِ مُحَمَّدٍ؛ إِنَّمَا هي أَوْسَاخُ النَّاسِ).

ثالثا: إنَّ اللهَ تباركَ وتعالى يريدُ إذهابَ الرجسِ عَن كُلِّ مُؤمنٍ ومؤمنةٍ؛ فقال تعالى لنبيِّهِ: ?وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ? [المُدَّثِّر: 4]، وهو أمرٌ للأُمَّةِ، وقد أمرَ النَّبِيُّ r المُسْلِمَ إذا أرادَ أنْ يُصَليَ أنْ يتوضأَ، وأنْ يَتجنَّبَ أماكنَ الوَسَخِ.

· رابعاً: التَّطهيرُ ليس خاصًا بِعَلِيٍّ وفَاطِمَةَ والحَسَنِ والحُسَيْنِ رَضِيَ اللهُ عنهم، بل واقعٌ لغيرِهم أيضا كما قال تعالى:

? خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ? [التَّوْبِة: 103].

وقال تعالى: ? مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ? [المَائِدَة: 6]

ولقد قال اللهُ تعالى لأهلِ بَدْرٍ: ? إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ ? [الأَنْفَال: 11]، فإذا كان ذكرَ (التَّطهيرَ) لخمسةٍ من آلِ البيتِ هناك؛ فقد ذكرَ ـ هنا ـ (التَّطهيرَ) للبدريين الثلاثمئة وبضعة عشر، وعليه: فإن كانت آيةُ (الأَحْزَابِ) تَدُلُّ على عِصْمَةِ (الخمسةِ) كما تقولونَ؛ فمقتضى القياس واطراده يقضي بأنَّ آيةَ (الأَنْفَالِ) تَدُلُّ على عِصْمَةِ (الثلاثمئة وبضعة عشر)!!

وهذه ثُلَّةٌ من أقوالِ السَّلفِ في تفسيرِ قوله تعالى: ?إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا?:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير