تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو حذيفة التونسي]ــــــــ[01 - 12 - 08, 03:36 ص]ـ

صفة التكبير:

لم يثبت عن الرسول r صفة معينة في التكبير، وإنما ثبت عن صحابته رضي الله عنهم في ذلك عدة صفات:

الصفة الأولى (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا):

روى البيهقي في «الكبرى» (3/ 316) وفي «فضائل الأعمال» (227) من طريق عبدالرزاق عن معمر عن عاصم عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه كان يكبر فيقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا.

وهذا إسناد صحيح، وصحح سنده الحافظ ابن حجر في «الفتح» (2/ 462).

الصفة الثانية (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد):

روى ابن أبي شيبة في كتابه «المصنف» (5633) عن أبي الأحوص عن أبي إسحاق عن الأسود عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يكبر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من النحر، يقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد

وهذا إسناد صحيح.

الصفة الثالثة (الله أكبر كبيرا، الله أكبر كبيرا، الله أكبر وأجل، الله أكبر ولله الحمد):

روى ابن أبي شيبة في «المصنف» (5646) عن يحيى بن سعيد القطان عن أبي بكار عن عكرمة عن ابن عباس أنه كان يكبر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق، لا يكبر في المغرب: الله أكبر كبيرا، الله أكبر كبيرا، الله أكبر وأجل، الله أكبر ولله الحمد.

وهذا إسناد صحيح.

هذا ما وقفت عليه مما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم في هذه المسألة.

فينبغي للإنسان في هذه العشر أن يكثر من التكبير، وإذا التزم بهذه الصفات التي ثبتت عن الصحابة فهذا أحسن وأكمل؛ لأن الذي يغلب على الظن أن الصحابة رضي الله عنهم قد أخذوا هذا عن الرسول r.

ـ[أبو حذيفة التونسي]ــــــــ[01 - 12 - 08, 03:38 ص]ـ

وأما القسم الثاني: وهو العبادات المشروعة في هذه الأيام وفي غيرها - من صلاة وصيام وسائر العبادات والطاعات غير ما تقدم -

فهذه يتأكد الإكثار منها في هذه الأيام؛ لعموم حديث ابن عباس السابق: «ما من أيام العمل الصالح فيهن ... » فيشمل كل الأعمال الصالحة.

ومن الأعمال الصالحة التي تشرع في هذه الأيام عبادة الصيام, فيستحب للشخص أن يصومها, وخاصة يوم عرفة, ودليل ذلك ما جاء في «صحيح مسلم» (1162) وغيره من حديث غيلان بن جرير عن عبد الله بن معبد الزَمَّاني عن أبي قتادة الأنصاري أن رسول الله r قال: « ... صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده».

والدليل على بقية التسعة: ما جاء في حديث ابن عباس السابق: «من أيام العمل الصالح فيهن أحب الله عز وجل من هذه العشر».

وأما ما جاء في «صحيح مسلم» (1176) من حديث الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما رأيت رسول الله r صائما في العشر قط.

فهذا لا يمنع من استحباب صومها، بدليل أنها داخلة ضمن الأعمال الصالحة، والرسول r حث على العمل الصالح مطلقا، ومعلوم أن الرسول r قد يترك العمل لأسباب ولحكم، فيكفي قوله r في الحث على ذلك.

وقد جاء من حديث هنيدة عن حفصة أنها قالت: أربع لم يكن يدعهن النبي r: صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، وركعتين قبل الغداة.

أخرجه النسائي (4/ 220) وأحمد (6/ 287) وغيرهما.

ولكن هذا الحديث لا يصح، وهو معلول إسنادا ومتنا، فأما إسنادا فقد وقع اضطراب في إسناده ومتنه، وبين ذلك النسائي في «سننه» وساق روايته.

فلم يصح عن النبي r أنه كان يصوم العشر, ولكن هذا لا يمنع استحباب صيام هذه العشر – كما سبق-، لأن كل الأعمال الصالحة هي مستحبة في هذه العشر.

هذا وبالله التوفيق, والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين, ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[01 - 12 - 08, 04:09 ص]ـ

بارك الله فيكم وحفظ شيخنا ونفع به.

هل هذه الرسالة مطبوعة؟

ـ[ابو محمد الطائفي]ــــــــ[01 - 12 - 08, 01:28 م]ـ

ريدها على ملف وورد بارك الله في جهودك سير والمولى معاك

ـ[يزيد الماضي]ــــــــ[01 - 12 - 08, 07:37 م]ـ

الرسالة تحت الطبع، وهي بموقع الشيخ:

www.alssad.com

ـ[أبو حذيفة التونسي]ــــــــ[01 - 12 - 08, 08:44 م]ـ

السلام عليكم

جازى الله الإخوة خير الجزاء في الحقيقة الرسالة في موقع الشيخ وأنا قمت بنقل وترتيب التعليقات الحديثية والموجودة في آخر الرسالة وضعتها في مكانها المناسب في أثناء الرسالة حتى يسهل الإطلاع عليها وهذا كله بعد أن وضعته على ملف وورد ... ولقد حاولت رفعه هنا لكن لم أتمكن من ذلك لعلني لم أوفق للطريقة المناسبة

ـ[د بندر الدعجاني]ــــــــ[01 - 12 - 08, 09:09 م]ـ

بارك الله فيك أخي في نقل هذا العلم الطيب المبارك وجزى الله خيراً الشيخ عبدالله السعد

لكن كان بودي منك أخي لو قمت بتلخيص كلام الشيخ في الروايات وغيرها وأخرجته رأيه الذي يختاره فيما سبق لكن أولى وأحسن وأكثر فائدة للعموم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير