تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فقال: أنا برئٌ منك إلى يوم الدين، وقد أعطيت ابن أخي كلمة وإذا لم تتزوجيه فأنت عاقة عاقة.

وجهوني ماذا أعمل؟

الجواب:

((ابْقَيْ على ما أنتِ عليه من الامتناع عن التزوج بهذا الرجل الذي لا يصلي، لأن الذي لا يصلي كافر، ولا يحل لأحدٍ أن يزوج ابنته من لا يصلي أبداً، لأن الكافر لا تحل له المسلمة، قال الله تعالى:

(فإن علمتموهن مؤمناتٍ فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حلٌ لهم ولا هم يحلون لهن).

وإني أنصح هذا الوالد والدك أن يتقي الله عز وجل، وأن لا يخون الأمانة، وأن يعلم أنه مسئول عن ابنته إذا أجبرها على أن تتزوج بهذا أو بغيره، حتى لو أنه خطبها رجلٌ من أكمل الناس ديناً وخلقاً وعقلاً وأكثرهم مالاً وأبت فليس له أن يجبرها، قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:

(لا تنكح البكر حتى تستأذن).

وقال:

(البكر يستأذنها أبوها).

وأنصح الوالد أيضاً والدك إذا كان ما ذكرتِ عنه حقاً، أن ينصح ابن أخيه على الصلاة، ويحثه عليها، ويخوفه من الله عز وجل، فأرى أن تبقي على امتناعك، وإذا غضب أبوك أو زعل أو قال: أنتِ عاقة فلا يهم، أنتِ لستِ بعاقة، بل هو القاطع للرحم إذا أراد أن يجبرك على من لا تريدين، فكيف وهو يريد أن يجبرك على رجلٍ كافر - نسأل الله العافية -.

ثم إني أنا أوجه النصيحة إلى هذا الخاطب أن يتقي الله عز وجل في نفسه وأن يصلي، أن يدخل في الإسلام من حيث خرج منه، المسألة خطيرة، والأدلة على كفر تارك الصلاة واضحة في القرآن والسنة وكلام الصحابة -رضي الله عنهم- ـ حتى إن بعض الأئمة كإسحاق بن راهوية نقل إجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة)) اهـ من (نور على الدرب) شريط (354).

السؤال:

تذكر هذه السائلة بأنها فتاة تبلغ من العمر الثانية والعشرين، ولم تتزوج تقول: لأنني أريد رجلا صالحا يحفظ علي ديني ويساعدني على طاعة الله عز وجل، ولكن والدي أجبرني على الموافقة على رجلٍ يصلي -والحمد لله-، لكنني غير راضية عليه، وغير مرتاحة إلى الآن، علماً بأنه لم يعقد علي، وأنا في ضيقٍ شديد، وحيلتي قليلة، وقد رفضت هذا الرجل لأن فيه بعض المعاصي، وأخاف على نفسي أن أكون عوناً له على ذلك، وأنا مع أهلي يا فضيلة الشيخ متمسكة على ديني كالقابضة على الجمر، لأن أهلي هداهم الله يجاهرون ببعض المعاصي، وحاولت في إقناعهم لكن دون جدوى، وكان لي أمل أن أتزوج من رجلٍ صالح يعينني على الخير، وعلى أمور ديني ويفرج عني كربتي بعد الله عز وجل، ولكني فقدت الأمل، ووالدي متسرع لا يتفاهم بصدرٍ رحب، وقلت له: زوج إحدى أخواتي.

قال: كلام الناس، لا تزوج الصغرى قبل الكبرى، -والله المستعان- رغم أنني صليت صلاة الاستخارة عدة مرات، لكن حالي لم يتغير، أرجو النصح والإرشاد التام بما فيه الخير والفائدة، لأنني أقتنع بكلام ورأي فضيلة الشيخ محمد العثيمين -حفظه الله- وهو نعم المربي والموجه والمرشد، أطال الله في عمره على طاعة الله وأسأل المولى الكريم أن يرزقه الجنة والمسلمين وجزاكم الله خيرا؟

الجواب:

((أشكر السائلة على هذا الدعاء، وعلى حسن ظنها بي، وأرجو الله تبارك وتعالى أن أكون عند حسن ظن إخواني بي.

ثم أني أهنئها على كونها تتحرى الرجل الصالح، الذي يعينها على دينها ويحفظ كرامتها، وأقول: أبشري بالخير والله سبحانه وتعالى لن يخيب سائله وراجيه أبداً، فعليها بالإلحاح على الله عز وجل تبارك وتعالى وهو يحب الملحين بالدعاء، أن تلح على ربها تبارك وتعالى أن يرزقها عاجلاً غير آجل زوجاً صالحاً ذا خلقٍ ودين، ولتنتظر الفرج من الله عز وجل.

وأما بالنسبة لإلزام والدها أن تتزوج بهذا الخاطب، فلها أن ترفض لأن الأمر أمرها والذي سيعاني من الزوج هي وليس أباها، والمرأة إذا أُجبرت على التزوج من شخص، فالنكاح غير صحيح سواء كان المجبر أباها أم غيره، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:

(لا تنكح البكر حتى تستأذن).

وقال عليه الصلاة والسلام:

(البكر يستأذنها أبوها أو قال يستأمرها أبوها).

فنص على البكر، وعلى الأب.

ثم كيف يمكن أن نقول للإنسان أن يجبر ابنته على أن تتزوج بشخص لا ترضاه؟!!

وهو لا يملك أن يجبرها على بيع بيضةٍ من مالها!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير