تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد تابع أبو عوانة على هذا الوجه محمد بن فضيل: عند ابن أبي شيبة في «المصنف» (257 - الجزء المفقود)، والبيهقي في «الفضائل» (211)، وأبو طاهر ابن أبي الصقر في «مشيخته» (83)، ومسعود بن سعد بن واصل _ وهو ثقة _ كما عند الطحاوي في «المشكل» (2971)، والطبراني في «فضائل العشر» (6)، والبيهقي في «الشعب» (3475) قال البيهقي: «وقد قال قبل أن يذكر روايته: وذكره مسعود بن سعد عن يزيد وقال: التمجيد بدل التحميد» ا. هـ.

والذي يبدو أن هذا الاختلاف من يزيد؛ لأن كلا الوجهين عن يزيد قد رواه جمع من الثقات.

وقد سئل أبو زرعة عن هذا الاختلاف، فرجح رواية خالد الواسطي وعبد الله بن إدريس عن يزيد عن مجاهد عن ابن عباس، قال ابن أبي حاتم في «العلل» (1992): (وسئل أبو زرعة عن حديث رواه خالد الواسطي وعبد الله بن إدريس عن يزيد ابن أبي زياد عن مجاهد عن ابن عباس ... ، قيل له: ورواه محمد بن فضيل عن يزيد عن مجاهد عن ابن عمر ... ، قال أبو زرعة: ابن إدريس وخالد أحفظ في حديث يزيد من ابن فضيل) ا. هـ.

قلت: تقدم أن ابن فضيل لم يتفرد بذلك، بل تابعه أبو عوانة ومسعود بن سعد.

قال الحربي: قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل حين حدثه: ما قال فيها أحد هذا الكلام الأخير غير أبي عوانة، يعني: فأكثروا فيها ... ، قال: وذكره أيضاً محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد، وهو مذكور في كتاب «الدعوات». ا. هـ من الشعب للبيهقي (7/ 339).

وقد اختلف على يزيد بن أبي زياد؛ فرواه الطبراني من طريق خالد الواسطي عنه عن مجاهد عن ابن عباس، أخرجه الطبراني في «الكبير» (11116)، وفي «فضائل العشر» (5)، وابن أبي الصقر في «مشيخته» (79) من طريق ابن شاهين عن خالد، والطبراني: عن معاذ بن المثنى، حدثنا مسدد، حدثنا خالد، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن ابن عباس باللفظ السابق، فجعله من مسند ابن عباس.

وتابعه عبد الله بن إدريس كما ذكره ابن أبي حاتم في «العلل» (1992).

وتابعهم علي بن عاصم، ذكره البيهقي في «فضائل الأوقات» (212) فقال: «ورواه علي بن عاصم عن يزيد، فزاد فيه: (التسبيح)، غير أنه قال: عن ابن عباس بدل ابن عمر» ا. هـ.

وهذا الاختلاف فيما يظهر من يزيد.

وروى جعفر الفريابي في كتاب العيدين - كما في «اللطائف» لابن رجب (475) - قال: حدثنا إسحاق بن راهويه أخبرنا جرير عن يزيد بن أبي زياد قال: رأيت سعيد بن جبير ومجاهد وابن أبي ليلى - أو اثنين من هؤلاء الناس -، ومن رأينا من فقهاء الناس يقولون في أيام العشر: «الله أكبر الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد».

وهذا قد يكون اختلاف آخر على يزيد أو أثر مستقل.

وأقوى هذه الروايات عن يزيد هو ما اتفق عليه أبو عوانة في الرواية الصحيحة عنه.

وقد اختلف على مجاهد أيضاً في هذا الخبر؛ فقال أبو عوانة الإسفرايني: حدثنا موسى بن إسحاق القاضي حدثنا أبو كريب حدثنا بدر بن مصعب حدثنا عمر بن ذر عن مجاهد عن أبي هريرة قال النبي r : « ما من عمل ... »، ولم يسق لفظه.

قال ابن حجر في اللسان (2/ 4): (بدر بن مصعب شيخ لأبي كريب مقل وصل حديثا مرسلا عن عمر بن ذر انتهى. وقال العقيلي: روى عن عمر بن ذر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه في العمل في المعسر. وقال خلاد بن يحيى عن عمر بن ذر عن مجاهد مرسلا، وهو الصواب. وذكره الطوسي في «رجال الشيعة»، ونسبه حرامياً، وقال: روى عن جعفر) ا. هـ.

قال العقيلي (1/ 163): (بدر بن مصعب كوفي يخالف، من حديثه: أخبرنا موسى بن إسحاق قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا بدر بن مصعب قال: حدثنا عمر بن ذر عن مجاهد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله r: « ما من عمل أحب الى الله من عمل في العشر» قال: قلت: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: «ولا الجهاد في سبيل الله، إلا من خرج بنفسه وماله وجواده فلم يرجع من ذلك بشيء» حدثناه أبو يحيى بن أبي مسرة قال: حدثنا خلاد بن يحيى قال عمر بن ذر: عن مجاهد عن النبي عليه السلام نحوه، ولم يذكر أبا هريرة، وحديث خلاد أولى) ا. هـ

وقال ابن عدي في «الكامل» (2/ 159): (جعفر بن أحمد بن العباس البزاز يعرف بالباشاني، كتبنا عنه ببغداد، وكان يسرق الحديث، ويحدث عن من لم يرهم، حدثنا جعفر بن أحمد ثنا أبو كريب ثنا بدر بن مصعب عن عمر بن ذر عن عطاء عن أبي هريرة عن النبي r قال: «ما من أيام العمل فيهن أحب الى الله من أيام العشر».

قال الشيخ: وهذا حديث كان يقال: إن موسى بن إسحاق الأنصاري ينفرد به عن أبي كريب، سرقه جعفر هذا.

قال الشيخ: ولجعفر هذا أحاديث مما أنكرت عليه، وهو عندي لين) ا. هـ.

وجاء أيضاً من حديث وكيع عن الأعمش عن مسلم ومجاهد وأبي صالح؛ كلهم عن ابن عباس.

وجاء عن مجاهد مرسلاً، ليس فيه عن ابن عباس كما رواه أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد به عند أحمد (1996)، وهكذا رواه عبد الرزاق (8118) عن عمر بن ذر عن مجاهد به.

تنبيه: رواية الإمام أحمد ليس فيها: «فأكثروا فيهن من التكبير والتهليل والتحميد».

و جاء عند عبد الرزاق (8119) قال: أخبرنا معمر عن يزيد بن أبي زياد من كلام مجاهد قال: «ما من عمل في أيام السنة ... ».

والصواب أنه مرسل من حديث مجاهد، وذلك لثلاثة أمور:

الأمر الأول: أن أبا معاوية من أحفظ الناس لحديث الأعمش.

الأمر الثاني: أنه قد توبع.

الأمر الثالث: أن في روايته تفصيلا، فلهذه الأمور يقدم.

طريق آخر: قال البيهقي في «الشعب» (3481): أخبرنا محمد بن عبدالله الحافظ قال: حدثنا أبو علي الحسين بن بزيد الحافظ حدثنا عبد الله بن محمد الدينوري حدثنا العباس بن الوليد الأزدي حدثنا يحيى بن عيسى الرملي حدثنا يحيى بن أيوب البجلي عن عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رفعه: «ما من أيام أحب عند الله ولا العمل فيهن أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير؛ فإنها أيام التهليل والتكبير وذكر الله، وإن صيام يوم منها بعدل بصيام سنة، والعمل فيهن يضاعف سبعمائة ضعف».

قلت: وهذا لا يصح.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير