عند إجابة المؤذن، متى يقال رضيت بالله رباً وبمحمد رسولا وبالإسلام ديناً
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[08 - 11 - 08, 12:03 ص]ـ
عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من قال حين يسمع المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا غفر له ذنبه ". رواه مسلم
وفي رواية
"من قال حين يسمع المؤذن: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا غفر الله له ما تقدم من ذنبه".
مختصر مسلم 200، صحيح أبي داود 536
قال الشيخ العثيمين رحمه الله في الشرح الممتع:
وفي أثناء الأذان إذا قال المؤذِّن: «أشهد أنْ لا إله إلا الله، أشهد أنَّ محمداً رسولُ الله» وأجبته تقول بعد ذلك: «رضيت بالله رَبًّا وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً» كما هو ظاهر رواية مسلم حيث قال: «من قال حين سمع النداء: أشهد أنْ لا إله إلا الله، وأشهد أنَّ محمداً رسول الله، رضيت بالله رَبًّا وبمحمد رسولاً، وبالإسلام ديناً، غُفِرَ له ذَنْبه». في رواية ابن رُمْح ـ أحد رجال الإسناد ـ: «من قال: وأنا أشهد» (2). وفي قوله: «وأنا أشهد» دليلٌ على أنه يقولها عقب قول المؤذِّن: «أشهد أنْ لا إله إلا الله»، لأنَّ الواو حرف عطف، فيعطف قولَه على قولِ المؤذِّن. فإذاً؛ يوجد ذِكْرٌ مشروع أثناء الأذان.
السؤال:
متى يقال هذا الذكر: (رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً) هل يقال بعد الشهادتين في الأذان، أم بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وسؤال الوسيلة له؟
الجواب:
قول متابعي المؤذن: (رضيت بالله رباً، وبمحمد رسولاً، وبالإسلام ديناً) هذه تكون بعد الشهادتين، أي: قبل أن يقول المؤذن: حي على الصلاة، فإذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمداً رسول الله أشهد أن محمداً رسول الله، وتابعه السامع فإنه يقول بعد ذلك: رضيت بالله رباً مقابل أشهد أن لا إله إلا الله، وبمحمد رسولاً مقابل أشهد أن محمداً رسول الله، وبالإسلام ديناً مقابل الجملتين جميعاً؛ لأن الإسلام مبني على الإخلاص الذي يدل عليه أشهد أن لا إله إلا الله، وعلى المتابعة التي يدل عليها قوله: أشهد أن محمداً رسول الله.
"لقاء الباب المفتوح"
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[08 - 11 - 08, 09:25 ص]ـ
جزاك الله خيراً ورحم سماحة الشيخ بن عثيمين وغفر له وجزاه عنا خيراً , وسأثني كلامه بما قاله الشيخ محمد المختار الشنقيطي حفظه الله ورعاه في شرح دروس سنن الترمذي رحمه الله , وعند بَاب مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ مِنَ الدُّعَاءِ, عند قول الترمذي رحمه الله:
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنِ الْحُكَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: ((مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ وَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبّاً وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ)).قَالَ أَبو عِيسَى-رحمه الله-: وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ حُكَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد ذكر المصنف-رحمه الله- هذه الترجمة في الدعاء أثناء الأذان وقد اختلف العلماء-رحمهم الله- في حديث سعد ابن أبي وقاص 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وأرضاه- هل هذا الدعاء الذي ذكره النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يشرع أثناء الأذان أم السنة أن يكون بعد فراغ المؤذن؟
فقال طائفة من العلماء: إن السنة أن يقول رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً بعد فراغ المؤذن؛ وذلك لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جعل السامع مشغولاً بترديد ألفاظ الأذان أثناء الأذان واستدلوا بما ثبت في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وأرضاه- أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: ((إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول)) قالوا فدل هذا الحديث على أن السنة أن يقول مثل ما يقول المؤذن أثناء الأذان وأنه لا ينشغل بقول غير قول المؤذن.
وذهب طائفة من العلماء-رحمهم الله- إلى أن هذا اللفظ يكون بعد قول المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله أشهد وأن محمداً رسول الله أي بعد فراغ المؤذن من الشهادتين؛ وذلك لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: ((من قال حين يسمع المؤذن يتشهد)) أي: بعد فراغه من الشهادتين.
وهذا القول هو أصح القولين والعلم عند الله أن السنة والأفضل أن يقول: إذا قال المؤذن أشهد أن محمداً رسول الله الثانية أن يقول وأنا أشهد رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ رسولاً وفي رواية وبمحمدٍ نبياً؛ وذلك لأن الرواية التي ذكرها أصحاب هذا القول تعتبر فاصلة في هذا المسألة الخلافية ولا يشكل هذا الحديث على حديث أبي موسى الأشعري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لأن حديث أبي موسى الأشعري يتحقق بقول الشهادة وقد قالها السامع كما ذكرنا ويكون قوله: ((رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ نبياً)) يكون بعد فراغه من الشهادتين كما ذكرنا.
¥