تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يا معشر من صدّق الله ورسوله، خافوا الله ورَاقبوه بطاعته واجتناب معاصيه، خافوا الله حقّ خوفه، وذلك بان يُطاع فلا يُعصى، ويُشكر فلا يكفر، ويُذكر فلا يُنسى، ولا تموتن أيها المؤمنون بالله ورسوله إلا وأنتم مسلمون لربكم، مذعنون له بالطاعة، مخلصون له الألوهةَ والعبادة.

واعلموا ان تقوى الله حق تقاته ان لا يترك العبد شيئاً مما يلزمه فعله، ولا يفعل شيئاً مما يلزمه تركه، ويبذل في ذلك جهده، ومستطاعه.

النداء الخامس: الصبر في الشدة والرخاء

قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) الآية 200 من سورة آل عمران.

يا أيها الذين صدَّقوا الله وصدقوا رسوله وعملوا بشرعه اصبروا على طاعة ربكم، وعلى ما ينزل بكم من ضر وبلاء، اصبروا على دينكم ولا تدعوه لشدة ولا رخاء وصابروا أعداءكم حتى لا يكونوا أشد صبرًا منكم، وأقيموا على جهاد عدوي وعدوكم، وخافوا الله في جميع أحوالكم رجاء أن تفوزوا برضاه في الدنيا والآخرة.

النداء السادس: النهي أن يأكل المؤمنين أموالهم بينهم بالباطل

قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ) الآية 29 من سورة النساء.

في هذا النداء نهى تبارك وتعالى عباده المؤمنين عن أن يأكلوا أموال بعضهم بعضا بالباطل، وقد ناداهم - سبحانه - بصفة الإِيمان، لتحريك حرارة العقيدة في قلوبهم وإغرائهم بالاستجابة لما أمروا به أو نهو عنه ولهذا جاء الخطاب - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا - ثم بين لهم انه لا يحل لهم أن يأكل بعضهم مال بعض بطريقة باطلة لا يقرها الشرع، ولا يرتضيها الدين، كما أنه لا يحل لهم أن يتصرفوا في الأموال التي يملكونها تصرفا منهيا عنه بأن ينفقوها في وجوه المعاصي التي نهى الله عنها؛ فإن ذلك يتنافى مع طبيعة هذا الدين الذي آمنتم به.

ثم إنه -لما حرم أكلها بالباطل- أباح لهم أكلها بالتجارات والمكاسب الخالية من الموانع المشتملة على الشروط من التراضي وغيره.

النداء السابع: طاعة الله ورسوله ّوطاعة أولي الأمر

قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) الآية 59 من سورة النساء.

يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ربكم فيما أمركم به وفيما نهاكم عنه، وأطيعوا رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم، فإن في طاعتكم إياه طاعة لربكم، وذلك أنكم تطيعونه لأمر الله إياكم بطاعته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني) متفق عليه.

وأولي الأمر هم: الأئمة، والسلاطين، والقضاة، وكل من كانت له ولاية شرعية لا ولاية طاغوتية، والمراد طاعتهم فيما يأمرون به، وينهون عنه ما لم تكن معصية، فلا طاعة لمخلوق في معصية الله، كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولعل هذا هو السر في حذف الفعل عند الأمر بطاعتهم وذكره مع طاعة الرسول، فإن الرسول لا يأمر إلا بطاعة الله، ومن يطعه فقد أطاع الله، وأما أولو الأمر فشرط الأمر بطاعتهم أن لا يكون معصية.

فإن اختلفتم في شيء بينكم، فأرجعوا الحكم فيه إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، إن كنتم تؤمنون حق الإيمان بالله تعالى وبيوم الحساب، ذلك الردُّ إلى الكتاب والسنة خير لكم من التنازع والقول بالرأي، وأحسن عاقبة ومآلا.

ـ[ابو سند محمد]ــــــــ[08 - 11 - 08, 12:27 م]ـ

يتبع ان شاء الله

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير