[أيجوز خلوة المرأة بالأعمى؟]
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[16 - 11 - 08, 10:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طلب مني أحدهم أن أضع سؤاله بالملتقى:
هل تصح خلوة المرأة بالرجل الأعمى؟ فقد أشكل علي حديث فاطمة بنت قيس - رضي الله عنها - عند قول رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لها: (اعتدي في بيت ابن أم مكتوم).وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[17 - 11 - 08, 08:59 ص]ـ
بالنسبة لحديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها , وأمر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لها بالاعتداد في بيت ابن أم مكتوم فهو من باب دفع أعلى المفسدتين , ومن الضروري الإحاطةُ بأن أمره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالاعتداد في بيت ابن أم مكتوم لم يكن ابتدائياً , بل سبق ذلك أمره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لها بالاعتداد في بيت أم شريك رضي الله عنها, ثم صرفها - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن أم شريك لكثرة ما يتردد عليها من الصحابة وما سيلحق فاطمة بنت قيس من الحرج في التستر عنهم , فأمرها بابن أم مكتوم , لأنه لا يتردد عليه من الصحابة مثل ما يتردد على أم شريك , ولأنه أعمى لا تجد فاطة مشقةً في تحرزها وتجافيها عن النظر إليه.
قال الإمام النووي رحمة الله عليه في شرحه صحيحَ مسلم عند هذا الحديث:
{ومعنى هذا الحديث أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يزورون أم شريك ويكثرون التردد إليها لصلاحها، فرأى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن على فاطمة من الاعتداد عندها حرجا من حيث إنه يلزمها التحفظ من نظرهم إليها ونظرها إليهم وانكشاف شيء منها، وفي التحفظ من هذا مع كثرة دخولهم وترددهم مشقة ظاهرة، فأمرها بالاعتداد عند ابن أم مكتوم لأنه لا يبصرها ولا يتردد إلى بيته من يتردد إلى بيت أم شريك, وقد احتج بعض الناس بهذا على جواز نظر المرأة إلى الأجنبي بخلاف نظره إليها وهذا قول ضعيف؛ بل الصحيح الذي عليه جمهور العلماء وأكثر الصحابة أنه يحرم على المرأة النظر إلى الأجنبي كما يحرم عليه النظر إليها؛ لقوله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ .... وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ. ولأن الفتنة مشتركة وكما يخاف الافتتان بها تخاف الافتتان به، ويدل عليه من السنة حديث نبهان مولى أم سلمة عن أم سلمة أنها كانت هي وميمونة عند النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فدخل ابن أم مكتوم، فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {احتجبا منه} فقالتا: إنه أعمى لا يبصر، فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {أفعمياوان أنتما فليس تبصرانه؟} وهذا الحديث حديث حسن رواه أبو داود والترمذي وغيرهما. قال الترمذي هو حديث حسن, ولا يلتفت إلى قدح من قدح فيه بغير حجة معتمدة.
وأما حديث فاطمة بنت قيس مع ابن أم مكتوم فليس فيه إذن لها في النظر إليه, بل فيه أنها تأمن عنده من نظر غيرها، وهي مأمورة بغض بصرها فيمكنها الاحتراز عن النظر بلا مشقة بخلاف مكثها في بيت أم شريك}.
انتهى منه بنصِّه
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[17 - 11 - 08, 10:40 ص]ـ
بارك الله فيكم
ليس في الحديث أن ابن ام مكتوم وحده في البيت بل ((معه أهله)) فلا يكون هناك خلوة
فعلى هذا لا إشكال في الحديث
ولا مفسدة كما أشار اليه أخي الفاضل أبو زيد
والله اعلم واحكم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[17 - 11 - 08, 10:48 ص]ـ
بارك الله فيكم.
إليكم هذه الفائدة الذهبية من العلامة العثيمين:
السؤال: هل كان عبد الله بن أم مكتوم محرما لفاطمة بنت قيس؟
الجواب:
((ما أدري، ما أدري، ولكن حتى وإن لم يكن محرما، لأنه معه أهله ما في خلوة.
أحد الطلبة: سيأتي أنه ابن عمها.
الشيخ: ابن عمها ليس محرما لها، لكنه معه أهله)) اهـ.
(تعليقات الشيخ على صحيح مسلم).
كتاب الطلاق. شريط (11) وجه أ الدقيقة (9:36).
ـ[علي الكناني]ــــــــ[17 - 11 - 08, 11:40 ص]ـ
بارك الله فيكم
ليس في الحديث أن ابن ام مكتوم وحده في البيت بل ((معه أهله)) فلا يكون هناك خلوة
نعم هذا هو الأصل
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[18 - 11 - 08, 02:19 ص]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا، وبارك بكم ونفع. اللهم آمين.