8 - كما اعتبره العلماء المجتمعون في (المؤتمر الإسلامي العالي لمكافحة المسكرات والمخدرات)، المنعقِد في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، في الفترة من (27 - 30/ 5/1402هـ) من المخدرات المحرمة، وجاء في التوصية التاسعة عشر: "يقرر المؤتمر بعد استعراض ما قُدِّم إليه من بحوث حول أضرار القات الصحية والنفسية والخلقية والاجتماعية والاقتصادية - أنه من المخدرات المحرَّمة شرعًا، ولذلك فإنه يوصي الدول الإسلامية بتطبيق العقوبة الشرعية الرادعة على مَنْ يزرع أو يروِّج أو يتناول هذا النبات الخبيث.
9 - وكذلك اعتبره (المؤتمر الدولي التخصصي الأول للقات في تنانا ريف بمدغشقر، في الفترة من 17 – 21 يناير 1983م)، اعتبره محرَّمًا شرعًا؛ حيث جاء في المقترح الرابع: "أنه يجب على الدول المعيَّنة اتخاذ اللازم نحو توعية وتثقيف الجماهير بالمخاطر الصحية والعواقب الاقتصادية السيئة؛ لتعاطي القات بدرجه مفرِطة، وحيث كان ذلك مناسبًا؛ يجب الاستفادة القصوى من المعاهد التعليمية والاجتماعية والدينية الموجودة"؛ وقد أحيط المجلس علمًا بنتائج البحوث المقدمة إليه عن الآثار الضارة لتعاطي القات على المستويات الصحية والنفسية والأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية، وأشار المؤتمر إلى أن القات محرَّم بحكم الشريعة الإسلامية؛ نظرًا لأن آثاره الضارة تفوق مزاياه. علمًا بأنه يمكن الإفادة من نباتات أخرى بديله، ليس لها خصائص ضاره، (وننبه أن هذا المؤتمر ضم وفدًا من اليمن).
القائلون بحِلِّ القات:
وإذا كان مَنْ ذكرنا من العلماء قد قال بتحريمه، سواء في تأليفٍ مستقلٍّ أو قصائد شعرية، وكذلك ما قرَّرَتْه المجامع والمؤتمرات من تحريم القات؛ فإن الإنصاف يقضي أن نشير إلى أن هناك من العلماء مَنْ دافع عن القات، وصرَّح بأنه حلالٌ، حيث لا يَثْبُتْ التحريم إلا بدليل، ولا دليل صحيح صريح في تحريم القات، وكذلك لا يصح قياسه على الخمر والمخدِّرات؛ لعدم وجود العلَّة التي من أجلها حُرِّمَتِ الخمرُ في القات - حسب تعبيرهم.
وممَّن قال بحِلِّهِ منهم:
1 - رسالة ذكرها ابن حجر في مقدمة "تحذير الثقات"؛ فذكر أنه وصلته ثلاث رسائل من صنعاء وزبيد، رسالتان في تحريمه، وواحدةٌ في تحليله.
11 - يحيى بن محمد المهدي، له قصيدةٌ ردَّ فيها على الشيخ حافظ الحكمي في منظومة "نصيحة الإخوان"، قال فيها:
أنى لك اليوم ذا التحريم جئت به لقد أسأت بقبح الاعتراضات
إن المعدات في المحظور قد حصرت في الذكر والنهى عن خير البريات
وجاء فيها هذا البيت:
يا حبذا القات ما أحلى مجالسه بالذكر شيدت وحفت بالعبادات
وكان الشيخ حافظ قد قال في قصيدته:
على العبادة قالوا نستعين به فقلت لا بل على ترك العبادات
* كتاب "القات"، للدكتور حمد المرزوقي والدكتور أحمد أبو خطوة، صفحة 319.
2 - وغير أولئك ممَّن لا تحضرني الآن أسماؤهم وأسماء مؤلفاتهم؛ بل إن بعضهم ليمدحه ويتغزَّل به - كما قال الشيخ البيحاني رحمه الله -: "ويزعم بعضهم أنه يستعين به على قيام الليل، وأنه قٌوتُ الصالحين، ويقولون: جاء به الخَضِر من جبل قاف للملك ذي القرنين، ويروون فيه من الحكايات والأقاصيص شيئًا كثيرًا، وربما رفع عقيرته بقوله:
صَفَتْ وطَابَتْ بِأَكْلِ القاتِ أَوْقاتِي
وقوله:
كُلْهُ لما شِئْتَ من دنيا وآخِرَةٍ ودَفْعِ ضُرٍّ وجَلَبٍ لِلْمَسَرَّاتِ
كلام الإمام لشوكاني - رحمه الله:
لقد تكلم الإمام الشوكاني - رحمه الله - كلمةً عن القات في كتابه "البحث المُفسِّر، عن حكم ((كُلِّ مُسْكِرٍ ومُفَتِّر)) "، كلامًا قد يبدو - ومن أول وهلة - أنه يرى إباحته بإطلاق، غير إن الباحث المتأني إذا ردَّد النظر في كلامه؛ قد يخرج بنظرة أخرى، والشيخ - رحمه الله - قد سئل عن "الزعفران، والجوز الهندي، ونوعٌ من القات، هل يحرم قياسًا على الحشيشة بجامع التَّفْتير ... "الخ.
فكان جوابه فيما يخص القات، أن قال: "وأما القات؛ فقد أكلتُ منه أنواعًا مختلفة، فلم أجد لذلك أثرًا في تفتيرٍ ولا تخديرٍ ولا تغيير.
¥