تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره (1/ 243) (قال أبو العالية، رحمه الله، في قوله: {وَآمِنُوا بِمَا أَنزلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ} يقول: يا معشر أهل الكتاب آمنوا بما أنزلت مصدقًا لما معكم يقول: لأنهم يجدون محمدًا صلى الله عليه وسلم مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل.

وروي عن مجاهد والربيع بن أنس وقتادة نحو ذلك).

فانظر وتدبر موضوع الآية ووعيدها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً} (47) سورة النساء، وانظر إلى كلام غطاس البعيد كل البعد عن مقصد الآية وغرض القرآن أصلا.

ولا يخفى على عاقل أن القرآن الكريم لا يصدق التوراة والإنجيل في كثير من الامور التي أضيفت إلى العهدين ومن ذلك اتهام الانبياء بالزنا، وقولهم أن الرب أمر يوشع أن يتخذ امرأة زنى لأن الأرض قد زنت، ومنها أن يعقوب صارع الرب فغلب يعقوب الرب وجلس على صدره إلى الفجر، وكذا ما جاء في الانجيل من شرب الخمور والتعريض بإيمان مريم ام نبي الله عيسى عليه السلام، وعقوق يسوع لها كما في لوقا (21/ 8)، بل ومن أعظم فراهم قولهم أن المسيح قد قتل، والأعظم منه قوله أنه الإله المعبود والخالق الرب المولود تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا، وغيرها من العقائد والنصوص المدخلة إلى الانجيل.

وعليه: إن عرض د. غطاس للآيات القرآنية الكريمة دون بيان وجه الدلالة عنده فيها ليبين عدم إدراكهم لكلام الله تعالى في القرآن، وعدم وجود من قال بقولهم من أهل الاسلام، بل تراه اجتزأ النص القرآني وفسره على طريقتيتن:

الأولى: الخلفية النصرانية (المسيحية).

الثانية: فسره على هواه.

وفي كلا الحالتين ضلال وفساد ولعله إن بين موضع الشاهد ومن قال بقوله فيه رددنا عليه في وقته إن خالف وجانب الصواب والله ولي التوفيق.

وكتب: د. شاكر بن توفيق العاروري من عصر يوم الخميس 29 / ذو القعدة 1439) 27/ 11 / 2008.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير