تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[المهم من أحكام الأضحية للشيخ محمد بوخبزة.]

ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[29 - 11 - 08, 09:50 م]ـ

موقع فضيلة الشيخ أبي أويس الحسني ................. سلسلة الاطمئتان والدعة في خطب ومواعظ يوم الجمعة [144]

المهم من أحكام الأضحية

للشيخ

أبي أويس محمد بوخبزة الحسني

الحمد لله المستحق للعبادة وحده، المُولي عبادَه كرمَه ورفده، الناصر بالتوحيد وحُسن اتباع عبده، ونشهد أن لا إله إلا الله الوليّ الحميد، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، أكرم الرسل وأفضل السادات والعبيد، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد النبيّ الأوّاب، الناطق بالصواب، وعلى آله البررة الأحباب، والصحابة أولي القلوب الحيّة والألباب.

من يطع الله ورسوله فقد رشد واهتدى ومن يعصي الله ورسول فقد غوى واعتدى أما بعد: فإن أحسن الحديث كتاب الله عز وجل وخير الهدي هدي محمد ص، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

أما بعد: قال الله تعالى:" إن إعطيناك الكوثر، فصل لربك وانحر"وقال تعالى:" وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ".

أيها المسلون .. هذه أيّام الحج الأكبر قد أطلَّتكم، وهذه مواسم القُربات والخيرات قد وافتكم، فاعمروها بالتكبير والتهليل، وافعلوا الخير للملِك الجليل، واعلموا أن مِن آكد ما يُطلب فيها يومَ الحج الأكبر وهو يوم عيد النحر، إراقة الدم تقرباً إلى الله وزُلفى، وإحياءً لذكرى أبي الأنبياء، سيدنا إبراهيم عليه السلام، مع إخلاص النية، وتوحيد القصد، وإرادة وجه الله، لا لِحظ نفس، ولا لهوى بطن، ولا لجبر خواطر.

فإن ذلك من أفضل الأعمال وأحبّها إلى الله في ذلك اليوم المعهود، ففي جامع الترمذي عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ص قال:" ما عمل ابن آدام من عمل يوم النحر، أحبّ إلى الله من إهراق الدم،_أي إسالته بذبح الأضحية_ إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان._ يعني أن الله يقبلها قبولاً عظيماً_ قبل أن يقع على الأرض، فطِيبوا بها نفساً.

واعلم يا أخي وفقك الله وإياي، أن هذه الأضحية سُنة مؤكدة، فعلها رسول الله ص والمسلمون، وانعقد الإجماع على مشروعيتها، وأنه يُكره تركها لمن قدر عليها، فقد ضحى رسول الله ص بكبْشين أملحيْن أقرنيين، ذبحهما بيّده وسمّى وكبّر، كما في الصحيحين، وروى مسلم عن أم سلمة أن النبي ص قال:" إذا رأيتم الهلال، وأراد أحدكم أن يُضحي، فليُمسك عن شعره وأظفاره. وقال العلماء أنها تجب بالنذر، ويقول المُضحي هذه لله، أو هذه أضحية أو اشتراها بنية الأضحية، وتكون من البقر والغنم والإبل والمعِز، ولا تُجزء من غير هذه الأصناف، ويجزء من الغنم ما له نصف سنة، ومن المعز ما له سنة، ومن البقر ما له سنتان، ومن الإبل ما له خمسُ سنوات، وأفضلها الغنم الذكر، فقد قال ص:"نعمة الأُضحية الجذع من الضّأن، _والجذع ما له سنتان عند الجمهور_ وفي صحيح مسلم عنه ص:" لا تذبحوا إلا مُسنَّة، فإن يعْسُر عليكم فاذبحوا جدعة من الضَّأن".والمُسنة الكبيرة، ولا بأس بذبح الخصي_يعني المرضوض الانثيين_ ويُطلب من الأضحية أن تكون سالمة من العيوب مستسمنة متخيرة، فلا يجوز للإنسان أن يُضحي بالمِعيبة. ففي جامع الترمذي وقال حسن، أن رسول الله ص قال:" أربعة لا تُجزء من الأضاحي، العوراء البيّن عوارها، والمريضة البيّن مرضها، والعرجاء البيّن ضلعها، والعجفاء التي لا تُنْقِي. وفي السنن عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: أمرنا رسول الله ص أن نستشرف الأذن والعين، ولانُضحي بالعوراء، ولامُقَابلة ولا مدابرة ولا خرقاء ولا شرقاء. قال زهير بن معاوية أحد رواة الحديث، فقلت لأبي إسحاق آذكر العضباء؟ قال:لا، قلتُ فما المقابلة؟ قال يقطع طرف الأذن، قلتُ: فما المدابرة؟ قال: يقطع مؤخر الأذن، قلتُ: فما الشرقاء؟ قال: يشق الأذن، قلتُ: فما الخرقاء؟ قال تخرق أذنها للسمنة. ووقتها أن لا تُذبح إلا بعد طلوع الشمس من يوم العيد، وبعدما تُصلى صلاة العيد، ويصِّح ذبحها بعد ذلك، في

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير