تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لأنّ هؤلاء لما قالوا هذه المقالة قالوها غيرة على الدين وحميّة للدين , فإذا العلماء تكلموا غيرة على الدين وحميّة للدين , وجاء من يسفههم ويطعن بهم فلا يبعد أن يغضب الله سبحانه وتعالى عليه , فلا يجوز ترك مثل هؤلاء يرتعون في أعراض العلماء , والعكس أيضاً.

البعض يرى تقييد المسعى بالوارد والمعروف فيصف من وسّع بأنه تجنى على السنة وغيّر معالم السنة وغير الشعائر ,وأنّ هذه فتنة وهذا كذا وكذا , فهذا لا يجوز ,وحرامٌ اتهام العلماء والفضلاء الضين يرون جواز هذه التوسعة والنص يحتملها.

ولذلك البعض يقولون: هذه المسألة اجتهادية ,بمعنى أنه ليس فسها نص من الكتاب والسنة.!!

سبجان الله!!

أين هم من هذه الآية الكريمة.؟؟ (يريد الشيخُ آية [فلا جناح عليه أن يطّوّف بهما].)

ولذلك كثير ممن كتب أغفل دلالة هذه الآية الكريمة , والمنبغي للمسلم في مسائل الخلاف أنه إذا حصل الخلاف أن يرجع إلى نص الآيات والسنن والأحاديث عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كما أمرنا الله تعالى , فيأخذ بالدلالة , فإذا جاء النص في الآية ابحث عن قول المفسرين فيها.

الإمام محمد بن جرير الطبري رحمه الله يقول عند تفسير هذه الآية الكريمة:

(عنى الله بالصفا والمروة الجبلين المشهورين في حرمه (يعني في مكة) .. )

وبيَّن: ما حدد موضع معين لما بين الجبلين لاحِظ)

(ولم يعنِ كل صفاة ومروة في مكة) قال: (عنى الجبلين في حرمه)

(يعني حرم مكة ,جبل الصفا وجبل المروة) فهو يعتد بكلا الجبلين على ظاهر الآية الكريمة ..

إذاً: عندك دلالة آية , وعندك تفسير عن إمام معتبر في تفسير القرآن , وهذه ادلالة صحيحة عند علماء الأصول وهي دلالة العموم.

ما يجوز لأحد أن يتهم من يقول بهذه الدلالة بأنه يريد أن يتساهل وأنه ييسر للناس وأنه يتلاعب بالسنن.!!

أبداً!

هذه دلالة صحيحة ويحتاج من يخالفها إلى الجواب عنها , ولا يتهم من يقول بها أنه مضيع للسنن والآثار.

والله لو صح عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه حدّ السعي بين الصفا والمروة بموضع , والله ما جاوزناه , وما حلَّ لنا إلى يوم الدين أن نغيرما أقامه عليه الصلاة والسلام وحدده , ولذلك لا ينبغي لأحدٍ أن يتهم من يقولون بجواز السعي أو عدم جواز السعي في المسعى الجديد بالتُّهَم.

علينا أن نرى أن المسألة محتملة للوجهين وأن العمل بظاهر الآية هو الأصل لأنها هي التي بينت فرضية هذا المشعر ,وبينت الطواف به , ودلالتها على المقصود دلالة لغوية صحيحة , ودل عليها فهم الصحابة , حتى فيما ذكرنا عن عائشة رضي الله عنها. قالت: يا رسول الله:

(إني لم أطف بالبيت ولا بين الصفا والمروة (

فبيّنت لأن الباء في قوله (يطّوّف بهما) المراد بها البينيّة , ومثل ذلك قول أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ,وقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما , فكان الصحابة يفهمون هذا الفهم , والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يعلم أن العرب تفهم هذا الفهم من هذا الحرف في القرآن ,وأئمة الأصول لم يقولوا إن الباء من الحروف المشتركة التي تحتاج إلى بيان لأن الإجمال يقع في المشترك.

ومن هنا نذكر الجميع بالله عز وجل ونوصيهم وأنفسنا بتقوى الله عز وجل , ونقول إنّ الذي ظهر لنا والعلم عند الله عز وجل:

أنّ التوسعة في المسعى إذا تقيدت بما بين الجبلين أنها توسعة صحيحة معتبرة وينبغي أن يحس المسلم مادام أن النص يحتمل هذا الأمر فالحمد لله والشكر لله والحمد لله أنا وجدنا من يوسع هذا المكان.

مرت عصور على المسلمين وكان يقع في السعي بين الصفا والمروة ما يقع , وكانت البيوت , بل كان يُعتَدى حتى على المسعى , ومعروف هذا في التاريخ , ونحمد الله ونشكره أن الله تعالى قيض من يوسع هذه التوسعة.

والناس عندهم إلف لأن بناء المسجد القديم ووضع الجدار ونظرهم للمسعى القديم يجعلهم يظنون أنّ المسعى هو هذا الشيئ, هناك شيء عاطفي ,لكنّ الشرع ما فيه عواطف ,الشرع يوجب على المسلم أن يتمشى مع النص وأن يتبع النص, فهذا هو الأصل وهذا هو الذي يظهر , ونعيد وننبه إلى أنَّ المسألة لا ينبغي التثريب فيها على من قال بالسعي ولا على من قال بعدم السعي , ولذلك:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير