وهي فرصة لضبط الساحة الفكرية (الدعوية) إذ أن النصارى هم مصدر كل القضايا التي تثار على الساحة الدعوية، وخذ مثلا من القضايا المثارة (رضاع الكبير) وقد أخذت شوطاً طويلاً من النقاش شارك فيه عدد من المتردية والنطيحة وما أكل السبع بجانب العلماء، و (مدة الحمل)، و (زواج بنت التاسعة)، و (الآخر)، و (السلام .. الإرهاب .. الجهاد)، و (حجية السنة القرآنيون) ... وهم من نبشوا عن الشاذين فكريا، قديماً واليوم.
قديماً فيما عُرف بالاستشراق، الذي جدَّ واشتدَّ وصبر وصابر حتى تعلَّم علمنا التقني في الأندلس وعاد به إلى بلده، ثم عاد إلينا ثانية وأخرج من بطون الكتب ما شتت به فكرنا قرنين أو يزيد من الزمان، واليوم ـ في واقعنا المعاصر ـ هم من أخرجوا (القرآنيون) وأمدوهم بأسباب، وهم من مكنوا للشاذين من أمثال (شحرور) , و (سيد القمني) و (خليل عبد الكريم) و (أبكار السقاف) و (جواد علي) ... الخ.
فالتنصير الآن تحديداً بعد أن صارت المواجهة معه فكرية لم يعد بمعزل عن العلمانية أبداً ... أصطف الجميع علينا، وعلينا أن نجتمع للقائهم فإن القوم بأرضنا يعتدون على قرآننا وعرض نبينا صلى الله عليه وسلم.
لم يعد يحل لأحد أن يفصل بين التنصير وغيره من المشاكل الفكرية اللهم على مستوى الأفراد فقط.
وإن قوماً جردوا أقلامهم لرد الليبرالية بنت العلمانية وربيبتها (الإسلامية)، دون أن يتعرضوا للنصرانية ما زالوا في أمْسِهم .. غفلوا عن يومهم فضلا عن مستقبلهم، فقد تغيرت وتبدلت.
هل المشكلة قبطية؟
هكذا تبدوا، ولكنها في جوهرها عالمية، دلائل عالميتها ما يحدث من آن لآخر في جنبات المعمورة من تطاول على شخص رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلى ثوابت الدين، في الدينمارك ثم أوروبا كلها، ثم عودة الدينمارك ثانية، ثم في المغرب العربي (في بعض الصحف) ثم في أمريكا حين داسوا على المصحف، ومن دلائل عالمية هذا التغير الفكري أن الصراع العسكري كله في العالم على خلفيات عقدية، في فلسطين، والعراق، والصومال والشيشان وأفغانستان، فكما قدمتُ الصراع تجدد على خلفيات دينية ... ولكن الأقباط بحمقهم يتصدرون، وعلينا أن نحافظ عليها قبطية ... لماذا؟
لأن الأقباط تغلي صدورهم، ويمسك زمامهم سفهائهم، فهؤلاء الذين على رأس الكنيسة المصرية الآن مردة .. من شياطين الإنس، متمردون .. قتلة، ومثل هؤلاء لا يملكون حيلاً فكرية، ولا يصبرون لأهداف بعيدة، وإنما طواغيت يبحثون عن تغير في أرض الواقع في حياتهم هم، وهو ما لم يأذن به الله في سنن الكونية ... وقد بثوا خطاباً حماسياً في قومهم فحشدوهم عن بكرة أبيهم، حتى أنك لا تسمع مخالفاً من الأقباط، وهذه حالة من التعبئة للصدام، وليست حالة من الدعوة والفكر ... فوجود الأقباط بهذا الشكل أمان من فك الاشتباك وعودتها ثانية إلى المصالحة بين الكفر والإيمان.
من يقف في وجه الأقباط؟
ثلاثة نفر:
الأول: متحمس ... هالهُ ما يقال على دينه وعرض نبيه، وهؤلاء هم عامة المتصدين للأقباط في المواقع العنكبوتية وغرف البالتوك ... وهم رجال كتب الله أجرهم ورفع الله ذكرهم وغفر الله لنا ولهم.
الثاني: باحث عن رزقه ... أو باحث عن ذاته ... ولا أريد التفصيل ... قطع الله دابر الظالمين.
الثالث: شيوخ وطلبة علم، وهم قلة يعدّون على أصابع اليد الواحدة، وقد شاء الله أن ينشط نفر من هؤلاء، وأن يمكن لهم في بعض المنابر الدعوية وخاصة على الشبكة العنكبوتية، وبدأت تسيل أقلامهم.
والمطلوب هو دعم هؤلاء، بالنشر والمشاركة العلمية، فإن المتحمسين غايتهم رد الصائلين من النصارى ... والمنتفعين نزع الله بركتهم.
لماذا التحدث لأهل السعودية أو الخليج كله عموماً؟
الأقباط لا يشكلون خطراً على السعودية، فمصر فيها الخير، وقد أوقف زحفهم ثلة من المتحمسين بعضهم لا يحافظ على الصلاة، ومصر عامرة، لم تلتف بعشر معشار قوتها لهؤلاء الأراذل، ولو استدار لهم نفر من الصحوة السلفية في مصر .. لن تحس منهم من أحد أو تسمع له ركزا.
شنودة ومن تبعه ليس عزيزاً على أحد، ولا على دولته، وإنما يلوي ذراعها، وليس ثم هنا أو هناك من يغضب لشنودة إن رد عليه أحد, وخاصة أهل الخليج.
وصراحةً التصدي للأقباط من داخل مصر يتعرض لمشاكل كثيرة، أمنية تحديداً، ومن خارج مصر لا توجد هذه الضغوط وخاصة أننا لا نطالب بأكثر من ردود شرعية علمية بوسائل أكثر فاعلية.
لن يجد أهل الخليج من يزجرهم حميةً للأقباط، فالأقباط ليسوا أعزة على أحد، لسوء أدبهم ... فهل من مشمر؟
ثم هم رأس الأفعى اليوم، ومعني بالخروج لهم من يبحث عن عملٍ على مستوى الجيل، وأرى رؤوساً تتطاول تريد الأخذ بزمام الأمة، فهيا دونكم الأقباط فهزيمتهم دخول التاريخ.
وفي الأمر رزق لمن يغار على دينه وعرض نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد تطاول هؤلاء الكلاب على الحبيب صلى الله عليه وسلم ـ بما لا يتحمله فاسق فضلا عن تقي ورع ... فهو بلاء نسأل عنه جميعاً يوم القيامة ... فمن للأقباط؟
هنا نموذج لتطاولهم. والرد عليه لمن شاء منكم أن يستزيد
الكذاب اللئيم زكريا بطرس.
http://saaid.net/book/open.php?cat=88 (http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=4911)&book=4911 (http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=4911)
[/RIGHT]
¥