تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مناهل العارفين]

ـ[عمر الريسوني]ــــــــ[09 - 11 - 08, 03:28 م]ـ

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

سأل أحد العارفين: ما الدليل على وجود الله؟ فقال: الله

سبحان الله جواب في منتهى الدقة والحكمة فالعقل الدماغ عاجز عن الادراك والاحاطة بحقائق أسمى من ماديته بكثير دون أن يلهمه الله نورا فبنور العقل نبصر الحقيقة، ونور العقل هو الذي يجعلنا نهتدي الى الله.

والعقل الدماغ المجرد من الروح يجعل الانسان يتخبط وفق طبيعته وحدوده المرسومة بعناية، وهذه في حد ذاتها حجب مستترة لا يبددها الا نور العقل.

ونور العقل لا يمكن انكاره الا من جاهل، لأنه يتملك أعماق الانسان وملكاته ويتفاعل معها تفاعلا قويا وهي نزعة عميقة في النفس البشرية تدعوه أن يسمو ويترفع عن بوهيميته وغرائزه، وترسم له آفاق أحقية استخلافه في الأرض ومكانته الحقيقية في الوجود.

والنور يحمل معاني رحبة وواسعة كلها طهر وقدسية، والمؤمن هو الذي يرى بنور وبصيرة ويستهدي بنوره الجلي الظاهر، وهالة هذا النور تزداد بالتصديق والاستقامة والايمان.

والنور هو حقيقة الا نسان وقيمته الحقيقية في الوجود وهذا النور لا يكتمل الا بالايمان والتصديق فترى هالة المؤمن مشعة بالنور لأنه شغل قلبه بالله تعالى واستهدى بنوره.

والنور كما ذكرت يعبر عن الطهر والقدسية، ومعانيه رحبة واسعة سعة السماوات والأرض وأكثر، وفد يأتي بمرادفات لا حصر لها كالرحمة، والهداية والحق والحقيقة والكتاب والايمان والطهارة وغير ذلك من المعاني السامية التي تدلك على الحق وماذا بعد الحق؟؟؟ الا الضلال

فاذا عرفت الحق فأي شيء لا تعرف؟؟؟

والمؤمن يفكر بنور وبصيرة ويسلك نهجا قويما في حياته ويعيش حياته مؤمنا موحدا مصدقا متآلفا رحيما خيرا وانه لخير لكل الأمم أن تصدق وتؤمن بربها ايمانا لا شرك فيه ولا ضلال، وتسعى لخير الانسان واستعمار الأرض وخلافتها دون سيطرة أو طغيان، وبما يحقق الحاكمية لله تعالى في أرضه.

والانسان انسانا اذا استقام على الحق والخير، وحكم بميزان العدل، ورأى بنور وبصيرة واهتدى الى نور الله المبين.

يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لايخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير. التحريم، (8).

بقلم: عمر الريسوني

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير