تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تحت أوهام وخداع التقريب]

ـ[محمد بن شاكر الشريف]ــــــــ[22 - 11 - 08, 10:41 ص]ـ

[تحت أوهام وخداع التقريب]

الشيعة يتمددون داخل مجتمعات أهل السنة

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم

أما بعد

فإن اتفاق كلمة المسلمين ووحدة صفهم وعدم تفرقهم في أصول الدين من المقاصد العظيمة التي حرصت الشريعة على إيجادها وتأكيدها، لذا كان العمل على تحقيق ذلك في أرض الواقع من المهام الجليلة التي يعمل لها المحبون لنصرة هذا الدين، ولظهوره على الدين كله، لكن مع نبل هذا المقصد فقد سلك بعض الناس لتحقيقه طريقا لا يوصل إلى المراد، وهو الاستجابة لمحاولة التوفيق بين الحق والباطل وغض الطرف عن المخالفات العقدية بزعم التقريب بين المختلفين، ومن هذا المنطلق انطلقت دعوى التقريب بين أهل السنة والشيعة وتوحيد صفهما، ومع كل محاولة من هذه المحاولات المتعددة يتبين خطأ هذا الطريق وعدم جدواه، وأن دعوى التقريب من جانب الشيعة لم تزد في حقيقتها عن كونها غطاء وستارا لنشر مذهبهم بين أهل السنة مستغلين في ذلك حسن نية أهل السنة وحرصهم على جمع الكلمة، وكان الذي ينبغي فعله في ذلك هو كشف زيف وبطلان العقائد الشيعية وإقامة الحجة عليهم مع دعوتهم إلى اتباع السنة، وذلك كما فعل الشيخ موسى بن جار الله التركستاني، وهذا بلا شك لو بذل فيه الجهد لكان أنفع لهم وأجدى من محاولات تقريب-لو نجحت-لم تثمر إلا عن خلط الحق بالباطل، والمساواة بينهما، أو الإعراض والتغاضي ولزوم الصمت حيال ما يناقض شريعة الله تعالى، وفي هذا جناية على الحق بتضييعه، وجناية على أهل السنة بتيسير سبل اختراق صفوفهم.

التمدد الشيعي ودعوى التقريب:

الدعوة للتقريب ينبغي أن تكون قائمة على أسس من شأنها تؤدي لتحقيق الهدف المنشود، وهي اتباع كتاب الله وتعظيمه، وتوقير السنة والعمل بها، والتمسك بهدي القرون المفضلة، وفي غياب مثل هذه الأسس الصحيحة تصبح دعوى التقريب بيئة خصبة للتمدد الشيعي في المجتمع السني، بل وصل الأمر ببعض أهل السنة أن بالغ في قبول هذه الدعوى والترويج لها بين أهل السنة، حتى إنه ليصف من يقبل بهذا التقريب بأنه تيار الاعتدال، ويسم من يكون مستبصرا بالوضع الحقيقي لموقف الشيعة من أهل السنة-على مدار التاريخ القديم والحديث-بالتيار المتشدد أو تيار الغلو، لقد بدأت مسيرة التقريب بين السنة والشيعة في العصر الحديث منذ عدة عقود من الزمان، ولم تسفر عن شيء سوى الغزو الشيعي لبلاد السنة ونشر الرفض فيها، لذلك فإن كل من سلك طريق التقريب مع الشيعة يتبين له بعد مشواره الطويل أن لا فائدة متحققة من وراء ذلك، ومن ثم يعلن تراجعه عما أقدم عليه، وقد مرت دعاوى التقريب بين أهل السنة والجماعة وبين الرافضة (الشيعة) بعدة تجارب كتجربة د/محمد البهي، والشيخ عبد اللطيف محمد السبكي، والشيخ محمد عرفة والشيخ طه محمد الساكت وغيرهم مع دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، وكذلك الشيخ محمد رشيد رضا ود/مصطفى السباعي ود/وهبة الزحيلي وغيرهم، كلها تنتهي إلى النتيجة السابقة، مما يبين أن الهدف المنشود ما هو إلا وهم من الأوهام وخيال من الخيالات، إذ الخلاف في الأصول وليس في الفروع، ولن يحدث تقريب حقيقي في هذه الحالة إلا بتخلي أحد الطرفين عن بعض أصول مذهبه، وهنا يكمن أصل المشكلة.

الشيخ القرضاوي والتقريب:

وخلال العقدين الماضيين تبنى الشيخ يوسف القرضاوي، هذه الدعوى وبذل في سبيل ذلك الكثير مما يسوغ، ومما لا يسوغ كالزعم بأن الخلاف مع الشيعة خلاف في الفروع لا يتعدى الخلاف الموجود بين مذاهب أهل السنة، ومع ذلك فلم يكن حظه في ذلك بأحسن ممن سبقه، وبعد ما يقارب عقدين من الزمان يكتشف زيف هذه الدعوى، وأنه لا فائدة منها في ظل إصرار الشيعة على التمسك بعقائدهم الفاسدة، ويتبين له حقيقتها الكامنة في محاولة نشر التشيع بين أهل السنة تحت غطاء التقريب، ومن هنا فقد جهر الشيخ بالتحذير من التمدد الشيعي في المجتمع السني وما يترتب على ذلك من خطورة على الدين والأمة، وقد لقي تحذير الشيخ ترحيبا من المخلصين الفاقهين الحريصين على المصلحة الشرعية، وإن كانت مع الأسف لم ترق لبعض الغافلين، حيث دعوا-كالمعتاد-إلى تنحية الخلافات بين السنة والشيعة، والتوحد أما الهجمة الصهيونية والأمريكية (وهو

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير