تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: وكأنه الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى مال إليه في سير أعلام النبلاء (2/ 574 وما بعدها، ترجمة 123) فقال: أبو واقد الليثي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم سماه البخاري وغيره الحارث بن عوف، وقال البخاري وأبو أحمد الحاكم: شهد بدرا. وله عدة أحاديث وحدث أيضا عن أبي بكر وعمر، وشهد الفتح وسكن مكة، حدث عنه عطاء بن يسار وسعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعبيد الله بن عتبة وبسر بن سعيد وأبو مرة مولى عقيل عداده في أهل المدينة وعاش خمسا وسبعين فيما قيل، والظاهر أنه عاش نحوا من ثمانين سنة إن كان شهد بدرا فالله أعلم.

والحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في الإصابة (7/ 455 وما بعدها، ترجمة 10695) فقال: قال البخاري وابن حبان والباوردي وأبو أحمد الحاكم: شهد بدرا، وقال أبو عمر: قيل شهد بدرا ولا يثبت، وقال ابن سعد أسلم قديما وكان يحمل لواء بني ليث وضمرة وسعد بن بكر يوم الفتح وحنين وفي غزوة تبوك يستنفر بني ليث وكان خرج إلى مكة فجاور بها سنة فمات وقال في موضع آخر دفن في مقبرة المهاجرين روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر وعن عمر وأسماء بنت أبي بكر روى عنه ابناه عبد الملك وواقد وأبو سعيد الخدري وعطاء بن يسار وعروة وآخرون وقال أبو عمر كان قديم الإسلام وكان معه لواء بني ليث وضمرة وسعد بن بكر يوم الفتح وقيل إنه من مسلمة الفتح والأول أصح يعد في أهل المدينة وقد أنكر أبو نعيم على من قال إنه شهد بدرا وقال بل أسلم عام الفتح أو قبل الفتح وقد شهد على نفسه أنه كان بحنين قال ونحن حديثوا عهد بكفر انتهى وقد نص الزهري على أنه أسلم يوم الفتح وأسند ذلك عن سنان بن أبي سنان الدؤلي أخرجه ابن منده بسند صحيح إلى الزهري ومستند من قال أنه شهد بدرا ما أورده يونس بن بكير في مغازي ابن إسحاق عنه عن أبيه عن رجال من بني مازن عن أبي واقد قال إني لأتبع رجلا من المشركين يوم بدر لأضربه بسيفي فوقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي فعرفت أن غيري قد قتله ويعارض قول من قال إنه شهد بدرا ما ذكره الواقدي أنه مات زمن ثمان وستين وله خمس وسبعون فإنه يقتضي أنه ولد بعد وقعة بدر وقيل مات ابن خمس وسبعين سنة فعلى هذا يكون في وقعة بدر ابن اثنتي عشرة سنة وعلى هذا ينطبق قول أبي حسان الزيادي إنه ولد في السنة التي ولد فيها ابن عباس ووافق أبو عمر على ما قال الواقدي ثم قال وقيل مات سنة خمس وثمانين وبهذا الأخير جزم البغوي وآخرون ونقل البخاري أنه مات في خلافة معاوية وأخرج البخاري بسند حسن عن إسحاق مولى محمد بن زياد أنه سمع أبا واقد يقول رأيت الرجل من العدو يوم اليرموك يسقط فيموت وأخرجه خليفة من هذا الوجه فقال إسحاق مولى زائدة وزاد في آخره حتى قلت في نفسي لو أن أضرب أحدهم بطرف ردائي مات قال ابن عساكر في مسند ابن إسحاق من لا يعرف والصحيح ما قال الزهري عن سنان والقصة التي ذكرها ابن إسحاق إنما كانت لأبي واقد يوم اليرموك كما تقدم.

والحديث الذي ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى أنه مستند من قال بشهوده بدرا أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (67/ 277) عن ابن إسحاق حدثني والدي إسحاق بن يسار حدثني رجال من بني مازن عن أبي واقد الليثي قال إني لأتبع يوم بدر رجلا من المشركين لأضربه فوقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي فعرفت أن غيرى قد قتله، فقد ضعفه ابن عساكر فقال: كذا في هذه الرواية وليست بمحفوظة وفي إسنادها من يجهل وإنما كان كذلك يوم اليرموك وقد تقدم أنه أسلم يوم الفتح.

وقال في الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب (12/ 295، ترجمة 1235): قيل إنه شهد بدرا وقيل إنه ولد في عام ولد ابن عباس قاله أبو حسان الزيادي وفيهما جميعا نظر قال الواقدي توفي سنة ثمان وستين وهو ابن خمس وستين وفيها أرخه يحيى بن بكير وابن نمير وغير واحد زاد بن بكير وسنة سبعون سنة وقال غيرهم وهو ابن خمس وسبعين قلت على قول يحيى بن بكير يكون ما قاله أبو حسان الزيادي موافقا عليه وأما قول الواقدي فيكون ولد بعد بدر بسنتين وأما قول من قال مات وهو ابن خمس وسبعين فهو قول غريب والذي في كتاب ابن سعد عن الواقدي وهو ابن خمس وثمانين سنة وقد نقله كذلك عنه ابن جرير والبغوي والكلاباذي وغيرهم وقال البخاري وابن حبان شهد بدرا وقال ابن عبد البر قيل أنه شهد بدرا وتوفي وسنة خمس وثمانون سنة وقال

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير