تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ما لم يسبق حدوثه)، لقد أظهر هذا الموقف مدى التغلغل الشيعي داخل أدمغة بعض النخب المحسوبة على الاتجاه السني، فقد عارض موقف الشيخ من عارضه ممن كان يظن به متابعته له، كما صمت عن نصرته من صمت، حيث لا يصلح الصمت في مكان ينبغي فيه الجهر، ولا شك أن موقف الشيخ يوسف القرضاوي الأخير وثبات موقفه وعدم تراجعه عنه، قد حرك الماء الراكد الآسن في هذه القضية، مما يستوجب متابعة الموضوع وعدم الوقوف به عند حدود موقف الشيخ القرضاوي.

الاختراق الشيعي:

تمكن الشيعة من اختراق مجتمعات أهل السنة سواء عن طريق مغفلي أهل السنة، أو عن طريق العصرانيين والعلمانيين وكل مناوئ لأهل السنة مادة الإسلام وأهله، حتى ظهرت في بلاد أهل السنة المقولات الرافضية وانتشرت في وسائل الإعلام المتعددة.

وفي ظل ضعف وهزال كثير من أنظمة الحكم في بلاد أهل السنة وانشغالها بتحقيق مصالحها الشخصية، إضافة إلى خوفهم ورعبهم من المارد الإيراني تمكن الشيعة من تحقيق مكاسب على الأرض وصار لهم وجود محسوس في بلاد لم يكن لهم فيها موطئ قدم، لكن ينبغي أن يعلم أن كثرة الحديث من بعض رموز أهل السنة عن ضرورة الجمع بين أهل السنة والشيعة، وتهوين مسائل الخلاف معهم وعدها من قبيل الاختلاف في الفروع أو المسائل التاريخية التي لم يعد لها وجود في العصر الحاضر، والتنقص ممن يحذر من ضلال القوم، بل وعده ممن تصب جهودهم في صالح أعداء الأمة، سهل بشكل كبير من تحسين صورة الشيعة عند عوام المسلمين مما سهل عمليات الاختراق المتعددة.

أصول الشيعة والتقريب:

تأبي أصول الشيعة إيجاد أي تقارب حقيقي مع أهل السنة، إذ هما ضدان لا يلتقيان أبدا، والناظر في أصول الفريقين يدرك ذلك بأدنى نظرة حيال بعض الأصول المعروفة لدى القوم:

1 - الشيعة وتحريف القرآن: القرآن الكريم كتاب الله الذي تكفل بحفظه فقال في تأكيد مجزوم به: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" وهو ما يقطع بأن الذكر محفوظ، وقد انعقد إجماع المسلمين على ذلك، والقرآن هو أصل الأصول وإليه المرجع في أمر الشريعة كلها، والقول بتحريفه يسقط الحجة به، ويسقط في الوقت نفسه جدية الحديث عن التقريب، إذ كيف يمكن التقريب بين من يرى أن القرآن أصل الأصول وبين من يرى أنه محرف مبدل، أو أنه ناقص غير كامل.

2 - الشيعة والغلو في الأئمة:

الإمام سواء كان إماما في الدين أو إماما في الإمارة والسياسة له مكانة كبيرة في الإسلام، لكن مكانته عند الشيعة تفوق مكانة الأنبياء والملائكة حيث لهم اطلاع على علم الغيب، وهم معصومون، لا يتصور منهم الخطأ فضلا عن المعصية فكان مثلهم مثل أهل الكتاب الذين قال الله عنهم: "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله"، فقد بوب الكليني الشيعي في كتابه الكافي-الذي يناظر صحيح البخاري عند أهل السنة-عدة أبواب تدل على ذلك، فقال: "باب أن الأئمة عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها"، "باب أن الله عز وجل لم يعلم نبيه علما إلا أمره أن يعلمه أمير المؤمنين "ع" وأنه شريكه في العلم"، "باب أن الأئمة يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل"

3 - الشيعة وتكفير أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الناظر في كلام الشيعة المدون في مذهبهم وكتبهم في حق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يجد الحكم بكفرهم وردتهم إلا نفرا يسيرا، وتصويرهم بأقبح صورة وكأنهم مجموعة من الأشرار أو قطاع الطريق الذين لا هم لهم غير التكالب على الدنيا، ولا شك أن هذا بجانب كونه ذما لهؤلاء الصحابة الأطهار الذين لا مثيل لهم في عالم البشر، والذين قام الإسلام على أكتافهم ولم يصل إلينا كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم إلا عن طريقهم، هو ذم أيضا في حق صاحب الرسالة إذ كيف يحيط به أمثال هؤلاء ويدنيهم منه ويثني عليهم، ولا يتبين له حالهم رغم عشرته لهم سنوات متطاولة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير