تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فأقول: هذه العلامات أنما أُنمِّق بها كلمي، وأُحَلِّي ببريقها شريف لفظي، ولا أضعها جزافا!! بل تراها في أماكنها التي خُلقت لها!

نعم: هناك من يتضايق بها، وينزعج من كثرة وجودها، فإن كنتَ منهم، فلعلي أقر عينيك بتركها البتة أيها الفاضل الكريم ..

3 - وأما قولك: (قال في اللسان: (عيا) عَيَّ بالأَمرِ عَيّاً وعَيِيَ وتَعايا واسْتَعْيا هذه عن الزجَّاجي وهو عَيٌّ وعَييٌ وعَيَّانُ عجز عنه ولم يُطِقْ إحْكامه.

فما أدري ما عياية هذه (!) مرة من نفسي)

فأقول: هذا اعتراض في محله، والعثار إنما كان مني!! وإنما أردتُ: (غياية) بالغين .. ولم أفطن إلى كوني كتبتها (عياية) بالعين!! إلا هذه الساعة!! فجزاك الله خيرا يا عبد الله ..

و (الغياية): هي كل شيء أظلك فوق رأسك كالسحابة والغُبرة ... كما في (مختار الصحاح)

ومرادي من تلك الكلمة: واضح عندك الآن يا أخي.

4 - وأما قولك: (أرجو ذكر الآثار الثابتة التي تبيح وطء الزوجة في دبرها عنهم فلا اعلم إلا قول ابن عمر في ذلك)

فأقول: ليس هذا محل ذاك أيها الذكي، وقد أشرتُ إلى مكان استيفاء تلك الآثار ..

ولعلني أذكر بعضها في سياق هذا الموضوع إن شاء الله ... فصبرا صبرا .. فسيأتيك ما يطربك من غير سَكَر، وسترى ما يدهشك عند قضاء الوطر ..

5 - وأما قولك عن أبي عمر الضرير: (فأظن أنه غير متماسك فأبو عمر الضرير هنا هو حفص بن عمر أبو عمر الضرير الأكبر البصري أما حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهيب الأزدي أبو عمر الدوري المقرئ الضرير الأصغر وليس في الرواة عنه أبو مسلم الكجي و لكن ذكره المزي في الرواة عن الأكبر ....... إلخ)

فأقول: هذا تعقب جيد في محله، فجزاك الله خيرا .. لكن الإسناد ثابت على كل حال، فإن: (حفص بن عمر أبا عمر الضرير الأكبر البصري) شيخ صدوق متماسك أيضا ..

6 - وأما تصحيحك لأثر أبي الدرداء: فيُنظر في سماع عقبة بن وساج منه!! فإنه مخدوش!

وجزاك الله خيرا على تعقباتك أيها الفاضل النبيل.

[تنبيه هام] برجاء من أخينا - وغيره - أن يترك الموضوع لصاحبه، فلا يأتي فيه بعجائب ولا غرائب!! وإن شاء أفرد لها موضوعا يضعها فيه .. ويكفيه - هنا – أن ينقد ويتعقب كاتب الموضوع بما شاء، كيفما شاء!! والله المستعان لا رب سواه ...

ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[12 - 12 - 08, 08:56 م]ـ

[عجيبة رقم 3] (جزاء الأمانة والتعفف مع الفقر والحاجة!!)

نقل الحافظ الزين ابن رجب في ذيله على طبقات الحنابلة [1/ 443 – 445 / طبعة مكتبة العبيكان]

عن الشمس يوسف بن خليل الحافظ أنه قال في (معجمه): (أخبرنا الشيخ الصالح أبو القاسم عبد اللّه بن أبي الفوارس محمد بن علي بن حسن الخزاز الصوفي البغدادي ببغداد قال: سمعتُ القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزاز الأنصاري يقول: كنتُ مجاورًا بمكة - حرسها الله تعالى - فأصابني يومًا من الأيام جوع شديد لم أجد شيئًا أدفع به عني الجوع، فوجدتُ كيسًا من إبريسم مشدودًا بشرابة من إبريسم أيضًا، فأَخذته وجئت به إلى بيتي، فحللته فوجدتُ فيه عقدًا من لؤلؤ لم أرَ مثله، فخرجتُ فإذا الشيخ – [قال المحقق: كذا في الأصول، والأصوب (فإذا شيخ) على التنكير؛ لأنه غير معروف.] ينادي عليه، ومعَه خرقة فيها خمسمائة دينار وهو يقول: هذا لمن يَردُّ علينا الكيس الذي فيه اللؤلؤ، فقلت: أنا محتاج، وأنا جائع، فآخذ هذا الذهب فأنتفع به، وأرد عليه الكيس، فقُلت له: تعالى إليّ، فأخذته وجئت به إلى بيتي، فأعطاني علامة الكيس، وعلامة الشرابة، وعلامة اللؤلؤ وعَدَدَه، والخيط الذي هو مَشدُود به، فأخرجته ودَفعته إليه. فسلَّم إليّ خمسمائة دينار، فما أخذتها، وقلت: يجب عليّ أن أعيده إليك ولا آخذ له جزاء، فقال لي: لا بد أن تأخذ ... ألح عليَّ كثيرًا، فلم أقبل ذلك منه، فتركني ومضى.

وأمَّا ما كان مني: فإني خرجتُ من مكة وركبتُ البحر، فانكسر المركب وغرق الناس، وهلكت أموالهم، وسلِمتُ أنا على قطعة من المركب، فبقيت مُدّةً في البحر لا أدري أين أذهب، فوصَلت إلى جزيرة فيها قوم، فقعَدتُ في بعض المساجد، فسمعوني أقرأ، فلم يبق في تلك الجزيرة أحد إلا جاء إليّ وقال: علمني القرآن. فحصل لي من أولئك القوم شيء كثير من المال.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير