تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" الأصل في مثل هذه الألعاب الرياضية الجواز إذا كانت هادفة وبريئة، كما أشار إلى ذلك ابن القيم في كتاب " الفروسية " وذكره الشيخ تقي الدين ابن تيمية وغيره، وإن كان فيها تدريب على الجهاد والكر والفر وتنشيط للأبدان وقلع للأمراض المزمنة وتقوية للروح المعنوية: فهذا يدخل في المستحبات إذا صلحت نية فاعله، ويشترط للجميع أن لا يضر بالأبدان ولا بالأنفس، وأن لا يترتب عليه شيء من الشحناء والعداوة التي تقع بين المتلاعبين غالباً، وأن لا يشغل عما هو أهم منه، وأن لا يصد عن ذكر الله وعن الصلاة " انتهى.

" فتاوى ابن إبراهيم " (8/ 118).

وقال رحمه الله أيضاً:

" اللعب بالكرة على الصفة الخاصة المنظمة هذا التنظيم الخاص، يجعل اللاعبين فريقين، ويُجعل عوض - أو لا يجعل -: لا ينبغي؛ لاشتماله عن الصد عن ذكر الله وعن الصلاة.

وقد يشتمل مع ذلك على أكل المال بالباطل، فيلحق بالميسر الذي هو القمار، فيشبه اللعب بالشطرنج من بعض الوجوه.

أما الشخص والشخصان يدحوان بالكرة ويلعبان بها اللعب الغير منظم: فهذا لا بأس به، لعدم اشتماله على المحذور، والله أعلم " انتهى.

" فتاوى ابن إبراهيم " (8/ 119).

وقد سبق في جواب السؤال رقم (22305) بيان شروط جواز اللعب بكرة القدم، ومما جاء فيه:

" الشرط الثالث: ألا تستغرق كثيراً من وقت اللاعب، فضلاً عن أن تستغرق وقته كلّه، أو يُعرف بين الناس بها، أو تكون وظيفته؛ لأنه يخشى أن يصدق على صاحبها قوله جل وعلا: (الذين اتخذوا دينهم لهواً ولعباً وغرّتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم) " انتهى.

وبهذا يتبين أن احتراف كرة القدم الموجود الآن محرم، لما يتضمنه من محظورات شرعية، وإن كان أصل اللعب بكرة القدم مباحاً.

وخاصة إذا علمنا أن من لوازم الاحتراف السفر إلى بلاد الكفر للعب هناك في أندية عالمية، ولا يخفى على أحد ما في تلك البلاد من الكفر والفسوق والعصيان، ولا يخفى – كذلك – تعرض اللاعبين لفتن النساء والشهوات بسبب الشهرة والنجومية والمال.

مع التنبيه على أن الإقامة في بلاد الكفر حرام، ولا تجوز إلا للحاجة وفق شروط معينة، سبق بيانها في جواب السؤال رقم (38284).

والله أعلم


ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 11 - 08, 11:53 م]ـ
الجهاد في سبيل كرة القدم!!

الرياضة لم تعد رياضة .. كيف؟

وسام فؤاد - هند سليم

والحق أننا منذ فترة بدأنا نرصد تمدد مساحة الاهتمام العالمي بصفة عامة والإسلامي بصفة خاصة بقطاع الاحتراف في رياضة كرة القدم. وبشكل أكثر تحديدا يمكن القول بأن هذه الرياضة بدأت تخرج في وعينا الجماعي نحن المسلمين عن وضعها الطبيعي كوسيلة من وسائل ترويض الجسد وشغل وقت الفراغ فيما يفيد، وتحولت إلى حالة ذات بعدين أولهما: أنها حالة ترفيهية تسيطر على الوجدان. وثانيهما: أنها حالة اقتصادية لها كيانها الخاص ومسارها الغامض الملبد بتشابكات من قضايا نجدها نحن المسلمين محرمة، أو على الأقل تحمل شبهة.

ويفسر د. أحمد يحيى أستاذ علم الاجتماع بجامعة قناة السويس هذه الظاهرة بالضغوط الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي يتعرض لها الفرد، وهو ما يدفعه إلى اللجوء لما يُعرف بالترفيه الاجتماعي، حيث يسعى الإنسان إلى إيجاد حالة من التوازن بين الأزمة والواقع عن طريق كسر هذه الضغوط والخروج من حلقة التكرارية الرتيبة المملة.

ويؤكد د. يحيى أنه من الضروري أن يرفه الإنسان عن نفسه حتى يستطيع مواصلة حياته، فلو ظل الإنسان يعمل طوال الوقت فسيحدث ما يعرف بالإحساس بالتشيؤ [1]، حيث يشعر الإنسان بأنه جزء من آلة، أو أنه تحول إلى "شيء". وإذا حصل العامل على الترفيه المطلوب فإن ذلك سيساعده في تقديم إنتاج أفضل. وعلى سبيل المثال في اليابان توجد جمعيات تفرض على العمال رحلات للترفيه عن أنفسهم، وهكذا يقدمون إنتاجًا أفضل.

ويشير د. يحيى إلى حديث الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه: "إن لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه"، فأتى الصحابيُّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "صدق سلمان". (رواه البخاري).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير