تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أمثلة معاصرة لظاهرة اتّخاذ الحيوانات أهدافاً التي لعن النبي صلّى الله عليه وسلّم فاعلها

ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[09 - 11 - 08, 09:15 ص]ـ

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لعن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مَن اتّخَذ شيئاً فيه الروح غرضاً.

(رواه البخاري 5515 ومسلم 1958)

قال الشيخ مشهور سلمان في تعليقه على كتاب " الكبائر " للذهبي (ص 363 / الحاشية 5 / الطبعة الثالثة):

الغرض: الهدف، أو ما يُرمَى إليه.

فهؤلاء الذين يتّخذون شيئاً من خلق الله فيه روح، يتألّم كما نتألّم، ويتوجّع كما نتوجّع، غرضاً - هدفاً - يصوِّبون إليه نبالهم وسهامهم، وبنادقهم وأسلحتهم، قد نُزِعَت منهم الرحمة، ومُلِئَت قلوبهم قسوة، وهؤلاء ملعونون من الله ومن رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.

ويدخل في هؤلاء الفئة المرفّهة، الذين يرتادون أندية الصيد، أو أعضاء فِرَق الرماية، كهواية رياضيّة، عندما يتّخذون الحَمَام هدفاً متحرِّكاً يتدرّبون على رمايته، فيطلقون الواحدة بعد الأخرى لتطير أمامهم، ثم يرمونها، وبالطبع يمنعهم الترفع - الكاذب - من النزول إلى أخذها والاستفادة من لحمها، فهو عبث المرفّهين.

ويلحق بهؤلاء ما يتلهّى به البطّالون من صراع الثيران والدّيكة، فهذا النوع من المصارعات فيه مخالفة لمقصد شرعي، نهضت به النصوص، وأكّدت عليه؛ ألا وهو الرّفق بالحيوانات، فهذا اللون من الرياضة وسيلة لتعذيب الحيوانات العجماء.

إذ تقوم مصارعة الثيران - وهي شهيرة في أيامنا، لا سيّما في إسبانيا - على تدريب الثيران عدّة سنوات، قد تصل إلى الخمس، ثم تُدخَل في حلبة واسعة قبل المصارع بوقتٍ طويلٍ، ويتعاون عدد كبير من الناس على إرهاق هذا الحيوان، بطريق الجري، والضرب بالرماح التي يحملونها، فسرعان ما يتخضّب بالدماء التي تسيل بغزارة، ويظل الثور هائجاً، يجري في الحلبة، حتى يوشك أن يقع من فرط الإعياء، ثم يخرج المصارع على الناس، ليكمل الجولة، فيتحيّن الفرصة من الحيوان المسكين، فيضربه بآلة حادّة مدبّبة، فيقضي عليه.

ويقوم صراع الدّيكة - وهو شهير بإندونيسيا - على ربط آلة حادة في قدم الديكين المتصارعين، ثم ينطلق الطائران، فيبدأ الصراع بينهما - ويحيط بهما أفواج من البطّالين المتفرّجين على هذا المنظر الأليم -، وبعد فترة قصيرة؛ يخرّ أحد الديكين صريعاً، وقد يخرّان معاً.

ولا شكّ أن هذا اللون من المصارعة محرّم في الشريعة الإسلاميّة، إذ هو إيلام للحيوان، وتعذيب - بل قتل - له دون فائدة، بل هو عبث وضرر محض.

ثم إن المصارعة بين الحيوانات من أعمال الجاهليّة الأولى، فقد كانت المهارشة بين الكلاب، والمناقرة بين الديوك، والمناطحة بين الكباش، من ألعاب الجاهليّة المشهورة، التي جاء الإسلام بتحريمها، بل نقل بعض العلماء أن هذه الأعمال من أعمال قوم لوط، الذين غضب الله عليهم، وخسف بهم وبدارهم الأرض.

انظر: " الحياة الاجتماعية في التفكير الإسلامي " (238و239)، " مجموع فتاوى ابن تيمية " (32/ 253)، " مغني المحتاج " (4/ 312)، " الزواجر " (2/ 141)، " حاشية الباجوري " (2/ 514)، وتقديمي لرسالة السيوطي " المسارعة إلى المصارعة " (28 - 29)، وكتابي " المبسوط في خصال قوم لوط " - يسّر الله إتمامه ونشره -.

انتهى النقل

ـ[عبدالملك محمد]ــــــــ[09 - 11 - 08, 03:44 م]ـ

جزاك الله خيرا ونفع الله بك

ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[10 - 11 - 08, 05:12 ص]ـ

و هذا أيضا يكون من أكبر الذنوب كما في الحديث عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «إِنَّ أَعْظَمَ الذُّنُوبِ عِنْدَ اللَّهِ رَجُلٌ تَزَوَّجَ امْرَأَةً فَلَمَّا قَضَى حَاجَتَهُ مِنْهَا طَلَّقَهَا وَذَهَبَ بِمَهْرِهَا وَرَجُلٌ اسْتَعْمَلَ رَجُلاً فَذَهَبَ بِأُجْرَتِهِ وَآخَرُ يَقْتُلُ دَابَّةً عَبَثًا». [حسن - الصحيحة:999]

ـ[ابواويس]ــــــــ[10 - 11 - 08, 07:17 ص]ـ

احسن الله اليك ياابامعاوية

ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[03 - 06 - 10, 10:23 ص]ـ

بارك الله فيكم وأحسن إليكم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير