شِمَالًا قَصَّرَ عَنْ سَمَاعِ يُمْنَتِهِ) اهـ.
و قال إمام الحرمين كما في (المجموع) للنووي:
(سبب استقبالهم له واستقباله إياهم واستدباره القبلة ان يخاطبهم فلو استدبرهم كان قبيحا خارجا عن عرف الخطاب) اهـ.
و قال الموفق في (المغني):
(وَمِنْ سُنَنِ الْخُطْبَةِ أَنْ يَقْصِدَ الْخَطِيبُ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ، وَلِأَنَّهُ أَبْلَغُ فِي سَمَاعِ النَّاسِ، وَأَعْدَلُ بَيْنَهُمْ، فَإِنَّهُ لَوْ الْتَفَتَ إلَى أَحَدِ جَانِبَيْهِ لَأَعْرَضَ عَنْ الْجَانِبِ الْآخَرِ) اهـ.
و قال العلامة الشربيني في (مغني المحتاج):
((وَلَا يَلْتَفِتُ يَمِينًا، وَ) لَا (شِمَالًا فِي شَيْءٍ مِنْهَا) لِأَنَّهُ بِدْعَةٌ بَلْ يَسْتَمِرُّ عَلَى مَا مَرَّ مِنْ الْإِقْبَالِ عَلَيْهِمْ إلَى فَرَاغِهَا وَلَا يَعْبَثُ بَلْ يَخْشَعُ كَمَا فِي الصَّلَاةِ) اهـ.
و قال ابن عابدين في (حاشية رد المحتار):
(تنبيه: ما يفعله بعض الخطباء من تحويل الوجه جهة اليمين وجهة اليسار عند الصلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم- في الخطبة الثانية لم أر من ذكره، والظاهر أنه بدعة ينبغي تركه، لئلا يُتوهم أنه سنة.
ثم رأيت في منهاج النووي قال: ولا يلتفت يمينا وشمالا في شيء منها.
قال ابن حجر في شرحه: "لأن ذلك بدعة" اه.) اهـ.
قلت: الذي رأيته في "فتح الباري" (2/ 402) قوله – رحمه الله تعالى -:
(وَنُقِلَ فِي شَرْح الْمُهَذَّب أَنَّ الِالْتِفَات يَمِينًا وَشِمَالًا مَكْرُوه اِتِّفَاقًا إِلَّا مَا حُكِيَ عَنْ بَعْض الْحَنَفِيَّة، فَقَالَ أَكْثَرهمْ: لَا يَصِحّ) اهـ.
و نص كلام النووي في "شرح المهذب" (4/ 399):
(يسن أن يقبل الخطيب علي القوم في جميع خطبتيه، ولا يلتفت في شيء منهما، قال صاحب الحاوي وغيره: ولا يفعل ما يفعله بعض الخطباء في هذه الأزمان من الالتفات يمينا وشمالا في الصلاة على النبي- صلي الله عليه وسلم- ولا غيرها، فإنه باطل لا أصل له، واتفق العلماء على كراهة هذا الالتفات، وهو معدود من البدع المنكرة، وقد قال الشيخ أبو حامد في "تعليقه":
يستحب أن يقصد قصد وجهه، ولا يلتفت في شيء من خطبته عندنا.
وقال أبو حنيفة: يلتفت يمينا وشمالا في بعض الخطبة كما في الأذان وهذا غريب لا أصل له) اهـ.
وقال العلامة أبوشامة المقدسي في (الباعث):
(ولا أصل لشيء من ذلك، بل السنة الإقبال على الناس بوجهه من أول الخطبة إلى آخرها.
قال الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى-:
ويقبل -يعنى الخطيب- بوجه قصد وجهه ولا يلتفت يمينا ولا شمالا) اهـ.
و قد بوب البخاري – رحمه الله تعالى – في صحيحه:
باب يستقبل الإمامُ القومَ ... )) اهـ.
من كتاب:
(الإنباء بأخطاء الخطباء).بتصرف يسير جدا.
ـ[ليث خالد السلمان]ــــــــ[09 - 06 - 09, 02:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك أخينا " علي الفضلي " وما بعد ما سقتم من كلام، فلقد بينت بإبداع النهي عن الإبتداع، وسقت من كلام أهل العلم و الفضلا مالم يسقه غيرك، فجزاك الله عن السنة خيرا ...
ـ[أبو عبد الله النعيمي]ــــــــ[09 - 06 - 09, 05:01 م]ـ
بارك الله فيك أخ علي الفضلي ...
وكثر الله من أمثالك ...
وماقمت به يعتبر جهداً ليس بالهين ...
وفقك الله لكل خير وهدى ....