تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -: «ومن يقذف الطيبة الطاهرة أم المؤمنين زوجة رسول رب العالمين - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا والآخرة، لما صح ذلك عنه، فهو من ضرب عبد الله بن أبي سلول رأس المنافقين ولسان حال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: يا معشر المسلمين من يعذرني فيمن أذاني في أهلي. ? إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا مبينا ?. . فأين أنصار دينه ليقولوا له: نحن نعذرك يا رسول الله». (الرد على الرافضة 25 - 26).

وقال العلامة ابن القيم - رحمه الله -: «واتفقت الأمة على كفر قاذفها». (زاد المعاد 01/ 106)؛ وقال بدر الدين الزركشي - رحمه الله -: «من قذفها فقد كفر لتصريح القرآن الكريم ببرائتها». (الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة 45)؛ وقال الشيخ أبا بطين - رحمه الله -: «ومن قذف عائشة كفر، ومن استهزأ بالله أو رسله أو كتبه كفر إجماعا». (الدرر السنية 10/ 402).

قال أبو بكر أحمد بن محمد الخلال - رحمه الله -: «((أخبرنا أبو بكر المروذي، قال: سألت أبا عبد الله - أي الإمام أحمد بن حنبل - عن من يشتم أبا بكر وعمر وعائشة؛ قال: [ما أرآه على الإسلام]، قال - أي المروذي -: وسمعت أبا عبد الله - أي الإمام أحمد بن حنبل - يقول: [قال مالك: الذي يشتم أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم - ليس له سهم]، أو قال: [نصيب في الإسلام]))؛ ثم قال الخلال - رحمه الله -: ((أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: سألت أبي عن رجل شتم رجلا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم -، فقال: [ما أراه على الإسلام]))». (السنة 03/ 17).

?وعن عبدالله بن عباس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين». (حسنه الألباني كما في صحيح الجامع 6285 وقال عنه في الصحيحة 2340: حسن بمجموع طرقه؛ وجاء بلفظه عن أنس بن مالك و عطاء وحسنه محمد جار الله الصعدي كما في النوافح العطرة 383 عن ابن عباس؛ وجاءت رواية دون زيادة [والملائكة والناس أجمعين] من حديث عطاء خرجها الألباني عند تخريجه لكتاب السنة 1001 وقال: حسن وإسناده مرسل صحيح).قلتُ ضياء: والصعدي المُشار إليه هو: [محمد بن أحمد بن جار الله مشحم الصعدي ثم الصنعاني، كان له اطلاع على عدة علوم، مع بلاغة فائقة وعبارة رائقة، من شيوخه السيد العلامة أحمد بن عبدالرحمن الشامي، وأجاز له جماعة من أهل الحرمين كالشيخ محمد حبوه السندي، وكان خطيباً للإمام المنصور بالله الحسين بن القاسم ثم ولاّه القضاء بمحلات من المدائن اليمنية، له عدة مؤلفات منها المصدر المذكور النوافح العطرة في الأحاديث المشتهرة،توفي سنة 1181هـ].

وقال - صلى الله عليه وآله وسلم -: «لعن الله من سب أصحابي». (عن ابن عمر و ابن عباس و أنس بن مالك و عطاء حسنه الألباني في صحيح الجامع 5111، وجاء عن عائشة - رضي الله عنها - قال الشوكاني في در السحابة 30: رجاله رجال الصحيح غير علي بن سهل وهو ثقة).

وعن أبي السائب القاضي - رحمه الله -: «كنت يوماً بحضرة الحسن بن زيد الداعي بطبرستان، وكان بحضرته رجل، فذكر عائشة بذكر قبيح من الفاحشة، فقال: ((يا غلام اضرب عنقه) فقال له العلويون: هذا رجل من شيعتنا، فقال: ((معاذ الله، هذا رجل طعن على النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال الله: ? الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ?فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي - صلى الله عليه وسلم - خبيث، فهو كافر فاضربوا عنقه))، فضربوا عنقه وأنا». (شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي 07/ 1269).

وقال - رحمه الله -: «وروى عن محمد بن زيد أخي الحسن بن زيد: ((أنه قدم عليه رجل من العراق فذكر عائشة بسوء، فقام إليه بعمود فضرب به دماغه، فقتله، فقيل له: هذا من شيعتنا ومن بني الآباء، فقال: هذا سمى جدي قرنان، ومن سمى جدي قرنان استحق القتل فقتلته)) ..... قال القاضي أبو يعلى: ((من قذف عائشة بما برأها الله منهكفر بلا خلاف وقد حكى الإجماع على هذا غير واحد، وصرح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم)) .... وقال ابن أبي موسى - عبد الخالق بن عيسى الهاشمي: ((ومن رمى عائشة - رضي الله عنها - بما برأها الله منه فقد مرق من الدين ولم ينعقد له نكاح على مسلمة))». (الصارم المسلول على شاتم الرسول 566 - 568).

قلتُ - ضياء الشميري -: قول المعترض على الحسن بن زيد محامياً عن شاتم أم المؤمنين - رضي الله عنها - بقولهم كما في الرواية الأولى: ((هذا رجل من شيعتنا)) وكما في الرواية الثانية: ((هذا من شيعتنا ومن بني الآباء)) يستحق التأديب والتعزير إلى جانب من يحامون عنه لمحاماتهم عن باطل عرفوه، وإلا فإن الأولى بهم أن يغاروا على محارم الله أن تنتهك، ويغاروا على الزور والكذب في حق عرض أمهم وزوج جدهم، لا أن يغاروا على تبع وتشيع وحزبية عمياء!!! نسأل الله العافية وهو المستعان ..

ضياء بن محفوظ الشميري

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير