ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[06 - 12 - 08, 08:37 م]ـ
جزاك الله خيرا على ما تفضلت به
والقصد حفظك الله أن احتجاج الأخ الطريفي حفظه الله بذكر لفظ النسيان في أثر ابن عباس رضي الله عنه وأن الناسي معذور ليس على إطلاقه، فالأثر ورد بهذه الألفاظ:
قال: حدثني يحي بن مالك عن أيوب ابن أبي تميمة السختاني عن سعيد بن جبير عن عبد الله ابن عباس قال: من نسي من نسكه شيئاً أو تركه فليهرق دما. قال أيوب لا أدري قال: ترك أو نسي .. قال مالك ما كان من ذلك هديا فلا يكون إلا بمكة وما كان من ذلك نسكاً فهو يكون حيث أحب صاحب النسك.
وفي سنن الدار قطني
قال حدثني أبو طالب أحمد بن نصر حدثنا هاشم بن يونس نبأنا كاتب الليث نبأنا يحيى بن أيوب بن سعيد وإسماعيل بن أمية وابن جريج حدثوه عن الليث السختياني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال: (من نسي شيئاً من نسكه أو تركه فليهرق دما) وكذلك رواه عبيد الله بن عمر ومالك بن أنس وسفيان الثوري وغيرهم عن أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
وأنبأنا الحسين بن إسماعيل نبأنا محمد بن إسماعيل السختياني نبأنا ابن نمير نبأنا عبيد الله ابن عمر عن أيوب السختياني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مثله
نبأنا محمد بن مخلد نبأنا محمد بن هارون الفلاس الحافظ حدثنا محمد بن يونس أبو عبد الله نبأنا حماد بن خالد عن عبد الله بن عمر العمري عن أيوب السختياني عن عكرمة ابن خالد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: من ترك من نسكه شيئاً فليهرق دما
وفي مصنف أبي شيبة:
حدثنا أبو بكر قال حدثنا سالم عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن ابن عباس قال: من قدم شيئاً من حجه أو آخره فليهرق لذلك دما. وروى أيضاً مثله عن جابر بن زيد وسعيد بن جبير
فالمقصود أن بعض الرواة شك في لفظ الحديث هل هو ترك أو نسي، ولايخفي على ابن عباس رضي الله عنه حكم الناسي بمعنى الذاهل عن الشيء.
فتفسر رواية النسيان في أثر ابن عباس بمعنى الترك يدل عليه ما ورد في الروايات الأخرى، وهذا يتفق كذلك مع لغة العرب وهي أن النسيان يأتي بمعنى الترك
قال ابن عبدالبر في الاستذكار:
وذلك عندي - والله أعلم - لأنه كان سببا إلى أن علم أصحابه المبلغون عنه إلى سائر أمته أن مراد الله من عباده الصلاة وإن كانت مؤقتة أن من لم يصلها في وقتها فإنه يقضيها أبدا متى ما ذكرها ناسيا كان لها أو نائما عنها أو متعمدا لتركها
ألا ترى أن حديث مالك في هذا الباب عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها))
والنسيان في لسان العرب يكون الترك عمدا ويكون ضد الذكر
قال الله - تعالى -! (نسوا الله فنسيهم)! [التوبة 67] أي تركوا طاعة الله تعالى والإيمان بما جاء به رسوله فتركهم الله من رحمته
وهذا مما لا خلاف فيه ولا يجهله من له أقل علم بتأويل القرآن.انتهى.
والله يحفظكم ويرعاكم.
جزاك الله خير أخي الفاضل .. أفدتنا نفع الله بك.
فمما لاشك أن من معاني النسيان الترك .. ولكن أخي الحبيب .. إن كانت لا تصح لأجل شك الراوي .. فالحمد لله فنقول لا تصح ولا نقول أنها هنا بمعنى الترك ونحن ننقل عبارة من نسي من نسكه شيئا أو تركه فليهرق دما فنقلها بهذا السياق ثم نقول هي بمعنى الترك فهذا لا يستساغ أبد هذا أولا، فإما أن نقول (من نسي من نسكه شيئا فليهرق دما) ثم نقول النسيان هنا بمعنى الترك وإما أن نقول من ترك من نسكه شيئا فليهرق دما ولا نحتاج إلى إلى تأويل أما أن نذكرهما بسياق واحد!! ثم نقول النسيان بمعنى الترك فلا يظهر أن مثل هذا سائغ أبدا ..
وهذا خارج الموضوع للفائدة
وهي مسألة ترك الصلاة حتى يخرج وقتها
فقد استشهد ابن عبد البر بحديث (من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها .. ) ثم قال النسيان هنا بمعنى الترك أيضا فلا يصح البتة ..
فيرد عليه رحمه الله بما يلي
بل في سياق الحديث ينقض مقولة أنها هنا بمعنى الترك، فقد قال من نسي … ثم قال إذا ذكرها فدل على النسيان المعروف وهو الذهول أو الغفلة عن الشيء لا بمعنى الترك!!.
عنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا لَا كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذَلِكَ. رواه مسلم
¥