(قلت: حديث ضعيف بهذا اللفظ؛ أخطأ فيه معاوية بن هشام، وتفرد به،
وفي حفظه ضعف. ولذا قال البيهقي: " لا أراه محفوظاً ". وقد خالفه جماعة
من الثقات عن سفيان وغيره عن أسامة فرووه بلفظ: " على الذين يصِلون
الصفوف ". وهو الصواب. وقال البيهقي: " هو المحفوظ ". وقد صححه
جماعة من الأئمة، كما بيناه في الكتاب الآخر (رقم 680)).
قال ابن رجب في (فتح الباري) (4/ 272):
[79 - باب
مَيْمَنَةَ المَسْجِدِ واَلإِمامِ
728 - حدثنا موسى: ثنا ثابتُ بنِ يزيدَ: ثنا عَاصِمٌ، عَن الشعبي، عَن ابن عبَّاسٍ، قالَ قُمتُ ليلةً أُصلِّي عَن يَسارِ النبيِّ (، فأخذَِ بيدي - - أو بعضُدي - حَتَّى أقامَني عَن يمينهِ، وقَالَ بيدهِ مِن ورائِي.
مرادُ البخاري بهذا الحديث في هَذا الباب: أن النبي (لما حوَّل ابن عباس مِن عَن يساره إلى يمينه دلَّ على أن موقف المأمومِ عَن يمين الإمام، وأن جهةَ اليمين أشرفُ وأفضل فلذلك يكون موقفُ المأمومِ الواحدِ منها، فيُستدلُ بذلك على أن جهةَ يمين الإمام للمأمومين الذين يقومون خلف الإمام أشرف وأفضلُ مِن جهة يساره.
وقد ورد في هَذا أحاديثٌ مصرحةٌ بذلك:
فخرج ابن ماجه مِن رواية أسامةَ بنِ زيدٍ، عَن عثمان بنِ عروةَ، عَن عروةَ، عن عائشة، عن النبي (، قالَ: ((إنَّ الله وملائكتَه يصلُّون على ميامنِ الصفُوفِ)).
خرجه مِن رواية معاوية بنِ هشام، عَن سفيان، عَن اسامة، بهِ.
وذكر البيهقي: أنه تفرد به معاوية، عن سفيان. قالَ: ولا أراه محفوظاً، وإنما المحفوظ بهذا الإسناد: ((إن الله وملائكته يصلُّون على الذين يصلون الصفوف)).
وخرج النسائيُّ وابن ماجه مِن حديث ثابت بنِ عبيدٍ، عَن ابن البراء بنِ عازب، عَن البراء، قالَ: كنَّا إذا صلينا خلف النبي (مما نحب - - أو أحبُّ - أن نقوم عَن
يمينه.
وخرج ابن ماجه مِن رواية ليث بنِ أبي سُليمٍ، عَن نافعٍ، عَن ابن عمرَ قالَ: قيل للنبي (: إن ميسرةَ المسجد تعطلت. فقالت النبي (: ((مِن عمَّر ميسرة المسجد كتب لَهُ كفلان مِن الأجر)).
وخرج البيهقي بإسناد فيهِ جهالةٌ، عَن أبي برزة، قالَ لي رسول الله (: ((إن استطعت أن تكون خلف الإمام، وإلا فعن يمينه)). وقال: هكذا كانَ أبو بكر وعمرُ خلف النبي (.
وخرجه الطبراني - أيضاً - وخرج الطبراني والعقيلي وابن عدي مِن حديث ابن عباس مرفوعاً في فضل الوقوف بإزاء الإمام.
وخرجه أبو بكر بن أبي داود - أيضاً - من حديث أنس مرفوعاً.
وكلا الإسسنادين لا يصح.
وروي مرسلاً؛ رواه هشيمٌ، عَن داود بنِ أبي هندٍ أرسله إلى النبي (.
وروى وكيع في ((كتابه)) عَن إسرائيل، عَن الحجاج بنِ دينار، يرفعه إلى النبي (، قالَ: ((فضل أهل ميمنة المسجد على أهل المسجد بضعٌ وعشرون درجةً)).
وعن سفيان، عَن ابن جريجٍ، عَن عطاء، عَن عبد الله بنِ عمرو، قالَ: أفضلُ المسجد ناحية المقام، ثُمَّ ميامنُه.
وعن الربيع، عَن الحسن، قالَ: أفضل الصفوف الصف المقدمُ، وأفضلهُ مما يلي الإمام.
وكأنه يريد: مقامَ الإمام. والله أعلم وأكثر العلماء على تفضيل ميمنة الصفوف وخلف الإمام.
وأنكره مالكٌ.
ففي ((تهذيب المدونَّةِ)): ومن دخل المسجد وقد قامت الصفوفُ قامَ حيث شاءَ، إن شاء خلف الإمام، وإن شاء عَن يمينه أو عَن يساره. وتعجب مالك ممن قالَ: يمشي حتى يقف حذوَ الإمام.] ا. هـ
ـ[محمد العوني]ــــــــ[21 - 12 - 08, 03:30 م]ـ
قال الشيخ الألباني - رحمه الله في (ضعيف أبي داود) - الأم - (1/ 232):
(قلت: حديث ضعيف بهذا اللفظ؛ أخطأ فيه معاوية بن هشام، وتفرد به،
وفي حفظه ضعف. ولذا قال البيهقي: " لا أراه محفوظاً ". وقد خالفه جماعة
من الثقات عن سفيان وغيره عن أسامة فرووه بلفظ: " على الذين يصِلون
الصفوف ". وهو الصواب. وقال البيهقي: " هو المحفوظ ". وقد صححه
جماعة من الأئمة، كما بيناه في الكتاب الآخر (رقم 680)).
ا. هـ
الشيخُ رَحِمَهُ الله و غَفَرَ له تراجعَ عن تضعيفهِ لهذا الحديث ...
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[22 - 12 - 08, 01:26 ص]ـ
الحديث رواه أبو داود وسكت عنه ومعروف منهج أبي داود إذا سكت عن الحديث فإنه صحيح كما بين ذلك في رسلته الى أهل مكه.
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[22 - 12 - 08, 02:42 ص]ـ
الشيخُ رَحِمَهُ الله و غَفَرَ له تراجعَ عن تضعيفهِ لهذا الحديث ...
هلا تذكر أخي مصدر ذلك، و جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد الله النعيمي]ــــــــ[26 - 12 - 08, 06:11 ص]ـ
نقاش جميل ...
ـ[أبو جابر الجزائري]ــــــــ[26 - 12 - 08, 11:19 ص]ـ
الحمد لله والصلاة على رسول الله
لنعد إلى أصل الموضوع.
أظن أن الإشكال هو في تحصيل أجر صيام وقيام عام لمن بكر وابتكر ودنى من الإمام، أي أن من شروط حصول هذا الأجر الدنو من الإمام.
"من غسل واغتسل يوم الجمعة وبكر وابتكر ومشى ولم يركب فدنا من الإمام واستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة أجر سنة صيامها وقيامها ".
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=9326
فمن صلى في الصف الأول ولكن يمينة أو يسرى و بعيدا عن الإمام، لم يتوفر له شرط الدنو وبالتالي يحصل على أجر الصف الأول و لكن قد لا يحصل على أجر صيام وقيام عام
والله أعلم
¥