ولا حجة لمن استدل به على بطلان قول من يقول: إن الخضر حي لعموم قوله: (ما من نفس منفوسة) لأن العموم وإن كان مؤكد الاستغراق فليس نصا فيه، بل هو قابل للتخصيص.
فكما لم يتناول عيسى عليه السلام، فإنه لم يمت ولم يقتل فهو حي بنص القرآن ومعناه، ولا يتناول الدجال مع أنه حي بدليل حديث الجساسة، ........... )) اهـ.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[18 - 11 - 08, 09:36 ص]ـ
وقال الشنقيطي متعقبا القرطبي:
((الذي يظهر رجحانه بحسب المقرر في الأصول - شمول العام والمطلق للصور النادرة، لأن العام ظاهر في عمومه حتى يرد دليل مخصص من كتاب أو سنة.
وإذا تقرر أن العام ظاهر في عمومه وشموله لجميع الأفراد فحكم الظاهر أنه لا يعدل عنه، بل يجب العمل به إلا بدليل يصلح للتخصيص.
وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يعملون بشمول العمومات من غير توقف في ذلك.
وبذلك تعلم أن دخول الخضر في عموم قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الخلد} [الأنبياء: 34] الآية وعموم قوله صلى الله عليه وسلم: «أرأيتكم ليلتكم هذه فإنه على رأس مائة سنة لا يبقى على وجه الأرض ممن هو عليها اليوم أحد» هو الصحيح، ولا يمكن خروجه من تلك العمومات إلا بمخصص صالح للتخصيص.
ومما يوضح ذلك: أن الخنثى صورة نادرة جداً، مع أنه داخل في عموم آيات المواريث والقصاص والعتق، وغير ذلك من عمومات أدلة الشرع. وما ذكره القرطبي من خروج الدجال من تلك العمومات بدليل حديث الجساسة لا دليل فيه (قلت"علي":يعني على خروج الخضر من النصوص العامة)، لأن الدجال أخرجه دليل صالح للتخصيص، وهو الحديث الذي أشار له القرطبي، وهو حديث ثابت في الصحيح من حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها، سمعت النَّبي صلى الله عليه وسلم يقول: إنه حدثه به تميم الداري، وأنه أعجبه حديث تميم المذكور، لأنه وافق ما كان يحدث به أصحابه من خبر الدجال. قال مسلم بن الحجاج رحمه الله في صحيحه حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، وحجاج بن الشاعر كلاهما عن عبد الصمد واللفظ لعبد الوارث بن عبد الصمد، حدثنا أبي عن جدي عن الحسين بن ذكوان، حدثنا ابن بريدة حدثني حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسنديه إلى أحد غيره. فقالت لئن شئت لأفعلنّ؟ فقال لها: أجل؟ حديثيني. فقالت «. . ثم ساق الحديث وفيه طول. ومحل الشاهد منه قول تميم الداري: فانطلقنا سراعاً حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان رايناه قط خلقاً، وأشده وثاقاً، مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد، قلنا: ويلك! ما لك! الحديث بطوله - إلى قوله - وإني مخبركم عني، إني أنا المسيح، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج فأسير في الأرض، فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة، فهما محرمتان عليَّ كلتاهما ... الحديث.
فهذا نص صريح في أن الدجال حي موجود في تلك الجزيرة البحرية المذكورة في حديث تميم الدارمي المذكور، وإنه باق وهي حي حتى يخرج في آخر الزمان.
وهذا نص صالح للتخصيص يخرج الدجال من عموم حديث موت كل نفس في تلك المائة.
والقاعدة المقررة في الأصول: أن العموم يجب إبقاؤه على عمومه، فما أخرجه نص مخصص خرج من العموم وبقي العام حجة في بقية الأفراد التي لم يدلّ على إخراجها دليل، كما قدمناه مراراً وهو الحق ومذهب الجمهور، وهو غالب ما في الكتاب والسنة من العمومات يخرج منها بعض الأفراد بنص مخصص، ويبقي العام حجة في الباقي، وإلى ذلك أشار في مراقي السعود في مبحث التخصيص بقوله:
وهو حجة لدى الأكثر إن ... مخصص له معيناً بين
وبهذا كله يتبين أن النصوص الدالة على موت كل إنسان على وجه الأرض في ظرف تلك المائة، ونفي الخلد عن كل بشر قبله - تتناول بظواهرها الخضر ولم يخرج منها نص صالح للتخصيص كما رأيت. والعلم عند الله تعالى)) اهـ من (الأضواء).
ـ[أبوسليمان السلفي]ــــــــ[18 - 11 - 08, 11:14 ص]ـ
أخي واستاذي على الفضلي .. بارك الله فيك ونفع بك وزادك الله علما
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[18 - 11 - 08, 12:52 م]ـ
أخي وكيعا: هلا تفضلت بنقل زبدة هذا البحث مشكورا.
والله يا أخ علي العهد بعيد لكن ملخص الكلام أن الشيخ رحمه الله لم يسبقه أحد إلى تضعيفه هذا الحديث والله أعلم
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[18 - 11 - 08, 01:10 م]ـ
الشيخ على الفضلي جزاك الله خيرا
ـ[صالح العقل]ــــــــ[18 - 11 - 08, 02:54 م]ـ
ضوء الساري في معرفة خبر تميم الداري. pdf
http://www.4shared.com/file/62302769/65e2959/______.html
ـ[أبو لجين]ــــــــ[18 - 11 - 08, 04:03 م]ـ
- هل يوجه من حديث أبي سعيد رضي الله عنه مع ابن صياد لما قال له ابن صياد: أما والله اني لأعرفه و أعرف مولده، وأين هو الآن. أن الصحابة كانوا يعرفون أن الدجال موجود ولكن لم يؤذن له بالخروج وإنما يخرج من غضبة يغضبها؟
¥