تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكثيرٌ من الناس من النساء وأولياء أمورهن، يغرهم الأمل في تزويج من هو ضعيفٌ في دينه، فيقولون: لعل الله يهديه إذا تزوج، ولكن هذا الأمل ضعيف، ضعيف، ضعيف، والإنسان غير مخاطب بما هو مستقبل لأنه لا علم له به، الإنسان مخاطبٌ بما هو بينه حاضر ومنظور، فإذا كان هذا الرجل الخاطب ليس مستقيما في دينه فكيف يزوج على أمل أن يهديه الله؟!!

ربما يبقى على ضلاله ويضل هذه المرأة الصالحة، لأن الرجل له الكلمة على زوجته، أو لا يضرها ولا تنفعه هي، فيبقيان في مشاكل دائماً. ونسأل الله الهداية للجميع.

ثم إني أحث أولياء الأمور والنساء على عدم التعجل في القبول، بل يصبرون حتى يبحثوا عن الخاطب من جميع الجوانب، وذلك لأن الوقت الحاضر ضَعُف فيه أداء الأمانة، لا بالنسبة للزوج الذي يُخفي كثيراً من حاله، ولا بالنسبة لمن يُسْألون عن الزوج، فإن بعض الناس تغلبهم العاطفة فلا يتكلمون بالحق الذي يعلمونه من حال الزوج، فالتريث خيرٌ من التعجل، وإذا قُدّر أن نقبل بعد أسبوع فلنؤخر أسبوعاً آخر.

كما أحث أيضاً الأولياء والبنات على قبول من يُعلم فيه الخير والصلاح في دينه وخلقه، بدون النظر إلى أمورٍ أخرى، لأن المدار كله على الخلق والدين، فمتى كان الخاطب ذا خلق ودين فإن قبول خِطبته خير، وامتثالٌ لأمر النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، فيكون في ذلك جمعٌ بين مصلحتين الخير العاجل للمرأة، وامتثال أمر النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-)) اهـ من (نور على الدرب) شريط (266).

السؤال:

تقول في رسالتها: لقد سمعت يا فضيلة الشيخ من برنامجكم بأنه لا يجوز للمصلية الزواج من غير المصلي، وفي عائلتنا لا يجوز للفتاة أن تتزوج إلا من أبناء عمومتها، ولكن لا تجد صفات الرجل المستقيم المؤمن الذي يقوم بكافة العبادات المطلوبة، بل يشرب الخمر والعياذ بالله، مع العلم بأن الكثير من الفتيات عندنا يقمن بكافة العبادات المطلوبة، فهل ترفض الزواج من ابن عمها وتبقى على ما هي عليه أم ترضخ لذلك على أمل أن تغيره في المستقبل أفيدونا أفادكم الله؟

الجواب:

((نعم نقول إنه لا يحل للمرأة المسلمة أن تتزوج برجلٍ لا يصلي، لأن الرجل الذي لا يصلي كافرٌ كفراً مخرجٌ عن الملة، ولقد ذكرنا في عدة حلقات دليل ذلك من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والنظر الصحيح، ولا حاجة إلى إعادة هذه الأدلة لإمكان السامع أن يعود إليها في حلقات سابقة، وإذا كان تارك الصلاة كافراً مرتداً خارجاً عن الإسلام فإنه لا يحل للمرأة المسلمة أن تتزوج به لقول الله تبارك وتعالى:

(فإن علمتموهن مؤمناتٍ فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حلٌ لهم ولا هم يحلون لهن).

وهذه العادة التي أشارت إليها السائلة في قبيلتها أنهم لا يزوجون إلا من كان منهم، عادةٌ غير سليمة، بل هي مخالفة لما تقتضيه النصوص الشرعية، لأن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال:

(إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).

فمتى وجد الرجل الطيب المرضي في خلقه ودينه فإنه إذا خطب لا يرد، لهذا الحديث الذي ذكرناه.

وأما إذا خطب المرأة من ليس كفءً لها في دينه بحيث يكون متهاوناً في الصلاة أو شارباً للخمر أو ما أشبه ذلك من المعاصي العظيمة، فإن لها الحق في أن ترده ولا تقبل النكاح به.

والحاصل أن الخاطب ينقسم إلى قسمين:

قسم لا يصلي فهذا كافر لا يجوز تزويج المسلمة به بأي حال من الأحوال.

ورجلٌ فاسق منهمك في المعاصي والكبائر فهذا أيضاً لها الحق في أن ترفض الزواج منه.

وأما قول السائلة: إنها تتزوج به لعل الله يهديه، فالمستقبل ليس إلينا، فإنه قد يهتدي وقد لا يهتدي، وربما يكون سبباً في ضلال هذه المرأة الصالحة، ونحن معنيون بما بين أيدينا، وأما المستقبل فلا يعلمه إلا الله عز وجل، وكم من امرأة منَّتها الأماني مثل هذه الأمنية، ولكنها باءت بالفشل، ولم يستقم الزوج، بل كان سبباً للنكد مع الزوجة الصالحة)) اهـ (نور على الدرب) شريط (263).

السؤال:

أحسن الله إليكم هذه أخت سائلة تقول يا فضيلة الشيخ:

أجبرني والدي على الزواج من ابن أخيه، فرفضت هذا الزواج بحجة أن هذا الولد لا يصلي أبداً، وأنا إنسانةٌ ملتزمة أريد شخص يعينني على ديني.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير