لكان بِفِلْس،لا يخرج من جيْب صاحبه إلا كما تخرج الروح والنَّفْس!! وقد صدق من قال:
فصاحةُ حسَّانٍ وخطُّ ابنُ مُقْلةٍ ... وحكمةُ لقمانٍ وزهدُ ابنُ أدهمِ
إذا اجتمعتْ في المرء والمرءُ مُفْلسٌ ... ونُودِيْ عليه لا يُباع بدرهم!!
والحمد لله على كل حال ... ونعوذ بالله من حال أهل النار ... والله المستعان لا رب سواه ...
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[23 - 07 - 09, 11:58 ص]ـ
العجيبة [رقم 4]:
(كلب للأكل بخمسة دنانير!!)
قال العلامة المقريزى فى حوادث (سنة 461 هـ) من كتابه: اتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء [1/ 200]: (وفيها عظم الغلاء بمصر، واشتد جوع الناس؛ لقلة الأقوات فى الأعمال وكثرة الفساد!! وأكل الناس الجيفة والميتات!! ووقفوا فى الطرقات فقتلوا من ظفروا به!! وبِيعتْ البيضة من بيض الدجاج بعشرة قراريط!! وبلغت راوية الماء دينارًا!! وبيع دار ثمنها تسعمائة دينارًا بدينارٍ!! وعمَّ مع الغلاء وباء شديد، وشمل الخوف من العسكرية وفساد العبيد، وانقطعت الطرقات برًا وبحرًا، وبيع رغيف الخبز زنته رطل فى زقاق القناديل كما تباع التُّحف والطُّرف!! فبلغ أربعة عشر دينارًا!! وبيع أردبُّ قمح بثمانين دينارًا!! ثم عدم ذلك كله!! وأُكِلتْ الكلاب والقطط!! فبيعَ الكلب للأكل بخمسة دنانير!! وأبيعت حارة بمصر بطبق خبز!! وأكل الناس نحاتة النخل، ثم تزايد الحال حتى أكل الناس بعضهم بعضًا!! وكان بمصر طوائف من أهل الفساد قد سكنوا بيوتًا قصيرة السقوف قريبة ممن يسعى فى الطرقات، فأعدوا سلبًا وخطاطيف، فإذا مر بهم أحد شالوه فى أقرب وقت، ثم ضربوه بالأخشاب وشرَّحوا لحمه وأكلوه!!
قال الشريف أبو عبد الله محمد الجوانى فى كتاب النقط: حدثنى بعض نساءنا الصالحات قالت: كانت لنا من الجارات امرأة تُرينا أفخاذها وفيها كالحُفَر!! فتقول: أنا ممن خطفنى أكلة الناس فى الشدة!! فأخذنى إنسان، وكنت ذات جسم وسِمَن، فأدخلنى بيتًا فيه سكاكين وآثار الدماء وزفرة القتيل!! فأضجعنى على وجهى وربط فى يدى ورجلى سلبًا إلى أوتادٍ حديد عريانة!! ثم شرَّح أفخاذى وأنا أستغيث ولا أحد يجيبنى!! ثم أضرم الفحم، وأشوى من لحمى!! وأكل أكلًا كثيرًا!! ثم سكر حتى وقع على جنبيه لا يعرف أين هو؟! فأخذت فى الحركة إلى أن تخلَّى أحد الأوتار، وأعان الله على الخلاص وخلصت، وحللت الرباط، وأخذت خروقًا من داره ولففت بها أفخاذى، وزحفت إلى باب الدار، وخرجت أزحف إلى أن وقعت إلى الناس، فحملت إلى بيتى، وعرفتهم بموضعه، فمضوا إلى الوالى فكبس عليه وضرب عنقه، و أقامت الدماء فى أفخاذى سنة إلى أن ختم الجرح، وبقى هكذا حُفَرًا)!
قلتُ: ونحو تلك المجاعات تجدها: في البداية والنهاية [7/ 32] حوادث سنة 13 هـ، و [7/ 63] حوادث سنة 15 هـ و [11/ 205] حوادث سنة 331هـ و [11/ 213] حوادث سنة 334هـ و [12/ 71] حوادث سنة 409 هـ و [12/ 99] حوادث سنة 462 هـ و [13/ 26] حوادث سنة 597هـ و [13/ 108] حوادث سنة 622هـ و [13/ 167] حوادث سنة 643 هـ و [13/ 343] حوادث سنة 695هـ وغير ذلك من سنى الزمان.
ولو ذهبنا نذكر لك تلك المجاعات الواقعة فى غابر الأزمان، والتى سجَّلها مؤرخو الإسلام لطال الكلام جدًا!! على أنا لا ننكر ما كان يجرى فيها مما يحكي بعضه المقريزى وغيره، بل نصدق بذلك على سبيل الإجمال، أما تفاصيل ذلك فالله أعلم بالحال.
ولا تخلو تلك الأخبار من مبالغة لتهويل الخطب. وإلا فقد شاهدنا من يأكل لحم إنسان بعد أن شواه!! ورأينا من يتلذذ بمضغه والنهش منه!! وهذا بشع جدًا!! حتى كدنا أن نصاب بالغثيان!! فاللهم غفرًا.
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[23 - 07 - 09, 12:03 م]ـ
الغريبة [رقم/5]: (حكاية الأعور ذي العين الواحدة!)
أخبرنا الشيخ الصالح أبو أنس أسامة بن السيد بن عبيد الأثري
¥