قال الأوزاعي: كسر برج من أبراج تدمر , فأصابوا فيه امرأة حسناء دعجاء مدرجة مدمجة , كأن أعطافها طي الطوامير المدرجة , عليها عمامة طولها ثمانون ذراعا , مكتوب على طرف العمامة بالذهب: بسم الله الرحمن الرحيم أنا بلقيس ملكة سبأ زوجة سليمان بن داود , ملكت الدنيا كافرة ومؤمنة , ملكت ما لم يملكه أحد قبلي , ولا يملكه أحد بعدي , صار مصيري إلى الموت , فأقصروا يا طلاب الدنيا , ولما تزوج سليمان بلقيس قالت: ما مستني حديدة قط. فقال للشياطين: انظروا أي شيء يذهب بالشعر غير الحديد , فوضعوا له النورة , فكان أول من وضعها له شياطين سليمان. تاريخ مدينة دمشق (69/ 77)
ـ[أم عبد الله الكندية]ــــــــ[03 - 08 - 09, 03:35 ص]ـ
من عجائب سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث
قال الفريابي: رأينا سفيان الثوري بالكوفة , وكنا جماعة من أهل الحديث ننزل في دارٍ , فلما حضرت صلاة الظهر , دَلَونا له دلوا من بئر في الدار , فإذا الماء متغير , فقال: ما بال مائكم هذا؟ قلنا: هو كذا منذ نزلنا هذه الدار. فقال أدلوا دلوا من بئر الدار التي قبليكم , فإذا ماء أبيض! ثم قال أدلوا من بئر الدار التي شرقيكم , فإذا ماء أبيض! ثم قال أدلوا دلوا من بئر الدار التي شأمكم , فإذا ماء أبيض! فقال أدلوا دلوا من بئر الدار التي غربكم , فإذا ماء أبيض فقال إن لبئركم هذه لشأنا , فحفرنا فأصبنا عِرْق كَنِيف ينز فيه. ابن أبي حاتم " مقدمة الجرح والتعديل" (60)
عن إبراهيم بن سليمان الزيات قال: كنا عند سفيان الثوري فجاءت امرأة فشكت إليه ابنها , وقالت: يا أبا عبد الله أجيئك به تعظه , فقال: نعم جيئي به. فجاءت به فوعظه سفيان بما شاء الله , فانصرف الفتى , فعادت المرأة بعد ما شاء الله , فقالت: جزاك الله خيرا يا أبا عبد الله -وذكرت بعض ما تحب من أمر ابنها -ثم جاءت بعد حين , فقالت: يا أبا عبد الله ابني ما ينام الليل , ويصوم النهار , ولا يأكل , ولا يشرب. فقال: ويحك مم ذاك؟ قالت: يطلب الحديث. فقال: احتسبيه عند الله. ابو نعيم "الحلية" (7/ 66)
عن فرقد إمام مسجد البصرة قال: دخلوا على سفيان الثوري في مرضه الذي مات فيه؛ فحدثه رجل بحديث فأعجبه؛ فضرب يده إلى تحت فراشه فأخرج ألواحا له فكتب ذلك الحديث. فقالوا له: على هذه الحال منك؟ فقال: إنه حسن , فقد سمعت حسنا , وإن مت فقد كتبت حسنا. ابو نعيم "الحلية" (7/ 64)
قال بكر بن خلف , حدثنا مؤمل قال: رأيت سفيان في المنام , فقلت يا أبا عبد الله! ما وجدت أنفع؟ قال الحديث. الذهبي"سير أعلام النبلاء" (7/ 279)
وكان رحمه الله ينصح من يطلب العلم بالتعفف , والنفقة على نفسه , فإن لم يكن عنده نفقة أوصاه أن يطلب معاشه أولا.
فعن عبد الرحيم بن سليمان الرازي قال: كنا عند سفيان الثوري، فكان إذا أتاه الرجل يطلب العلم سأله: هل لك وجه معيشة؟ فإن أخبره أنه في كفاية من العيش؛ أمره بطلب العلم، وإن لم يكن في كفاية؛ أمره بطلب المعاش أولا. الخطيب "الجامع لأخلاق الراوي" (1/ 98)
عن أبي داود الطيالسي قال: جهد وكيع أن يسمع من زائدة بن قدامة-قال الحافظ في التقريب: زائدة بن قدامة: ثقة , صاحب سنة-حديثا واحدا فلم يسمع حتى خرج من الدنيا، فقيل لأبي داود: وكيف سمعت أنت؟ قال: كان يستشهد رجلين عدلين على أن هذا صاحب جماعة وليس بصاحب بدعة، فإذا شهد عدلان حدّثه، قال أبو داود: وكنت بمنى وحضر سفيان، فكان يُكرمني ويقول: ذاكرني بحديث أبى بسطام-شعبة ابن الحجاج- فقلت لسفيان: أحب أن تكلم زائدة في أمري حتى يحدثني، فجاء إلى زائدة فقال: يا أبا الصَّلت! حَدِّث صاحبي هذا؛ فإنه صاحب سنة وجماعة، فقال: نعم يا أبا عبد الله. الخطيب "الجامع لأخلاق الراوي" (1/ 133)
كان رحمه الله يصون نفسه عما عند الناس، فكان يتاجر ويرسل من يشاركه في التجارة , ولا يستشرف لأحد.
وكان يأتي اليمن فيتجر؛ وكان يفرق ما عنده على قوم من إخوانه يبضعون له به , ويوافي الموسم كل عام فيلقاهم , ويحاسبهم ويأخذ ما ربحوا , وكان ما بيديه نحواً من مائتي دينار.
وعن يوسف بن أسباط قال: خلف سفيان مائتي دينار، كانت مع رجل يتبضع بها. الذهبي "تاريخ الإسلام" (4/ 557)
¥