هذا لا يمكن أن تأتي به الشريعة والحمد لله لم تأتِ به الشريعة، وإن كان بعض العلماء يرى أن للأب أن يجبرها لكنه قولٌ ضعيف.
وما دامت هذه المرأة قد استخارت مرتين ولم ينشرح صدرها لهذا الخاطب، فلترفضه، وإنها إذا رفضته لا يجوز لأبيها أن يزوجها أبداً، فإن زوّجها وهي مكرهة فقد سلط عليها رجلاً ليس بزوجٍ لها، لأن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- نهى أن تزوج البكر حتى تستأذن، وقال:
(من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد). أي مردود.
فكيف إذا كان عليه نهي الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟!!
ألا فليتق الله امرؤٌ زوج أحداً من بناته مع الإكراه، وليعلم أنه سلط عليها من ليس بزوجٍ شرعاً، وبيننا كتاب الله عز وجل وسنة رسوله، فهذا النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يعلن بالنهي عن تزويج البكر حتى تستأذن، وينص على البكر وعلى الأب.
فمن المشرع بعده؟!!
ومِنَ المعلوم أن طاعة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- طاعةٌ لله، ومعصية رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- معصيةٌ لله. فليتق الله هؤلاء الآباء.
ثم إن من البلاء والبلاء أن بعض الناس لا يراعي مصلحة البنت أو الأخت أو من له ولايةٌ عليها، إنما يراعي مصلحته الشخصية فقط، أو يراعي عصبيةً بائدة، كالذي يقول لبنته: والله لا تفرحين بالزوج إلا من ابن عمك مثلاً!!
سبحان الله! هل البنت أو الأخت أو من له ولاية عليها هل هي قطعةٌ من ماله يبيعها على من شاء؟!!
ألا فليتقوا الله، وليعلموا أن هؤلاء البنات اللاتي أجبرن على الزواج بغير إذنهن، أنهن سيكنَّ خصمَ هؤلاء الذين زوجوهن يوم القيامة)) اهـ (نور على الدرب) شريط (364).
الشيخ العلامة صالح الفوزان:
أحسن الله إليكم وبارك فيكم، السائل أبو إبراهيم أرسل بهذا السؤال يقول: لي ابنة ولله الحمد وهي في غاية الأدب والدين والجمال ويتقدم لها خطاب وبعض هؤلاء فضيلة الشيخ يحافظ على الصلاة ولكنه مدخن ما رأي الشيخ هل أقبل به؟
الجواب:
((لا شك أن طلب الزوج الكفء في دينه وخلقه أنه مما أمر به النبي –صلى الله عليه وسلم – قال:
(إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).
ويطلب الأفضل فالأفضل من الخاطبين، حسب الموجود، الأمثل فالأمثل.
ولكن الذي يدخن هذا معصية ضارة مؤثرة، فيها مرض عليه وعلى أولاده وعلى زوجته، فهذا عيب ظاهر، فينبغي أن يُتحاشى المدخن حتى يتوب إلى الله – عزوجل-)) اهـ. فتوى رقم (969).
والحمد لله رب العالمين.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - 12 - 08, 08:53 ص]ـ
وها هو على ملف وورد في المرفق.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - 12 - 08, 08:56 ص]ـ
بقي من المشرف - حفظه الله تعالى - أن يقدم كلمة كبار على لفظة علماء لكي تمشي السجعة، حيث سهوت في ذلك فيكون العنوان:
(فتاوى كبار العلماء في حكم تزويج العصاةِ النساءَ).
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[20 - 01 - 09, 01:45 م]ـ
يرفع للفائدة ........
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[20 - 01 - 09, 11:16 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[21 - 01 - 09, 01:01 م]ـ
أمَّا حالُ الناس اليومَ -إلا من رحمَ الله- فالأولى بالتزويج والمصاهرة هو الأكثرُ مالاً وجاهاً وسلطاناً وإ كانَ فرعونَ أو هامانَ أو قارونَ فالغني عند أولئك لا يلحقُهُ الخبَثُ وإن كان أفجر الفُجّار فهو تجاوز المحيطَ لا القلتين, والفقيرُ عندهم لا تمحو التقوى والصلاحُ والقرآنُ والاستقامةُ دنسَ الفقر عنهُ في موازينهم وإن كان أولى الأولياء , وكم يعتصر القلبُ ألماً حينَ يُردُّ شابٌ تقيٌ لا يعابُ عليه إلا الفقر , ويمكث سنوات وسنوات يجمعُ ما يسد به أفواه المتطلعين إلى الثروة عن طريق البنات , بينما غيرهُ ممن لا يحسن طهارة صلاته ولا يصلي ولا يستحي من الله ولا من النّاس يتخيَّرُ بين بنات المسلمين , لا لشيئ إلا لأنه فرعوني أو هاماني أو قاروني , وفي كل شر.!!
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 01 - 09, 02:55 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
الأستاذ الفاضل
أبو زيد الشنقيطي - وفقه الله -
قال مرعي الكرمي
قالوا الكفاءة ستة فأجبتهم *****قد كان هذا في الزمان الأقدم
أما بنو هذا الزمان فإنهم ******لا يعرفون سوى يسار الدرهم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[03 - 05 - 09, 06:16 م]ـ
بارك الله فيكم.