تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وعلى فرض التصديق والإقرار، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم – لم يكن يعلم الغيب، وهو كسائر البشر يحمل كلام الناس على الصدق إذا لم تحف به شبهة، وتصديق الكاذب فيما لا يخل بأمر الدين ولا يترتب عليه حكم شرعي ليس من الأمور التي يعصم عنها الأنبياء.

وهذا الادعاء بأن الحديث لا يدخل تحت التقرير غير مسلَّم، لأن التقرير كما عرفه أهل العلم من الأصوليين وغيرهم: " أن يسكت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن إنكار قول قيل، أو فِعْلٍ فُعِلَ بين يديه أو في عصره وعلم به "، و قد حدَّث النبي - صلى الله عليه وسلم – بهذا الحديث على المنبر، وفي جمع من الصحابة، واعتبره موافقاً لما كان يحدثهم به عن المسيح الدجال وغيره من أشراط الساعة الكبرى، فكيف يقال بأن مثل هذا لا يدخل تحت التقرير؟!.

قال الحافظ رحمه الله في الفتح (13/ 323): " وقد اتفقوا على أن تقرير النبي - صلى الله عليه وسلم - لما يفعل بحضرته أو يقال ويطلع عليه بغير إنكار، يدل على الجواز لأن العصمة تنفي عنه ما يحتمل في حق غيره مما يترتب على الإنكار فلا يقر على باطل " اهـ.

وأما الزعم بأنه ليس من أمور الدين التي يعصم الأنبياء عن تصديق الكاذب فيها! فهو أشد امتناعاً، إذ كيف لا نعتبر أخبار أشراط الساعة وقضايا الإيمان باليوم الآخر من أمور الدين؟!، وهل جاء الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلا لبيان ذلك؟!.

ثم لو كان ما حدث به تميم -رضي الله عنه- كذباً، فهل من الممكن أن يسكت الوحي عن بيان الحق فيما أخبر به، خصوصاًَ وأن الأمر يتعلق بمسألة غيبية، كما حدث في كثير من الحالات، حينما كان المنافقون وأضرابهم يقولون خلاف ما يبطنون، فينزل الوحي فاضحاً لهم ومبيناً كذبهم.

على أن النبي -صلوات الله وسلامه- عليه قد أخبر في غير ما حديث، بالدجال، ونزول عيسى بن مريم عليه السلام في آخر الزمان، حكماً عدلاً بشريعة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - فيكسر الصليب ويقتل الخنزير، وعلى يديه يكون قتل الدجال، وكل هذا مروي من طرق متكاثرة في الصحيحين وغيرهما من كتب السنن المعتمدة، فإخبار النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذه الأشراط لم يكن متوقفاً على إخبار تميم -رضي الله عنه-، وإنما انتهز النبي - صلى الله عليه وسلم - فرصة تحديث تميم بهذه القصة ليبين لهم أن ما حدَّثهم به حقٌ وواقع لا شك فيه.

وعلى التسليم بأن هذا الحديث من الإسرائيليات، فهو من النوع الصحيح المقبول الذي ينبغي تصديقه لموافقته لما جاء في شريعتنا، يشهد لذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -:

(وحدثني حديثاً وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال).

وقد فسر جمع من المفسرين الدابة الواردة في قوله تعالى: {وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون} (النمل 82) بأنها الجساسة التي ورد ذكرها في حديث تميم كما هو مروي عن عبد الله بن عمرو، وإذا كان الأمر كذلك فيكون في الآية تصديق لهذا الحديث، لا سيما وأن الآية لا تنفي وجودها قبل يوم القيامة، فإن المعلق على وقع القول خروج الدابة لا وجودها، فقد تكون موجودة قبل هذا.

فالخلاصة أن الحديث صحيح، ومؤيد لأحاديث الدجال وأشراط الساعة، واتهام تميم -رضي الله عنه- بالكذب وتلويث الإسلام، طعن في هذا الصحابي الجليل الذي تشهد له سيرته بالزهد والعبادة والصلاح، بل هو طعن في النبي - صلى الله عليه وسلم – ورسالته، وكفى بذلك إثماً وبهتاناً مبيناً)) اهـ.

الأربعاء:18/ 10/2006

ـ[عبد الله عمر]ــــــــ[17 - 11 - 08, 07:37 م]ـ

بارك الله فيكم أخي علي الفضلي , مشاركة تثلج الصدر.

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[17 - 11 - 08, 07:45 م]ـ

السؤال:

لماذا سميت الجساسة بهذا الاسم؟

الجواب:

((هي قالت عن نفسها أنها الجساسة، وقالوا عنها في تعليل ذلك أنها تتجسس للدجال، والله تعالى أعلم)) اهـ.

السؤال:

هل يمكن البحث الآن عن الدجال لرؤيته، لاسيما مع التطور العلمي؟

الجواب:

((إذا شاء الله عز وجل أن يعمي أمره على الناس عمى عليهم أمره ولم يهتدوا إليه، ولو حصل ذلك التطور العلمي، وهذا كما بقي بنو إسرائيل أربعين سنة يتيهون في الصحراء، ومع ذلك ما اهتدوا هم، ولا علم بهم أحد مدة أربعين سنة!!.

فكذلك بالنسبة للدجال، فيمكن أن الناس يعمى عليهم أمره فلا يهتدون إليه)) اهـ.

السؤال:

جاء في قصة الدجال أنه في جزيرة، لكن ذكرنا أنه يخرج من أصبهان وهي ليست بجزيرة، فكيف التوفيق بين ذلك؟

الجواب:

((ربما إذا أطلق في آخر الزمان أن يذهب إلى ذلك المكان ويخرج منه)) اهـ.

هذه الأسئلة من (شرح سنن أبي داود) للعلامة عبد المحسن العبّاد.

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[17 - 11 - 08, 07:55 م]ـ

قال شيخ الإسلام في الفتاوى:

((وَلِأَنَّ الدَّجَّالَ - وَكَذَلِكَ الْجَسَّاسَةُ - الصَّحِيحُ أَنَّهُ كَانَ حَيًّا مَوْجُودًا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بَاقٍ إلَى الْيَوْمِ لَمْ يَخْرُجْ وَكَانَ فِي جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ)) اهـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير