قال. ثم إني رأيتُ في ذلك المسجد أوراقًا من مصحف، فأخذتها أقرأ فيها فقالوا لي: تحسن تكتب؟. فقلت: نعم، فقالوا: علِّمنا الخط، فجاءوا بأولادهم من الصبيان والشباب، فكنتُ أعلمهم، فحصل لي أيضًا من ذلك شيء كثير، فقالوا لي بعد ذلك: عندنا صبيَّةً يتيمة، ولها شيء من الدُنيا نريد أن تتزوج بها، فامتنعتُ، فقالوا: لا بل، وألزموني، فأجبتهم إلى ذلك.
فلما زفوها إليَّ مددتُ عيني أنظر إليها، فوجدت ذلك العقد بعينه معلقًا في عنقها، فما كان لي حينئذ شغل إلا النظر إليه!! فقالوا: يا شيخ، كسرتَ قلب هذه اليتيمة من نظرك إلى هذا العقد، ولم تنظر إليها، فقصصتُ عليهم قصة العقد؛ فصاحوا وصرخوا بالتهليل والتكبير، حتى بلغ إلى جميع أهل الجزيرة، فقلتُ: ما بكم. فقالوا: ذلك الشيخ الذي أخذ منك العقد أبو هذه الصبية، وكان يقول: ما وجدتُ في الدنيا مسلمًا إلا هذا الذي رد عليَّ هذا العقد، وكان يدعو ويقول: اللهم اجمع بيني وبينه حتى أزوجه بابنتي، والآن قد حصلتْ، فبقيتُ معها مدة ورزقتُ منها بولدين.
ثم إنها ماتت فورثت العقد أنا وولداي، ثم مات الولدان فحصل العقد لي فبعته بمائة ألف دينار. وهذا المال الذي ترون معي من بقايا ذلك المال. .. )
قال الزين ابن رجب: (هكذا ساق هذه الحكاية يوسف بن خليل الحافظ في معجمه.
وساقها ابن النجار في تاريخه، وقال: هي حكاية عجيبة. وأظن القاضي حكاها عن غيره.)
قلتُ: هذه حكاية صحيحة ثابتة، ودعوى أن يكون القاضي قد حكاها عن غيره!! دعوى لا برهان عليها أصلا!! مع تصريح القاضي بكونها قد وقعت له ...
والقاضي هذا: هو أبو بكر محمد بن عبد الباقي الإمام الحافظ الثقة المتفنن المسند المعروف ب (قاضي المارستان) وهو مصدَّق فيما قال وحكى ..
وقصته هنا: ما وجدتُ ما يشبهها إلا ما قرأته في: (قصص ألف ليلة وليلة!!)
فانظر: إلى أمانة هذا الإمام، وشدة تعفُّفه حتى مع مع الجوع والمخمصة!! وكيف وافاه الله الجزاء الجميل في تلك الحياة قبل الممات ... فالله المستعان ...
ـ[أبو عبد الرحمن بن حسين]ــــــــ[14 - 12 - 08, 02:26 ص]ـ
أخي أبو احمد عفا الله عنك
لكن هذا لا يمنع من تبيين أوهامهم، و تعقب خطأهم، فإن ذلك من تمام الإحسان إليهم ...
وإلا فلو قبلنا كلام بعضهم في بعض!! لسقطوا جميعا!! ولما بقي معنا أحد يشاد به!
هذا حسن و لكن بعض الألفاظ التي استخدمتها
قلت: اشتطَّ أبو الفرج كعادته!! ....... فأيُّ مجافاة تلك لعدالة الحاكم يا أبا الفرج!!؟ ..... وكم أساء أبو الفرج فهما!! واستروح إلى الغمز والطعن في فضلاء الأمة من جراء العجلة والتنكب عن التريث فيما هو بصدد الكلام فيه؟! وهو كثيرا ما يُطربه استِْقبَابُ الحَبَّة لأمور لا تخفى على ذلك الناقد البصير؟! وسنذكر ضروبا من تهويلاته بشأن جماعة من الكبار فيما يأتي إن شاء الله ....
قلتُ: للشمس ابن القيم إطلاقات غريبة لا يتابع عليها!! ..... فكيف صح له مثل تلك الدعوة العريضة جدا؟!! .... فدعونا من بنيات الطريق!!
لا تليق بمثل هؤلاء العلماء و إن ذلوا و أخطأوا و هي مما يجرئ على الخوض فيهم و تسفيههم لا أقول منك و لكن ممن يقرأ هذا الكلام و لم يتعلم تعظيم العلماء لشرف علمهم و دفاعهم عن الحق و إن ذلوا فمن ذا الذي ما ساء قط
و لا أجد في ما ذكرت عن ابن الجوزي و ابن القيم رحمهما الله تعالى مدحاً لهما أو اعترافاً بفضلهما أو الدعاء مثلاً مما يساق كمقدمة لمثل هذه الأمور إلا وصفك لابن القيم بشيخ الإسلام في بداية النقل عنه
أما ذكري للحديث فليس من إساءة الظن بك و لكن قولك
وسنذكر ضروبا من تهويلاته بشأن جماعة من الكبار فيما يأتي إن شاء الله ....
قلتُ: للشمس ابن القيم إطلاقات غريبة لا يتابع عليها!! وسنذكر ما ظفرنا به – هنا - تباعا إن شاء الله.
فجمعك مثل هذه الذلات في مكان واحد يغشاه من قد لا يستسيغ هذا في جانب أهل العلم فيسئ الظن بهم و يقول كيف يكون من قال مثل هذا عالماً و قد لا يكون استفاد من علم هؤلاء الأئمة بشئ فلا يحصل له بذلك إلا ذمهم و الله أعلم
أرجو للفائدة ذكرك للخدش في سماع عقبة بن وساج من أبي الدرداء1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - و من ذكره من أهل العلم
¥