[مذاهب الفقهاء في جمع الصلاة بسبب المرض]
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[04 - 11 - 08, 11:29 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وبعد:
فقد اختلف الفقهاء في جواز الجمع للمريض، فذهب الحنفيّة والشّافعيّة إلى أنّه لا يجوز الجمع بسبب المرض.
وذهب المالكيّة والحنابلة إلى جواز الجمع بين الظّهر والعصر وبين المغرب والعشاء بسبب المرض.
إلاّ أنّ المالكيّة يرون أنّ الجمع الجائز بسبب المرض هو جمع التّقديم فقط لمن خاف الإغماء أو الحمّى أو غيرهما، وإن سلم من هذه الأمراض ولم تصبه أعاد الثّانية في وقتها.
أمّا الحنبلية فيرون أنّ المريض مخيّر بين التّقديم والتّأخير كالمسافر، فإن استوى عنده الأمران فالتّأخير أولى، لأنّ وقت الثّانية وقت للأولى حقيقة بخلاف العكس، والمرض المبيح للجمع عند الحنابلة هو ما يلحقه به بتأدية كلّ صلاة في وقتها مشقّة وضعف.
وإلى رأي المالكيّة والحنابلة في جواز الجمع للمريض ذهب جماعة من فقهاء الشّافعيّة منهم القاضي حسين، وابن المقري، والمتولّي، وأبو سليمان الخطّابيّ، وقال الإمام النّوويّ: هذا الوجه قويّ جدّاً.
http://www.islamic-fatwa.com/index.php?module=fatwa&id=28173
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[17 - 11 - 08, 09:21 م]ـ
يجوز الجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء عند المالكية، والحنابلة، وذهب إليه جماعة من فقهاء الشافعية، وقال النووي: هذا الوجه قوي جداً. واحتجوا أن الجمع لا يكون إلا لعذر، والمرض عذر، وقاسوه على السفر بجامع المشقة، بل إن المشقة في إفراد الصلوات على المريض أشد منها على المسافر، إلا أن المالكية يرون أن الجمع الجائز في المرض هو جمع التقديم فقط.
بينما ذهبت الحنفية وهو مشهور مذهب الشافعية إلى عدم جواز الجمع للمرض لعدم ثبوته عن النبي - صلى الله عليه وسلم - رغم مرضه أمراضاً كثيرة، ولعل الراجح ما ذهب إليه الأولون لأن العلماء يكادون يجمعون على أن العلة في جواز الجمع في السفر هي المشقة الحاصلة بالإفراد، ولا شك أن مشقة الإفراد أشد على كثير من المرضى منها على كثير من المسافرين، والله جل وعلا ما جعل علينا في الدين من حرج، وكون النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يفعل ذلك مع وجود المقتضي قد يكون منشؤه أنه أخذ في السفر بالرخصة رفقا بمن كان معه، ولم يأخذ بها في المرض لعدم وجود المشارك في السبب.
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=6846&Option=FatwaId