أنا لم أتعرض إلى جرح الذهبي _ رحمه الله _ ولم أقل أنه مطرح القول مردوده دوماً، ومن الذي يكون قوله مقبولاً على الدوام؟؟ ولكن الذي أردت هو: أنه قد يقول العالم أحياناً قولاً، ثم يتضح أن هذا القول مخالف لبعض القواعد الخاصة بالفن الذي يتكلم فيه، وفرق بين الجرح وبين بيان المنهج. كما ذكرت عن الذهبي _ رحمه الله _ في قوله عن (عبدوس).فهل نقبل قوله فيه بأنه الحافظ الكبير. مع أنه قال: لا أكاد أعرفه؟؟ قال الإمام مالك _ رحمه الله _ كلٌ يؤخذ من قوله و يُرَد إلا صاحب هذا القبر _ يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم _.
ثالثاً: أشم من هذا الرد _ والعلم عند الله _ ما يسمونه بالتبريح للنفس _ إن صح التعبير _ وهذا يتضح من المقولة المختومة في نهاية أقوالك بـ: قال الحافظ الذهبي [وما علمت في النساء من اتهمت ولا من تركوها].
ولي على هذا مأخذان:
أحدهما: كونه _ رحمه الله _ لا يعلم ذلك _ على حد نقلك _ لا يعني أن الإنسان يأخذ منه شعاراً يتقلده، ويختم به مقولاته؛ لأنه قد يكون في النساء من يرد الحديث بسببها، وهاهو _ رحمه الله _ يذكر في الميزان _ الذي نقلت منه مقولتك _ بعض النساء المجهولات، ولا يخفى على من هو مثلك ما تعمله الجهالة بالراوي، فعلى سبيل المثال لا الحصر:
1_ كلثم، وقيل أم كلثوم. عن عائشة. لا تعرف. وعنها أيمن بن نابل. الميزان (4/ 609).
2_مسة الأزدية. قال الدارقطني: لا يحتج بها. قلت _ أي الذهبي _ لا يعرف لها إلا هذا الحديث. الميزان (4/ 610).
3_ أم حجدر العامرية. عن عائشة في دم الحيض. لا تعرف. وعنها كنتها أم يونس.
4_ أم جنوب. لا تعرف. عن أمها سويدة. …الميزان (4/ 611).
وللاستزادة من ذلك ينظر التقريب لابن حجر _ رحمه الله _ باب النساء.
ثانيهما: فيه تغرير للقارئ الكريم؛ فيظن من يقرأ هذه المقولة أن جميع النساء على درجة واحدة من العدالة، والضبط. فكان ينبغي أن يفسر كلام الذهبي بما أورده من أمثلة بعد هذه المقولة، وأنه لا يريد بذلك التوثيق للنساء كلهن.
رابعاً: ألا ترين أن قولك (ولكن كل بحار يخرج على إياسٍ من ذلك إلى يومنا هذا .. !) فيه نوع من المبالغة، بل والغلو، بل وهضم لجهود علماء أجلاء جاؤا بعد الذهبي _ رحم الله الجميع _؟ فكم ترك الأول للآخر.
وفقني الله وإياك للعلم النافع والعمل الصالح، ونبذ التعصب، للأشخاص، والأجناس.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 02 - 03, 09:30 ص]ـ
أخي الفاضل أبو فراس
مقولة الذهبي صحيحة، وليس فيها أن كل النساء ثقات، بل منهن كاذبات، لكن لم يتبين لنا أسمائهن. لكن هناك الكثير من النسوة المجهولات.
قال الذهبي في ميزان الاعتدال (7\ 465): «فصل في النسوة المجهولات. وما علمت في النساء من اتُّهِمت، ولا من تركوها». قال السيوطي في تدريب الراوي (1\ 321): «من ضَعُف منهنّ إنما هو للجهالة».
ولا يخفى على هذا أمة الله.
ـ[أبوفـ2ـراس]ــــــــ[26 - 02 - 03, 09:38 ص]ـ
(اقتباس):
أخي الفاضل أبو فراس
مقولة الذهبي صحيحة، وليس فيها أن كل النساء ثقات، بل منهن كاذبات، لكن لم يتبين لنا أسمائهن. لكن هناك الكثير من النسوة المجهولات.
أخي الكريم أنا لم انتقد الذهبي _ رحمه الله _ حيث ذكر هذه المقولة، ولكن كان انتقادي للأخت (أمة الله النجدية) فلينزل كل قول موضعه. وفقني الله وإياك للعمل الصالح والعلم النافع.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 02 - 03, 10:18 ص]ـ
قولك اخي الكريم وفقك الله
(إلا أنه مما ينبغي التفطن إليه هو: أن الإمام الذهبي _ رحمه الله _ لا يعتمد على مدحه للرجال الذين يذكرهم في السير أحياناً؛ حيث إنه قد يمدح أحدهم ثم نجده يقول: لا أكاد أعرفه. انظر على سبيل المثال: ترجمة عبدوس (14/ 11)
لاادري ماذا تقصد
الذهبي ينقل من كتب تواريخ
وهو يجهل كثيرا من تراجم المغاربة وياخذه عنهم
ولما لايقع حديث اولئك المغاربة في اسانيد الذهبي الا نادرا
فهو لايعرفهم
فالذهبي احيانا يقول
ولم اقف على ترجمة شافية له
او نحو من هذا
رغم انه ينقل كلام الحاكم في تاريخ نيسابور
ويقول احيانا ولم تبلغنا اخباره كما ينبغي
وهكذا
تجد ذلك في طبقات الحفاظ
والذهبي مؤرخ الاسلام
فهو بحق مؤرخ الاسلام
ومن اهل الاستقراء التام
ولايعني ذلك انه لايهم
بل احيانا يهم لما يتابع غيره
وخصوصا ان كان هذا الاخير من اهل الاوهام كابن الجوزي مثلا
والذهبي يعتمد في التراجم وخصوصا في كتابيه سيراعلام النبلاء وتاريخ الاسلام على كتب التواريخ
ينقل ما قالوه ويذكر ما ذكروه مع التحقيق والامانة العلمية
وكونه يذكر عن رجل ولااكاد اعرفه هذا من امانته العلمية
وكذا قوله عن اخر لم تبلغنا اخباره كما ينبغي
ثم تجهيل اهل المعرفة يقع من كثير من المعاصرين فلما يقف على ترجمة مغربي في كتاب سير اعلام النبلاء
ولايقف على توثيق ونحوه يظن ان هذا المغربي مجهول
ولكن لو رجع الى كتب المغاربة لوجد توثيقا من قبل اهل الجرح والتعديل عندهم
فكون الذهبي يقول عن شخص الامام الحبر الخ وهو لايعرفه جيدا يعني انه اخذ كلام غيره من كتب التراجم
¥