استدل أبو هريرة بتبسمه صلى الله عليه وسلم على أنه عرف ما به، لأن التبسم تارة يكون لما يعجب وتارة يكون لإيناس من تبسم إليه ولم تكن تلك الحال معجبة فقوى الحمل على الثاني.
فتح الباري شرح صحيح البخاري
ضحك لفهمه لحال الصغار
5968) ــ حدّثني أَبُو مَعْنٍ الرَّقَاشِيُّ، زَيْدُ بْنُ يَزِيدَ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ. حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ وَهُوَ ابْنُ عَمَّارٍ قَالَ: قَالَ إِسْحَـ?قُ: قَالَ أَنَسٌ،:
كَانَ رَسُولُ اللّهِ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقاً. فَأَرْسَلَنِي يَوْماً لِحَاجَةٍ.
فَقُلْتُ: وَاللّهِ لاَ أَذْهَبُ. وَفِي نَفْسِي أَنْ أَذْهَبَ لِمَا أَمَرَنِي بِهِ نَبِيُّ اللّهِ. فَخَرَجْتُ حَتَّى? أَمُرَّ عَلَى? صِبْيَانٍ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي السُّوقِ. فَإِذَا رَسُولُ اللّهِ قَدْ قَبَضَ بِقَفَايَ مِنْ وَرَائِي.
قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَضْحَكُ. فَقَالَ: «يَا أُنَيْسُ أَذَهَبْتَ حَيْثُ أَمَرْتُكَ؟» قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. أَنَا أَذْهَبُ، يَا رَسُولَ اللّهِ. صحيح مسلم
الضحك فرحا بهزيمة المشرك
) ــ حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ. حَدَّثَنَا حَاتِمٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْمَاعِيلَ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مِسْمَارٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ جَمَعَ لَهُ أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ.
قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَدْ أَحْرَقَ الْمُسْلِمِينَ.
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ: «ارْمِ. فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي» قَالَ: فَنَزَعْتُ لَهُ بِسَهْمٍ لَيْسَ فِيهِ نَصْلٌ فَأَصَبْتُ جَنْبَهُ فَسَقَطَ. فَانْكَشَفَتْ عَوْرَتُهُ. فَضَحِكَ. رَسُولُ اللّهِ. حَتَّى? نَظَرْتُ إِلَى? نَوَاجِذِهِ.
صحيح مسلم
فرحا بثبات أمته وحرصهم على الجهاد:
(2739) ــ حدّثنا عبدُ اللهِ بنُ يوسُفَ قال: حدَّثني اللَّيثُ حدَّثَنا يحيى عن محمدِ بنِ يحيى بن حَبّان عن أنسِ بنِ مالكٍ عن خالَتهِ أمِّ حَرامٍ بنتِ مِلحانَ قالَت: «نامَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يوماً قَريباً مِنّي، ثمَّ استَيقَظَ يَتَبَسَّمُ،
فقلتُ: ما أضْحَكَكَ؟
قال: «أُناس من أمَّتي عُرِضوا عليَّ يركَبونَ هذا البحرَ الأخضرَ كالملوكِ على الأسِرَّة».
قالت: فادْعُ اللهَ أن يجعَلني منهم، فدَعا لها.
ثمَّ نامَ الثانية، فَفعلَ مثلَها،
فقالت: مثلَ قَوِلها، فأجابها مِثلَها،
فقالت: ادعُ الله أن يجعلني منهم،
فقال: «أنتِ منَ الأوَّلين».
فخرَجتْ معَ زَوجها عُبادةَ بنِ الصامتِ غازِياً أولَ ما رَكِبَ المسلمون البحرَ معَ مُعاويةَ، فلما انصرَفوا من غزوَهمْ قافِلينَ فنزلوا الشأمَ، فقُرِّبتْ إليها دابةٌ لتركَبها فصَرعَتْها فماتت». صحيح البخاري
فَقَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: فَلَمَّا بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللّهِ قَدْ تَوَجَّهَ قَافِلاً مِنْ تَبُوكَ، حَضَرَنِي بَثِّي.
فَطَفِقْتُ أَتَذَكَّرُ الْكَذِبَ وَأَقُولُ: بِمَ أَخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ غَداً؟
وَأَسْتَعِينُ عَلَى? ذ?لِكَ كُلَّ ذِي رَأْيٍ مِنْ أَهْلِي.
فَلَمَّا قِيلَ لِي: إِنَّ رَسُولَ اللّهِ قَدْ أَظَلَّ قَادِماً، زَاحَ عَنِّي الْبَاطِلُ، حَتَّى? عَرَفْتُ أَنِّي لَنْ أَنْجُوَ مِنْهُ بِشَيْءٍ أَبَداً.
فَأَجْمَعْتُ صِدْقَهُ.
وَصَبَّحَ رَسُولُ اللّهِ قَادِماً. وَكَانَ، إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ. ثُمَّ جَلَسَ لِلنَّاسِ.
فَلَمَّا فَعَلَ ذ?لِكَ جَاءَهُ الْمُخَلَّفُونَ. فَطَفِقُوا يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ. وَيَحْلِفُونَ لَهُ.
وَكَانُوا بِضْعَةً وَثَمَانِينَ رَجُلاً.
فَقَبِلَ مِنْهُمْ رَسُولُ اللّهِ عَلاَنِيَتَهُمْ. وَبَايَعَهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ. وَوَكَلَ سَرَائِرَهُمْ إِلَى? اللّهِ. حَتَّى? جِئْتُ. فَلَمَّا سَلَّمْتُ، تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ الْمُغْضَبِ ثُمَّ قَالَ «تَعَالَ»
فَجِئْتُ أَمْشِي حَتَّى? جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ. فَقَالَ لِي: «مَا خَلَّفَكَ؟ أَلَمْ تَكُنْ قَدِ ابْتَعْتَ ظَهْرَكَ؟»
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ إِنِّي، وَاللّهِ لَوْ جَلَسْتُ عِنْدَ غَيْرِكَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، لَرَأَيْتُ أَنِّي سَأَخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ بِعُذْرٍ. وَلَقَدْ أُعْطِيتُ جَدَلاً. وَل?كِنِّي، واللّهِ، لَقَدْ عَلِمْتُ، لَئِنْ حَدَّثْتُكَ الْيَوْمَ حَدِيثَ كَذِبٍ تَرْضَى? بِهِ عَنِّي، لَيُوشِكَنَّ اللّهُ أَنْ يُسْخِطَكَ عَلَيَّ. وَلَئِنْ حَدَّثْتُكَ حَدِيثَ صِدْقٍ تَجِدُ عَلَيَّ فِيهِ، إِنِّي لأَرْجُو فِيهِ عُقْبَى اللّهِ. وَاللّهِ
صحيح مسلم
يضحك حلما وتواضعا
ــ حدّثنا إسماعيلُ بن عبدِ الله قال: حدَّثني مالك عن إسحاقَ بن عبدِ الله بن أبي طلحةَ عن أنس بن مالك قال: «كنتُ أمشي معَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه بُرْدٌ نجراني غليظُ الحاشية، فأدْرَكهُ أعرابيٌّ فجبذَهُ بردائه جَبذةً شديدةً، حتى نظرْتُ إلى صَفحةِ عاتق رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قد أثرَت بها حاشية البردِ من شِدَّةِ جَبذته، ثم قال: يامحمدُ، مُر لي من مالِ الله الذي عندَك، فالْتَفتَ إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ثم ضَحك، ثم أمرَ له بعَطاء».
صحيح البخاري
¥