تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن الله -عز وجل- يأمر العباد بطاعته, وينهاهم عن معصيته, لا لينتفع بطاعتهم, ولا ليدفع الضر بمعصيتهم, بل النفع في ذلك كله لهم, وهو -سبحانه- الغني لذاته الغنى المطلق.

ويقول السعدي -رحمه الله-: "وقوله -تعالى- الحميد أي أنه من غناه -تعالى- أن قد أغنى الخلق في الدنيا والآخرة, فهو الحميد في ذاته وأسمائه؛ لأنها حسنى, وصفاته لكونها عليا, وأفعاله؛ لأنها فضل وإحسان, وعدل وحكمة ورحمة, وفي أوامره ونواهيه فهو الحميد على ما فيه من الصفات, وعلى ما فيه من الفضل والإنعام, وعلى الجزاء بالعدل, وهو الحميد في غناه, والغني في حمده.

وقوله -تعالى-: (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ) أي: إن يشأ يذهبكم أيها الناس, ويأت بغيركم من الناس أطوع لله منكم, فمشيئته غير قاصرة عن ذلك, فهي نافذة في كل شيء.

(وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ) أي: بممتنع ولا معجز, ورجح السعدي -رحمه الله- أن المراد بذلك: البعث والنشور, وأن مشيئته نافذة في كل شيء, وفي إعادتكم بعد موتكم خلقًا جديدًا, ولكن لذلك الوقت أجل قدره الله, لا يتقدم ولا يتأخر.

إرشادات هامة مستفادة:

1 - وجوب حذر العبد من التكثر بالمال, والعشيرة, والأنصار, والقدرة, والعلم, وغير ذلك.

2 - أن ما عند العبد من مال, أو عشيرة, أو قوة, أو علم إلى غير ذلك إنما هو من نعم الله عليه.

3 - وجوب شكر العبد لنعم الله عليه, وذلك بأداء حق الله فيها.

4 - ذم الاستكبار, وهو من أخطر الأمراض التي تورد الإنسان موارد التهلكة.

5 - التخلق بخلق التواضع.

6 - إيثار الحياة الدنيا على الآخرة موجِب للطغيان.

7 - استحضار الافتقار إلى الله -عز وجل- في كل وقت, وفي كل شأن من شئون العبد.

8 - الطغيان أصله في القلب.

9 - أن يسعى العبد دائمًا في علاج أمراض القلب.

10 - الإيمان بمشيئة الله النافذة, وقدرته الشاملة.

11 - الاستغناء الحقيقي يكون بالله وحده.

12 - الإنسان مخلوق ضعيف يحتاج دائمًا إلى التقوي بربه -عز وجل-.

13 - أن الله -عز وجل- هو الغَنِيُّ الغنى المطلق, فهو الذي أغنى الخلق في الدنيا والآخرة.

14 - أنه -سبحانه- وحده هو المحمود على كل حال؛ لأنه هو الموصوف بصفات الكمال, ونعوت الجلال.

15 - وجوب الإيمان بأسماء الله وصفاته, وتدبرها, والعمل بمقتضاها, فهي الطريق إلى معرفة العبد ربه.

والحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد, وعلى آله, وصحبه أجمعين.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير