قال: كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا [الإسراء:58]؟!! فما بدل ولا غير، والثابت من ثبته الله؛ ولذلك يشرع للمسلم أن يقول دائماً: لا حول ولا قوة إلا بالله. اخرج من حول نفسك وقل: رب! لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا ما دونها، فإن الله عز وجل يقول: وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ [النحل:127]، أي: لا فضل لك إذا صبرت، إنما هو الله الذي صبّرك، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الشهيد لا يشعر بوقع القتل إلا كما يشعر أحدكم بالقرصة)، أفيسلم الله عز وجل أولياءه للناس؟! أفلا يري هؤلاء الأولياء كرامته وأنه لا يتخلى عنهم حتى يقوي قلوبهم على المضي في طريقه وسبيله!
فهذا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وكان من أبر الناس بأمه، بل كان يضرب به المثل في البر بأمه، فلما أسلم قالت له أمه: ما هذا الدين الذي أنت عليه؟! لا آكل ولا أشرب حتى ترجع عن دينك فأموت فتعير بي، فيقال: يا قاتل أمك! وفعلاً امتنعت من الأكل يومين أو ثلاثة، حتى كانوا إذا أرادوا أن يطعموها فغروا فمها بالعصا حتى تأكل، فقال لها سعد كلاماً واضحاً، معناه: (يا أماه! والله لو كان لكِ مائة نفس فخرجت نفساً نفساً ما تركت ديني، كلي أو دعي)،
نعم إن الرجل الواحد من اصحاب الهمم والمعالي ...
لحري بأمة بأكملها أن تبكي لفقده ...
. إن بعض الناس لا يلتزم بهذا الدين إلا إذا أعطي شيئاً من متاع الدنيا، فإن أعطي شيئاً رضي والتزم بهذا الدين، وإن لم يعط ما يريد انتكس مرة أخرى: (فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ [التوبة:58]. وفي أمثال هؤلاء يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري وابن ماجة وغيرهما من حديث أبي هريرة: (تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، إن أُعطي رضي، وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش).
أخيرا تذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم
في الرجل الذي أذنب ثم استغفر فقال رب العزة والجلال: (علم عبدي أن له ربّاً يغفر الذنب ويأخذ به، أشهدكم أني قد غفرت له ... ) ولذلك قال الحسن البصري: (يتوب ويستغفر وإن عاد مراراً. فقيل له: إلى متى؟ فقال: حتى يكون الشيطان هو المدحور).
واعلم أن التائب لا بد له من عزيمة، وأرجو أن تستفيد من هذه المواسم الطيبة فتكثر من الصيام في شعبان، وتجتهد في العبادة في رمضان، وإذا كنت تستطيع أن تترك الطعام والشراب لله فكيف تعجز عن ترك المعاصي والذنوب!!
فاستعن بالله ولا تعجز، وتضرع إليه فإنه يجيب من دعاه.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.
[
إلى من حاد عن صفي ,,, وولىّ تاركا كفي
ضللت الدرب يا صاحي ,,, وخنت العهد يا ألفي
نسيت القول يا صاحي ,,, وصرت اليوم مفتونا
فسال الدمع مدرارا ,,, وبات القلب محزونا
إلى من قال لي يوما ,,, يمين الله لن أخنع
سأبقى ثابتا دوما ,,, وللشيطان لن اركع
فكيف الملتقى خَبِّر,,, وكيف نكون اخوانا
وليل الذنب تهواه ,,, ونحن الفجر يهوانا
... واللهِ: كلمات أحسبها صادقة كتبتها إحدى طالبات العلم في إحدى الردود
على شاب يخشى على نفسه الضياع والانغماس في الشهوات (وكلنا ذاك الرجل)
ـ[ياسر شعيب الأزهرى]ــــــــ[29 - 11 - 08, 05:04 م]ـ
من أجمل الأبيات التى قرأتها عن شيخ الإسلام حين قال:
أنا المكدى وابن المكدي كذلك كان أبي وجدى
ـ[احمد محمد المزني المدني]ــــــــ[01 - 12 - 08, 02:20 م]ـ
الفاضل أنس
كلمات اغلى من الذهب
واثرت فيني كلمات طالبة العلم في أحد ردودها
ـ[احمد محمد المزني المدني]ــــــــ[01 - 12 - 08, 02:22 م]ـ
من أجمل الأبيات التى قرأتها عن شيخ الإسلام حين قال:
أنا المكدى وابن المكدي كذلك كان أبي وجدى
الفاضل ياسر
اسعد الله اوقاتك
شيخ الاسلام كلامه كله درر وما ذلك الا بسبب صدق هذا العالم الجهبذ وسعة علمه واقتران علمه بالعمل
ـ[احمد محمد المزني المدني]ــــــــ[01 - 12 - 08, 02:26 م]ـ
قال أبو عثمان النهدي
(كان السلف يهتمون لثلاث عشرات
العشرة الاخيرة من رمضان
العشرالاول من ذي الحجة
العشر الاول من محرم)
المصدر خطيب جامعنا في خطبة الجمعة
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 - 01 - 10, 01:32 ص]ـ
أعجبتني كلمة لشيخ البلاغيين، وبقية كبار المحققين الأستاذ الدكتور محمد أبو موسى، حيث قال:
" أكره الكتاب والفكر والمذهب الذي لا يقض المضجع، والذي يحد الطموح والأمل، ولا يدفع طالب العلم إلى أن يحفر الأرض بيديه ولو أدمى أظافره حتى يستخرجها حصاة، لأن هذه الحصاة المخضبة بدماء أظافره أفضل ألف مرة من جوهرة يضعها الآخرون في يده، لأنه إذا استخرج اليوم حصاة فقد يستخرج غدا جوهرة! "
ـ[أبو أميمة المغترب]ــــــــ[30 - 01 - 10, 06:20 ص]ـ
قال المعلمي رحمه الله: و بالجملة فمسالك الهوى أكثر من أن تحصى،وقد جربت نفسي: إنني ربماأنظر في القضية زاعما أنه لا هوى لي، فيلوح لي فيها معنى فأقرره تقريرا يعجبني، ثم يلوح لي ما يخدش في ذاك المعنى فأجدني أتبرم بذلك الخادش، و تنازعني نفسي إلى تكلف الجواب عنه، و غض النظر عن مناقشة ذلك الجواب، و إنما هذا لأني لما قررت ذاك المعنى أولا تقريرا أعجبني صرت أهوى صحته، و هذا مع أنه لم يعلم بذلك أحد من الناس، فكيف إذا كنت قد أذعته في الناس، ثم لاح لي خدش؟ فكيف لو لم يلح الخدش و لكن رجلا آخر اعترض علي به، فكيف إذا كان المعترض ممن أكرهه!.
¥