ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 11 - 08, 02:43 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
وللشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -
حكم ذبح الأضحية في بلد غير بلد المضحي
السائل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. السائل: جزاكم الله خيراً، الأضحية هل يجوز ذبحها في بلدٍِ أنت فيه، أو ترسل مبلغاً مقابل ذلك إلى أي بلد من بلدان المسلمين؟ الشيخ: الأفضل أن تضحي في بلدك. السائل: في بلد أنا فيها؟ الشيخ: إذا كان أهلك عندك, وإذا كان أهلك في مكان آخر، وليس عندهم من يضحِّي لهم. السائل: يجوز أيضاً. الشيخ: فأرسل دراهم لهم ليضحوا هناك.
لا يخفى عليك أخي الحبيب ابن وهب، أن الشيخ عنده الأصل أن تذبح الذبيحة في بلد المضحي، لما ذكره الشيخ من مصالح.
والجمع بين الحسنيين كما هو ظاهر الحديث الذي نقله أخونا أبو العز هو أن يتقرب العبد إلى ربه تبارك وتعالى بإنهار الدم، وإن شاء -بعد ذلك- أرسل اللحم ولم يدخر منه إلى البلاد المسلمة المحتاجة والمتضررة.
والشيخ العلامة العثيمين له فتاوى كثيرة يشدد فيها في قضية إرسال الأضاحي إلى بلد آخر، ولا شك أن التعليلات التي ذكرها العلامة العثيمين تعليلات وجيهة ولها حظها من النظر.
السؤال:
ما حكمُ توزيعِ العقيقة وإخراجِها خارجَ البلاد، مع العلم بعدم حاجة أهلها لِلَحم هذه العقيقة، وباستطاعتهم أن يقيموا بدلاً عنها واحدةً أخرى في نفس البلد؟
الجواب:
((بالمناسبة لهذا السؤال أود أن أبين للإخوة الحاضرين والسامعين أنه ليس المقصودُ من ذبح النسك سواءً كان عقيقةً أم هدياً أم أضحيةً اللحمَ أو الانتفاعُ باللحم، فالانتفاع باللحم يأتي أمراً ثانوياً. المقصود بذلك هو: أن يتقرب الإنسان إلى الله بالذبح، هذا أهم شيء، أما اللحم فقد قال الله تعالى: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} [الحج:37].
وإذا علمنا ذلك تبين لنا خطأ من يدفعون فلوسا ليُضَحَّى عنهم في مكان آخر، أو يُعَقَّ عن أولادهم في مكانٍ آخر؛ لأنهم إذا فعلوا ذلك فاتهم المهم، بل فاتهم الأهم من هذه النسيكة وهو التقرب إلى الله بالذبح، وأنت لا تدري من يتولى ذبح هذه، قد يتولاه مَن لا يصلي، فلا تحل، أو قد يتولاه مَن لا يسمي عليها، فلا تحل، أو قد يُعبث بها ولا يُشترى إلا شيئاً لا يُجزئ.
فمن الخطأ جداً أن تصرف الدراهم لشراء الأضاحي أو العقائق من مكان آخر، نقول: اذبحها أنت، بيدك إن استطعت، أو بوكيلك، واشهَدْ ذبحها حتى تشعر بالتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بذبحها، وحتى تأكل منها؛ لأنك مأمورٌ بالأكل منها، قال الله تعالى: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} [الحج:28].
وقد أوجب كثير من العلماء على الإنسان أن يأكل من كل نسيكةٍ ذبحها تقرباً إلى الله، كالهدايا، والعقائق وغيرها، فهل ستأكل منها وهي في محل بعيد؟! لا.
وإذا كنت تريد أن تنفع إخوانك في مكان بعيد فابعث بالدراهم إليهم، ابعث بالثياب إليهم، ابعث بالطعام إليهم، أما أن تنقل شعيرة من شعائر الإسلام إلى بلاد أخرى فهذا لا شك أنه من الجهل.
أنا أعتقد أن الذين يفعلون ذلك لا يريدون إلا الخير؛ لكن ليس كل من أراد الخير يوفَّق له، ألَمْ تعلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام أرسل رجلين في حاجة، فحضرت الصلاة وليس معهما ماء، فتيمما وصليا، ثم وجدا الماء، فأحدهما توضأ وأعاد الصلاة، والثاني لم يعد الصلاة، فقال للذي لم يعد الصلاة: (أصبت السنة)، والذي أعاد الصلاة كان يريد الخير، فشفَعَت له نيته هذه، وأُعْطِي أجراً على عمله الذي كرَّرَه؛ لكنه خلاف السنة، ولهذا لو أن الإنسان أعاد الصلاة بعد أن سمع بأن السنة عدم الإعادة لم يكن له أجر؛ لكن هذا كان له أجر؛ لأنه كان لا يعلم أن السنة عدم الإعادة.
فالحاصل أنه ليس كل من أراد الخير يوفَّق له، وأنا أخبرك، وأرجو أن تخبر من يبلُغُه خبرُك بأن هذا عمل خاطئ ليس بصواب.
نعم لو فُرِضَ أنه دار الأمر بين أن تَعُقَّ أو تُنْجِي أناساً من المجاعة المهلكة وهم مسلمون، وأردت أن تأخذ دراهم العقيقة وترسلها لكنا نقول: لعل هذا أفضل؛ لأن إنقاذ المسلمين من الهلاك أوجب من العقيقة؛ لكن لا ترسل دراهم على أن تكون عقيقة)) اهـ (لقاء الباب المفتوح) شريط (23).
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 11 - 08, 04:07 م]ـ
السؤال:
يقول: فضيلة الشيخ وفقكم الله , ما حكم دفع قيمة الأضحية لأحد المكاتب لإخراج هذه الأضحية وذبحها خارج المملكة لأنهم أكثر حاجة؟
الجواب:
((يا إخواني: الأضحية شعيرة تذبح في البيوت، وفي البلد، وتوزع على الجيران، ما يجي تروح لبلد آخر وبالخارج، هذه صدقة، ما تصير أضحية، هذه صدقة من الصدقات، الأضحية السنة أنها تذبح في البيت، في بيت المضحي لأنها عبادة يحل من أجلها وبركتها على أهل البيت، يأكلون منها، يتصدقون ويهدون، هذا هو السنة، أما إذا روحت للخارج ما حصلت هذه المقاصد، ما حصلت هذه المقاصد الشرعية، تُسمى هذه صدقة، ما هي بأضحية)) اهـ
العلامة الفوزان (شفاه الله تعالى وعافاه) فتوى رقم (6752).
¥