[مشكلة القات من وجهة نظر شرعية]
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[02 - 12 - 08, 03:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه اجمعين
[مشكلة القات من وجهة نظر شرعية]
الشيخ أحمد بن حسن المعلم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الصادق الأمين، محمدٍِ وعلى آله وصحبه وسلم:
تظهر المشكلة وحجمها إذا ألقينا نظرة على الأضرار المترتبة على تناوله، وهي أضرار مختلفة، تشمل جوانب متعددة في حياة المسلم هي:
أضرار دينية.
أضرار اجتماعية.
أضرار صحية.
أضرار اقتصادية
والإخوة المشاركون في الندوة سوف يتحدثون عن هذه الأضرار، كلٌّ في مجال اختصاصه، غير أني أورد موجزًا لكل واحد من الجوانب، مع التركيز على الجانب الديني:
أولاً: الأضرار الاجتماعية
1 - الإلجاء إلى مجالسة مَنْ قد لا تُحمد مجالسته؛ لأن المقياس هو توفير جوٍّ ملائم للتخزين، تحلو فيه المجالسة والمفاكهة، وتتوفر فيه مستلزمات كالدخان والمداعة، أو بتعبيرنا الحضرمي (الرشبة)، ومثل هذا الجو في الغالب - وعندنا في حضرموت - يبتعد عنه عقلاء الرجال وأهل الصلاح والوقار منهم.
2 - أن الحرص على مجالس التخزين يكون على حساب واجبات أخرى؛ مثل زيارة الأرحام، والقيام بواجبات بعض الأصدقاء، وأكبر من ذلك: الإهمال في رعاية الأسرة والجلوس مع أفرادها، مما يسبب فراغًا كبيرًا، قد يؤدي إلى تفكك الأسرة وتصدُّع بنيانها، وسيزداد الأمر سؤًا إذا انتقلت عادة التخزين والاجتماع عليه إلى قطاع النساء؛ كما هو حاصلٌ في بعض المحافظات.
3 - إنه قد يتسبب في دخول بعض الأمراض الاجتماعية إلى بيوت المخزِّنين، وبالذات أصحاب الدخل المحدود؛ فالحرمان الكبير الذي يُمنى به بعض تلك الأسر؛ يولِّد في نفوس أبنائها حسدًا على جيرانهم الذين يوفِّرون لأبنائهم كافه متطلباتهم من المآكل والملابس والكماليات، بينما أبوهم لا يتمكن من توفير ذلك؛ لعدم وفاء دخله بمتطلِّبات القات ومتطلباتهم، وهو يقدم متطلبات القات على حاجاتهم، ربما الأساسية! وقد يقع بعضهم في مرض التسوُّل، والنظر إلى ما في أيدي الناس، أو إلى أنواع من التصرفات السيئة؛ تحت وطأة الحرمان.
4 - انتشار الرشوة وبعض أنواع الفساد المالي لدى بعض الموظفين - هو في الدرجة الأساسية بسبب القات، حتى إن ما يأخذه أولئك بغير حقٍّ يُسمَّى في العُرْف (حقُّ القات).
5 - وقوع بعض الشباب والمراهقين - محدودي الدخل أو العاطلين عن العمل - في أنواعٍ من السرقة؛ حيث ظهرت حالات من ذلك، بعد انتشار عادة التخزين في المحافظة.
هذه بعض الأضرار الاجتماعية، وليست على سبيل الحصر، وإنما للذِّكْر.
ثانيًا: الأضرار الصحية
قد تحدث عنها المختصُّون، ومنها: فقدان الشهية، زيادة نبض القلب، الإمساك الذي يؤدِّي إلى حدوث البواسير وغيرها من الأمراض، الأرق، انحباس البول، إضعاف الدافع الجنسي.
ويضاف أخيرًا: المشاكل الصحية المترتِّبة على المساحيق التي يُرَش بها القات؛ لأجل حفظه من الأمراض، والزيادة في إنتاجه، الذي عرف في اليمن بـ (بودرة القات، أو القات المُبَوْدَر)، والذي يتسبَّب في تسمُّم بعض المخزِّنين.
ثالثًا: الأضرار الاقتصادية
يجب أن ننظر إليها من زاويتين: زاوية الضرر المترتِّب على الفرد، و زاوية الضرر المترتِّب على المجموع؛ ومن كلا الزاويتين سنلحظ أضرارًا بالغةً، سواء من جهة تأثيره على الإنتاج، أو تأثيره على الإنفاق، ولا شكَّ أن الزملاء المتحدِّثين في الندوة سوف يتحدَّثون عن هذه الناحية بما يكفي.
رابعًا: الأضرار الدينية
ولا أعني هنا أن هناك انفصامًا بين الأضرار الدينية وما سبق عنه الحديث؛ إذ أن الدين يحرِّم كلَّ ما كان ضرره أكثر من نفعه، ويقرِّر أن دفع المفاسد مقدَّم على جَلْب المصالح، وبالتالي فكلُّ الأضرار التي سبق الحديث عنها هي أضرار دينية، ولكن أعني الأضرار الخاصة التي تُضِرُّ بالجانب التعبُّدي، الذي هو مقصودٌ لذاته؛ أي إنه غايةٌ في نفسه، والتي منها:
1 - أهم ذلك: إضاعة بعض الصلوات، وهو أمرٌ مُشاهَد معلومٌ، لا يماري فيه أحدٌ.
¥