تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إيقاد النار بالمزدلفة، هل له أصل من السنة؟]

ـ[أبو السها]ــــــــ[26 - 11 - 08, 04:42 م]ـ

[إيقاد النار بالمزدلفة، هل له أصل من السنة؟]

قال شيخ الإسلام رحمة الله عليه، (: والإيقاد بعرفة بدعة مكروهة، كذلك الإيقاد بمنى بدعة باتفاق العلماء، وإنما يكون الإيقاد بمزدلفة خاصة في الرجوع. (كتاب الحج من مجموع الفتاوى)

وقفت أمام قول شيخ الإسلام هذا طويلا وحاولت جاهدا أن أظفر بدليل من السنة على أن النار كانت توقد بالمزدلفة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، غير أن الآثار الواردة في ذلك لا تقوم بها حجة، من ذلك،

- أورد الفاكهي في أخبار مكة قال حدثنا عبد الله بن أبي سلمة قال ثنا محمد بن الحسن المدني عن محمد بن مسلم الجهني (الجوسق) عن عثيم بن كثير بن كليب الجهني عن أبيه عن جده وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلمفي حجته وقد دفع من عرفة إلى جمع والنار توقد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمزدلفة وهو يؤمها حتى نزل قريبا منها

وجدت هذا الحديث في طبقات بن سعد ولكن هو عنده من طريق الواقدي وهو كذلك عند الأزرقي من طريق الواقدي

محمد بن الحسن بن زبالة، و هو ابن الحسن بن أبى الحسن القرشى المخزومى، أبو الحسن المدنى حدث عنه عبد الله بن أبى سلمة بن أزهرلكنه متروك: وكذبوه (تهذيب التهذيب 9/ 116)

و أما محمد بن مسلم ولقبه الجوسق قال أبو حاتم: مجهول وأورده بن حبان في الثقات

وحال عثيم بن كثير، ومنهم من يقول غنيم ولكن قال ابن حجر هو خطأ قال مجهول في التقريب

كثير بن كليب والد عثيم قال بن القطان مجهول (لسان الميزان)

إذن فالحديث بهذا الإسناد واه، فيه مجاهيل ومتروك

*: قال الواقدي في المغازي: حدثني إسحاق بن عبد الله بن خارجة عن أبيه قال لما أبصر سليمان بن عبد الملك النار قال لخارجة بن زيد: متى كانت هذه النار يا أبا زيد؟ ٌال: كانت في الجاهلية وضعتها قريش، لا تخرج من الحرم إلى عرفة إلا تقول: نحن أهل الله، ولقد أخبرني حسان بن ثابت وغيره في نفر من قومي أنهم كانوا يحجون في الجاهلية فيرون تلك النار.

*وقال الفاكهي قال: ثنا محمد بن الحسن عن اسحاق بن عبد الله بن خارجة عن أبيه قال: وساق الحديث بنحوه

*وأورده الأزرقي من طريق الواقدي

: أما الأول فمداره على الواقدي

وأما الثاني فعلى محمد بن الحسن بن زبالة وحديثه كما قلنا زبالة

n حدثنا أبو الوليد، قال: وحدثني محمد بن يحيى، عن محمد بن عمر، عن كثير، عن عبد الله المزني، عن نافع، عن ابن عمر، قال: كانت النار توقد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر، وعثمان رضي الله عنهم (أخبار مكة للأزرقي) وهوكما ترون من طريق الواقدي

-ويبدو أن إيقاد النار على المزدلفة كانت من عادات العرب، فقد ذكر أبو هلال العسكري في كتابه الأوائل للعرب ثلاثة عشرة ناراً: الأولى نار المزدلفة: وهي نار توقد بالمزدلفة من مشاعر الحج ليراها من دفع من عرفة وأول من أوقدها قصي بن كلاب فهي توقد إلى الآن الثانية نار الاستمطار: كانوا في الجاهلية الأولى إذا احتبس المطر جمعوا البقر وعقدوا في أذنابها وعراقيبها السلع والعشر ويصعدون بها في الجبل الوعر ويشعلون فيها النار ويزعمون أن ذلك من أسباب المطر قال الشاعر: أداعل أنت بيقوراً مسلعة وسيلة منك بين الله والمطر الثالثة نار الحلف: كانوا إذا أرادوا عقد حلف أو قدوا النار وعقدوا الحلف عندها ويذكرون خيرها ويدعون بالحرمان من خيرها على من نقض العهد وحل العقد.

قال العسكري: وإنما كانوا يخصون النار بذلك لأن منفعتها تختص بالإنسان لا يشاركه فيها شيء من الحيوان غيره.

الرابعة نار الطرد: وهي نار كانوا يوقدونها خلف من يمضي ولا يحبون رجوعه.

الخامسة نار الحرب: كانوا إذا أرادوا حرباً أو توقعوا جيشاً أوقدوا ناراً على جبلهم ليبلغ الخبر أصحابهم.

السادسة نار الحرتين: كانت في بلاد عبس فإذا كان الليل تضيء نار تسطع وفي النهار دخان مرتفع وربما بدر منها عنق فأحرق من مر بها فحفر خالد بن سنان النبي فدفنها فكانت معجزة له.

السابعة نار السعالي: ترفع للمتقفر فيتبعها فتهوي به الغول على زعمهم كما تقدم في الكلام على أوابد العرب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير